الأحد، 22 مارس 2020

الشاعر عادل قاسم : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020

 

مجلة أقلام بلا حدود                                                                    )))))))))))))))))))))))))))))))                   

                        ((((((((((((((((((((((((((    

))))))))))))))))))))))))))))     

نصوص أدبية



فَسيلةُ الرمادِ

1
تتأرجحُ من الغَيظِ - على فَسيلةِ الرمادِ- بقاياهُ التي أَكلَتْ رطَبَها الحُروبُ.

2 
تُلَوِّحُ عَصاهُ بمدياتٍ فَسيحةٍ لحرائقَ جَديدةٍ، في هذا النهارِ الذي فقدَ الوَعيَ، وترنَّحَ كالمخمورِ في آنيةِ الرَماد ِ.
3
القِطَطُ اليتيمةُ اتَّخَذتْ الليلَ مَطِيَّةً، وتعرَّتْ في البلادِ التي لم يزَلْ يذرعُ المجانينُ بها الشوارعَ. 

4 
كَشَّرَ مُظهِراً ناجذيهِ؛ ذلكَ الغلامُ الذي يُعتَقدُ أنَّه من سِلالةٍ نادرةٍ. 

5
الأساطيرُ تَدَّخِرُ التِرياقَ للمُومياءاتِ التي أقبلتْ تحملُ رؤوسَها من الكهوفِ النائيةِ.

ِ6 
المشهدُ يتكرَّرُ دونما الحاجةِ للمُناداةِ على أَحدٍ مِن هذهِ الجوقةِ التي لم يَلْتبسْ على  المُهرِّجينَ فيها وجهتَهُم الجَديدةَ.

7
الفزَّاعةُ رقَّنتْ قيدَها العََصافيرُ التي حطَّتْ على جبهتِها المُهترِئةِ؛ حتى لم يعدْ ثمَّةَ ماتتداركُهُ الحاشيةُ حِيْنَ أَزاحُوا الستارةَ عن نُصبِهِ المَهيبِ.


>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

 أَجراسُ الريحِ                   
( 1 )

  تَستغيثُ الأجراسُ بالريحِ
   إذ كانَ راهبُ الديرِ..
    يَعدُّ أناجيلهُ
       التي تتراقصُ في.. 
            أدراجِها الفٍئران

                      (  2)
            هؤلاء الذينَ لَقَنوا طوابيرَ المَوتى
          المعاني المُتعَدِّدة للولوجِ        
         إلى الجنَّةِ أوالنارِ..
       مَجَّدوا الحياةَ أيضاً..
    وإن القديرَ الذي يَسْتحِقُّ العبادةَ
                                            يمتلكُ قدْرةَ الدفاعِ            
                                            عنْ نفسِه..
                                    أَنتم….مَنْ؟  
                          (3)

                     أنتَ... نَعمْ أنتَ..
                 ومنْ عَداك
            أنْا أضعُ على رأسيَ
      الطابوقَ والإسمنتَ،
    وغيرهما
 وأَرتقي سلالمَ البِناياتِ
  الشاهقةِ
    لأكسبَ قوتي
    فهيَ
 أقصرُ الطُرقِ للوصولِ
إلى الله..
أَنتَ ماذا تَفْعل..؟
 (4)
لاتتحدثْ عن الفَضيلةِ
وعن الرُسلِ والأنبياءِ
    وعن تقوى السَلفِ الصالحِ
     وَعنْ، وَعنْ.. وَعنْ
        أرني فضيلتَهم ...
                 أرني اللَهَ 
                فيما تقولُ وَتَفْعل
                      ( 5 )     
                    هذهِ الكائِناتُ الغَبيَّةُ
                            أما آنَ لها أنْ تَضعَ الزَيتَ
                                   في عَقارب ِساعاتِها التيْ
                                        لمْ تَزلْ على الألفِ وماقَبلهُ
                                                    من الحِقدِ والكراهيَّةِ
                                                        هيه… نحنُ هنا
                                                الناس تَجاوزوا الألفينِ
                                              من السلامِ..ِ..والمَحبةِ   
 
                                                    عادل قاسم                                                                                    
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<..

الأسيادُ والعبيدُ                                 

أيَّتُها العُيونُ المسمَّرةُ بالفراغِ                                            
أيَّتُها الوجوهُ الذابلةُ المُعلَّقةُ                                
على سِراطِ الأرضِ                            
الحافلةِ بالوحوشِ                     
أيُّها المعذبونَ الذينَ تترنَّحونَ            
            في قَعرِ كُوزٍ لَمْ تُبقِ فيهِ الثعالبُ      
قطْرةَ ماءٍ 
أيها اللاهثونَ نحوَ تُخومِ البَحرِ        
الغاباتُ احتَرَقَتْ،                            
                        الطيورُ والحَيواناتُ نَفقَتْ                                  
وكلُّ شيءٍ يتنفسُ باتَ يختنِقُ                                            
بحبلِ                                                    
الكراهيةِ والأحقادِ والمالِ                            
والطمعِ الذي صارَ                    
كعبةً للجميعِ             
لاسفنَ هناكَ ولا مراكبَ
تَقلُّكُم لضفةٍ أكثرَ ضياءٍ            
من هذهِ الشمسِ التي عفَّرَتْها                   
الحروبُ بالدُخانِ والدِماء        
ولا أحدَ سيأتي         
لم يعدْ للانتظارِ من معنىً    
ها نحنُ نتضاءَلُ كلَّ يومٍ
حاملينَ وِزرَ خَطايانا        
على أكتافِنا                
لتكونَ أَكفاناً لنا ونحنُ                 
على مشارفِ المقابرِ التي                        
تَسعُ الأسيادَ والعَبيدَ                                   

..........................................

ومنْ عَداك
أنْا أضعُ على رأسيَ
الطابوقَ والإسمنتَ،
وغيرهما
وأَرتقي سلالمَ البِناياتِ
الشاهقةِ
لأكسبَ قوتي
فهيَ
أقصرُ الطُرقِ للوصولِ
إلى الله..
أَنتَ ماذا تَفْعل..؟
4
لاتتحدثْ عن الفَضيلةِ
وعن الرُسلِ والأنبياءِ
وعن تقوى السَلفِ الصالحِ
وَعنْ، وَعنْ.. وَعنْ
أرني فضيلتَهم ...
 أرني اللَهَ 
فيما تقولُ وَتَفْعل
5
هذهِ الكائِناتُ الغَبيَّةُ
أما آنَ لها أنْ تَضعَ الزَيتَ
في عَقارب ِساعاتِها التيْ
لمْ تَزلْ على الألفِ وماقَبلهُ
من الحِقدِ والكراهيَّةِ
هيه… نحنُ هنا
الناس تَجاوزوا الألفينِ
من السلامِ..ِ..والمَحبةِ

..............................................


قَبضةُ الريح

كنتُ في غايةِ الحَرج، مُمسكاً بقَبضةِ الريح ،حينَ لامسَ كَفيَ وجههُ، فتبسمتْ غيمةٌ ناهدة، كانتْ تسيرُ على مَيمَنتي ، أهشُ بعصايَ على ظَهْرِها، الذي عَكَّرتهُ ُالعواصف ، فتناولتُ من 
حِجْر المُغني ربابته ، وحلَّقْتُ في فَضاءٍ عامرٍ بالوجوه ، أََدورُ عليهم بدِنانِ الشعرِ المُعَتَّق ، فيغْرِفونَ المِسْكَ ، ويعبِّونَ كؤوسَهم بالنبيذ والقَلَق ،لمّا إنبرى النابغةُ بعِرفهِ الذي يشبهُ عِرفَ الدِيك ، غيرَ آبهٍ بالجيادِ التي تجوبُ الصحراءَ بَحثاً عنْ سُراقة ،إِذْ تسارعتْ البِيدِ هَلَعاً تحتَ رحمةِ ظِلِّهِ الطائر، بَيدَ أنَّ مابددَ وخشةَ السفرِ المَيمونِ ،صوتُ المِذياعِ،يبثُ أغنيةً، أَمان
،،أَمان،،،،،يا،،يابة،، للگبنچي*،فيندلقُ الزِقُّ 
من على رأسِِ أُمِّ البْرومِ* فَندَبتْ حظَّها مُتَمتِمةً، غَلَبني فُوها ، فتجمهرَ الصبيةُ عَليها، وأنا لمْ أزلْ في غايةِ الحَرج مُمْسِكاً بقَبْضةِالريح،

....................................

مناجاةُ الشِّعرِوالشّاعر


هِبني صراطكَ ۤأيها ُالمُتخفي بينَ جداولِ شلالاتِِ من رفيفِ النّورِ وشدوِ الملائكة.ْ
 ليس ﻷحدٍ عليَّ من سُلطانٍ سواكَ. اتنشَقكَ أبدًا وأَنْتَ تهبطُ علي بحنُوِّ أمّي وصرامة أبي. تأخذُني الى مُدُنِكَ المليئةِ بالالغازِ والأحاجي. تَحْملني برقةٍ على جناحيْكَ وأنت تهمسُ بقلبي. أيْ بنيَّ لكَ أن تَتَجَوَلَ في مَدائِني الذهبيّةَ وخَرائبي. أبوابي مُشرًَّعةٌ أمامَ عينيكَ السّرِّيّتينِ. هذه مُدُني السَّاحرةُ التي تراهاٍ بِشَكْلٍ مغايرٍ كلَّ حينٍ وتَبني ما تشاء. أنا افتحُ أبوابي لبُرْهَةٍ. ولكَ أن تُلقْي بشباكِكَ. لتَغْرفَ الجَمْرَ أواللآليء. لتُشَيِّدَ هياكلَكَ المُقدسةَ على سفوحِكَ الورقيَّةِ البيضاءَ. في هذا العالمِ المُكتظِّ برأسِكَ الذي تتنازعهُ الأضدادُ. فتبوح بأسرارِكَ كيمامةٍ غريرةٍ تَرتَجفُ في كلِّ طيرانٍ لها في آفاقي. تَضْحكُ وتَبكي ْْكلما أَوْصَدْتَ نَوافذي، عائدًا لديارِكَ َمَسروراً بصيدك َ الثمين ،هكذا هو سِرَّنا الذي قطعناهُ على أَنْفُسناِ، أيُّها الشَّاعرُ. كُلَّما دَخلْتَ مَدائِني وأغْتَرَفْتَ ما تشاءَ. قدَرُكَ أنْ تَدورَ في أَفلاكي حِينَ تَهبطُ على صدرِكَ ملائكتي الخياليَّة المشاكسة.

..............................................................


تَقَوَّسَ كغَيمةٍ ماكِرة

همَستْ كي لايسترقَ السمعَ،مِخلبُ العنكبوتِ الذي فغرَ فمَ الإنصاتِ لعَقاربِ الريحِ إذْ خَلَّعَتْ كعادتِها ثيابَ الصبِّارِ الراعفةِ بالوَجلِ في هذا اللاّحبَ المُمتَدَ كأفعى مَلْساء، عافَها السُكارى لما لعبَتِ الحربُ في ثيابهِم لُعبةَ النار، واحترقَ وجهُ المساء،فأضحى كبسطالٍ هَرِمٍ حافلٍ بقواميسِ المُهَرولين على سِراطِ الجَحيم،تعكزَ على جنبِها الذي تَقَوَّسَ كغيمةٍ ماكرةٍ في سماءٍ تشتعلُ بِهايكلَ مُنقرضة لوجوهٍ حَجريةٍ لم تزلْ طَراوةِ الموتِ تشاكسُ قسماتِهاُ ، يتنهدُ ككلبٍ حكيمٍ على أقفيةِ النجوِم المُنكفئةِ في سُدُمِها التي تَعفَّنتْ بالقلقِ ،يستَلِفُ عينيها المُستَعارتينِ المُسَمَلتينِ بنثارِ النَيازكِ التي أَضجَرتْهُ فتلمسَ لمحيطهِ المُلْتَبس العذرَ،لمّا تحفَّتْ الأَنهارُ من جَدبِ صَمتِها المُريب ،وأْنكفأتْ كعانسٍ أَلفتِ الحِدادَ في عُزْلتها وهي تمشِّطُ ذؤآباتِ الليلكِ الحزينِ المحنطَةِ على شُرفتِها المُعلَّقة في فراغٍ يغمرهُ السرابُ والفزع،

...........................................................


إِغفاءةٌ يَتيمةٌَ


 ذاتَ يَوم ٍ رائقٍ في الخَرابِ الجَميلِ ،حيثُ المُدنُ المُحترقةُ ،والأزقةُ التيْ تَقْضمُ بقاياها الكِلابُ الغَريبةُ والعُقبانُ، كنتُ أَبْحثُ بعينينِ زائغتينِ، مُسْتَظِلاًّ بغُرْبتَي مثلَ عُصفورينِ يتيمينِ يُحلقانِ على أَجراسِ الكنائسِ العاريةِ، وقِبابِ المساجدِ ،وماتَبقى من بيوتاتٍ لمْ تزلْ عرائِشُها يانعةً، تُحلِّق ُبينَ كرومِها الفراشاتُ البيضاءُ، التي راحَتْ تًهْمِسُ لبَعْضِها،وهي تُمْسِكُ بجلبابي، وكما الحلمُ الشبيهُ باليًقْظةِ؛ سَرَتْ في هًدأةِ اليَقينِ أَسرابُها في مَراكبَ من جُمانٍٍ تقودُها جيادُ النورِ التي أَرسَتْ على تِخومِ مُدنِ الضَّباب، خَلفَ جِدارِ الزَّمنِ، حيثُ كانتْ عًقاربُ الساعاتِ متوقفةً على مَشارِفِ البهجةِ، كانَ وجهي أَليفاً؛ أذ لمْ يكنْ هُناكَ من عائقٍ ، الأبوابُ الخَشبيةُ ذاتُها، القُرى الرابضةُ كغِزلانٍ حالمةٍ تُحيطُها الأشجارُ اليانعةُ بِثمارِ العسلِ، والصبيةُ العراةُ أَصدقائي الذينَ ابتلعَتْهمُ الحُروبُ أحياءً يتبادلونَ الضِّحكاتِ والشتائمَ البَريئةَ، همُ لم يُغادِروا سِنيَّهم وًفتوتَهم الطريةَ ،َ شَدَّني الفُضولُ للاقترابِ من ضَحِكاتِهم رأَيتُ وَجْهيَ مُنْعَكِساً على مَرايا الغَديرِ ،كُنْتُ أكبرَ منهم سِناً بِكثير ،وأدهَشَني الجِدارُ المُحْترقُ الذي كانَ على مَقربَةٍ منِّي، وأًنا أَتَعَكزُ على عَصايَ في الزُقاقِ الذي لمْ يَزلْ مَسْرحاً للحُروبِ التي كُلَّما انْتَهتْ واحِدةٌ؛ تَلدُ أُخرى.

................................................


وجهُ العالم
هو ذا العالمُ
نافقٌ
مثل حمارٍ
بلغ به العمرُ عتيا
صاخبٌ يسيرُ،-
بكلِّ هستيريةٍ
وجنون...
-الى خرابهِ النائحِ
بالجوعِ
والموتِ
يحتفي مُحتظِراً
بسرُفاتِ الحروبِ
وبالجنراﻻتِ الذينَ
يضاجعونَ مسدساتِهم 
برِقَّة
فينهمر الرصاصُ
من عيونِ كلابِهم
 على السابلة.

الشاعر عادل قاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق