الأحد، 22 مارس 2020

الشاعرعبد الزهرة خالد : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020



نصوص



من الطرافة
القادمُ لا يحبُّ الفراغ
والغادي لا يحبُّ الكتلة 
بين الكتلةِ والفراغِ 
هناك زوايا متعددة من روحي
منها على أبوابِ الجنةِ
منها على تخومِ الجحيم ،
لا استرسلُ بالحديثِ
لأنني بحضرةِ الشعر
يوصي بالإيجازِ والدهشة
العقدةُ لا تحتملُ التأجيل ..
من الطرافةِ
أني اليوم في هزيمتي النكراء
عرفتُ مكامنَ ضعفي
وشخّصتُ جيدا نقاطَ قوتي
يأخذني خيالكِ المعتق
في خوابي ذكرياتي
إلى قبوِ الفلسفة
تارةً عطشانَ
أشربُ من ثقوبِ الرمالِ قصةً مروية
 وتارةً أترنحُ من شدةِ السكرِ
بيدي قدحٌ مملوءٌ بثلجِ السبات ،
أغوصُ في قعرِ السلم
أجدُ مدافعا وآلاتٍ حربية
تقصفُ أشجارَ التفاحِ بقنابلِ التقية
أنا لم أقضمْ تفاحةَ النّزوة
أبداً طيلة ذنبي
بل هي تهمةٌ لي نُسِبت من أقصى المدينة
والقاضي زادَ في تعقيدِ القضية
أنا إنسانٌ أحبُّ الكتلةَ والفراغَ سوية ..
................................................

عذراً 
استميح …
أو لا استميح عذرا …

فالعذرُ 
في مقامِ الحبيبِ مغفرة ..
عذرًا 
إن جئتكَ بشيءٍ مني 
أحملُ نزرًا يسيرًا 
من نطفتي
نصفي عالقٌ 
فوقَ أسلاكِ الطين 
والآخر ينتظرني عندَ الزنزانة
وقد تكون المسافةُ بيننا نكرة .. 
عذراً 
لقد أذلني حقلٌ 
كنتُ قد سقيتهُ بدلوِ المنقذ 
وأرشُ على المنجلِ ماءَ الورد 
ربما يخففُ وطأةَ النحر 
من المدهشِ 
تذبل يداي للقرابين ..
أقلّبُ وجهَ القمحِ شاحباً 
من لبسِ قلائدِ الذهب 
لها وسوسةٌ تثيرُ صوتَ الموت 
وما زلتُ أهمس في حضرةِ إصفرار القلم ،
السنابلُ الفجيعةُ
تصرخُ بوجهي المتروكِ 
على صفحةِ الجوازِ الأولى 
 ألا أغادر 
ثم أغادر على متنِ طيفٍ يدغدغُ الجنون .. 
عذرًا 
زاويةُ الانفراجِ اتسعت
ما عادت الخطواتُ تكفي
والعثرات حروبٌ في الهدنة ،
تخثرت عباراتي
في شراييني واللهاث يثنيني 
لا أستطيعُ الوصولَ إليكَ 
إلّا على مطيةِ أشعاري
باتتْ أوردةُ العبارات على المحكِ
تعانقُ الهواءَ لأجلِ المتبقي مني ..
عذرًا 
بقيت أنا الوحيدُ كالقشةِ 
بقبضةِ غريقٍ ..
أأنقذُ قلبي 
من مستنقعٍ يبتلعُ زنابقَ الحلم
حالما يشعرُ بموجةِ العشق..


.......................................................
سؤالٌ متاح
كلّما يراني .. يسألني 
عن ما أتذكر .. قلتُ 
لأني على موعدٍ مع أواخرِ النهاية ،
أتذكرُ عطاسَ الرئيسِ في أول بيان
وغبارَ حروبٍ غطتْ خفايا الكهوف 
المخصصةِ للهروب ٠
تقسّمُ المسافةُ 
بيننا طراوةَ الرد ،
هذي ليّ وتلكَ له
رضيتُ بالمقسوم
لكنه ألحَ بالسؤال 
بنفسِ القياسِ والنبرة ، 
أجبتهُ قبلَ أن تتقطعَ الغيمة
 إلى خرقٍ تعانقُ حذاءَ الجنرال 
تذكرتُ عقوبةَ ضابطٍ 
أديتُ له تحيةً 
بقبضةِ اليدِ … لا بالكف 
عقوبته لي سهلةً كانت 
أن أهرولَ إلى أسوارِ السرية 
وأعودُ زحفاً على بطني مبللاً بالخيبات ،
 كنتُ منتصراً 
لم أمر تحت قوسِ النصر
ولم أفصح عن ما هو موجود في قبضتي 
هي قبضةُ ملحٍ من أثرِ الشط 
وفي جوفي صولجان من جوعٍ مجفف
أخشى عليه من منافذِ الحدود
قد تصادرهُ وتفرضُ غرامةَ الميول ٠
تابعتُ عمري معه 
أضحى في مرتبةِ المخاضِ 
بينما أنا أكملتُ أكاديميّةَ السبحِ دون جسد 
في بحرٍ تتلاطمُ فيه أمواجُ الكذب ..
اليوم ، بعد تخرجي ، أحتاجُ إلى علبٍ فارغةٍ 
لأحفظ بها جزءاً من الأسباب…
 وقوارير أكدّسُ فيها دماءً 
تروم أن تخففَ كاهلَ الوطنية 
عن مدينةٍ مثقوبةٍ بألفِ زمان ..


......................................................

متى يشرقُ الوطن
هل سمعتم للصمتِ 
حفيفًا … نعم إنه يتدلى 
من حنجرتي 
كعنقودٍ أرجواني 
ناضحٍ من نزيف ، 
أمانةُ الأرضِ تُهَندِمُ الأعناق ،
مسؤوليةٌ تزرّكشُ وثيقةَ العهد ،
من حولي أسيجةُ الضجيجِ 
لن تفلح بالحفاظِ على السكون ،
تدبُّ المشاعرُ في لحاءِ أفكاري
الذي يغذي ثمارَ العمر ..
( … )
للجمالِ من يُغَنّيهِ ،
ولليلِ من يجد سعادةً فيه ،
الرئيسُ والحاشية
الحزبُ والسمسار 
يمدحهم كثيرون
والشعراءُ يتبعهمُ الدافعون ، 
أما الفقيرُ الوحيدُ 
في عالمٍ لا وقتَ له 
كي يرزقَ فقيراً آخرَ
وسطَ هذا الكمّ من الفضلات ..
(…)
كم لي من المدى 
لأكمل المسيرَ
أحببتكَ ما قبلَ البصيرة
وما بعدَ الضلال .. 
أجدُ في ذهني
أنني مازلتُ في بدايةِ المشوار ، 
ثم أبحثُ عنكَ بعيداً عن عقائدي ،
عن وطنٍ مقدسٍ يتنعمُ بأرجلٍ حافية 
عن اسمٍ يتجلى فيه الغنى 
يكسو الهواءَ بريشٍ ناعم 
يغطي الشّمسَ بلحافِ الشتاء ، 
زهرةٌ تنتظرُ المياسم
- بلا مواسمٍ - لسعةَ شوقٍ 
من إحدى الخراطيم 
أو فوهةً تمتصُ المغصَ الأعور
تجاه قضيةٍ احتارَ فيها الساسة ..
(…)
فوق منضدتي 
القلمُ الوحيدُ الذي لم يفقد وعيه 
على درايةٍ ، 
متى يشرقُ الوطنُ ويغيب ! 

.........................................................

جواب متمرد

 سأكونُ متمردًا ولا يجبرني أحدٌ أن يأخذني إلى سفينةِ النجاة ، رغم أني لا أعتصم بقممِ الجبال ، أهوى الوديانَ حينما يحملني السيلُ إلى ما يشتهي وفي قبضتي قشةٌ تعادلُ الأصدقاء ، حسب رغبتي أتشبثُ بجذرٍ واحدٍ ثابتٍ لينقذني من الانجرار ، لأني أحبُّ الناسَ جميعاً فأعتقد كلّ النّاسِ تحبني ولأني أعشقُ الوردَ أرى الصحاري مثل البساتين ، يهبُّ على الوطنِ النسيمُ إلى أن يغفو على زندي ، لذا أشمُ العبيرَ في زنزانتي الشريفةِ الخالية من فضاءِ التخمين . قمرٌ واحدٌ يدورُ في فلكٍ لا تحده مجرات بل أفكار متلاطمة بموجِ الضياءِ المنبثقةِ من هلالٍ يرتقبُ العيدَ لنفسه ، كان قد نذرَ قطعة قماشٍ يرتديها أولَ غبشٍ لسنبلٍ انحنى كبرياؤه أمامَ المناجلِ .
 سأكون أولَ المتعلقين بجدارِ ذكراكَ كلّما مرّ موسمُ الحجِ في شباط خالٍ من مؤامراتٍ وانتفاضات وعروسِ الثورات ، كنتُ أحسبُ الشهر كأنّه صديقي أو جار يجاورُ أيامي لا فرق بيننا غير إنّه زمانٌ وأنا إنسان أنظر إلى الوهمِ حقيقةً وإلى الحقيقةِ وهماً ، من دون أبالي بالمنتقدين والمعارضين طالما أنه الشهرُ الثاني من كلّ عام .
كانوا معي قبل سنوات لكنهم رحلوا ، 
كيف ؟ لا أعرف ، 
متى ؟ لا أتذكر ، 
 فقط كانَ لحنُ ( الهور ) يجوبُ دهاليز الأذنِ الوسطى المبتلية بالدورانِ والذهول عندما يسقطُ أسمُ من تاريخِ الوجودِ ويبقى المشحوفُ يغازلُ السمكَ البني على حسابِ ( الكطان ) ما أجمل رعشة القصب .
 مازلتُ في عقدةِ التوظيف لأنك المتصحرُ هناك وأنهري تسحبها الرمالُ لقصورها البالية ترقصُ في لياليها القواربُ ، تنتظرُ الغرقى السارقين جنات السّماء دون ملاحقة أنهار العسل والخمر وأجنحة الحواري ..
 سأستجدي خلجات الكون البائنة في مصابيحِ الجليدِ عندما يسامرها القيظ بلا وازعٍ من ضمير . الحجرُ عريانٌ في مدينتي منْ يستر عورته أو يحمله لينقذ الشيطان من رمي البشر ، هكذا كانت الحروفُ العريضةُ في الصحفِ الأولى من أخبارِ الصباحِ العاجلة دون أن يقرؤها أحد من دعاة الوطن . 
السؤال الفلسفي الذي يكون جوابه هو السؤال .

..............................................................

ق.ق

أقلام تركل الشهرة 


مذ ولادته في غرفةٍ مجاورةٍ إلى غرفة أبيه ، سكن وترعرع فيها ، استرق السمع لهمساتٍ وهمهماتٍ لا يفهم معناه إلا الحسرات التي تكسرت في أضلعٍ كقارورة فخارية تهشمتْ على أرضية جافة من عرق الأقدام .
رافق أبيه وقد نجح إلى الصف الرابع الأبتدائي ، يكتب رسائلاً لأقارب أصحابه تحملها الرّيح أو أنابيب عريضة تهبط بها إلى جنوب الرافدين وعن ظهر قلب يملأ الرسالة طيب الخواطر والسؤال عن أوقاتهم إلى أن يملي عليه صاحب الرسالة بأخباره الحديثة . يخشى أبوه عليه من عيون صحبه ولم يعلمهم بأي صفٍ كان يغطي فطنته بكذبته البيضاء كان هاجسه الحسد.
علّمهُ درس الإنشاء أن يكتب ثم يكتب وبدل عن يدعس الورقة بكفه ، يرمي القصاصات في البحر لعل حورية تفتهم ما يريد يوم اللقاء ، أو لعل الجراد يستنشق الماء بدل أن يتناول حقله المحصود بكتاباته السرية للغاية .
لم يعجب زملاؤه إنشاءه رغم أنه حصل على أعلى درجة في الموضوع بينما هناك طلاب أخرين من غير مدرسته يتوسلون به أن يكتب لهم موضوعاً كذلك لوحة في الخط والرسم ، كان منشغلا دائماً حتى في صناعة الطائرات الورقية لكن لا أخفيكم سراً لم أرَ طائرته تطير بمثل ما يطيرون .
في مراهقته نمت له شعور على الجفاف والكبت ولا يعلم لِمَ لا يحب الحاكم ولا الرئيس مهما كانت رتبته العسكرية ، مشير أو فريق أو مهيب ، الحبّ سلعة نادرة عليه لا يستخدمها إلا في الضرورات القصوى ، أو عندما يريد أن يكتب شيئاً لامرأة أو عن رحلة مدرسية وكثرت المواضيع وقلمه ظلّ واحداً رغم أنه لم يسلم من فك المبراة .
رئيس تحرير أحدى المجلات المحلية قدّم نصيحة وطنية هو أن يمتدح الرئيس في كتاباته بدل النساء اللاتي لا تسمن ولا تغن عن جوع ، لكي يكون معروفاً عليه طرق باب اتحاد الأدباء أو نقابة الصحفيين أو فرقة حزبية ليكون أحد كتّابها .. اعتزل الكتابة دولياً وأصبح يلعب محلياً في غرفته خلف منضدته التي لا تخلو من كأس يترنح بمحتواه وعلبة سيكاير وأغنية لمحمد عبدالوهاب ، المواد دسمة وغنية بأيام الحصار التي باع كلّ أقلامه الثمينة بثمن بخس ، دنانير معدودة وشملت حتى الساعات وأفرغ رسغه من الوقت بينما المسودات والقصاصات تملأ المدرجات ..
أكتشف أن قلمه يقتفي أثر الإحساس ، توجهه بوصلة الوجع قبل الجمال ، يميل أينما يميل ، لم يكتب لأحد ولا يمتدح أحدا سلطانا كان أم وزيرا ، ربّما المحور كان الطحين والرز والقميص والمرأة التي أصبحت القطب المتجمد والساخن في آن واحد والعقرب يشير إلى جهات القلق الأربعة .
لم يخطر في باله أن ينتمي إلى فئة تقيد فيها حريته وحروفه ونبضاته التي تشاركه وتناصفه حياته ، لم يخطر في باله أبداً أن الأدب والثقافة سيكون مرعباً ولا يقبع يوماً على الرصيف يباع بأرخص الأثمان لاستعماله من قبل الغير ، صدق بما يقال أن هناك الرياء والنفاق والكذب يمشي في دهاليز التعابير والكلام لكن صدق بان لا تعجب من يجبرك أحد مقابل أن يسلمك استمارة الانتماء تكتبُ فيها اسمك ولقبك قبل هوايتك . 
لا يصدق عما يجري في الساحة الأدبية ( صفق لي وأصفق لك ) كما يفعله البرلمانيون ( طمطم لي وأطمطم لك ) عضو في الاتحاد لم يقرأ له سطراً واحدا طيلة سنوات لكن عندما يخرج ورقته من بدلته المهترئة يصفق الجميع بينهم مثل ( الأطرش بالزفة ) والحوارات تجري معه ووسائل الإعلام تتخذ من أحدى الزوايا ليدلي برأيه حول الباقين وكم هي أضوية الفلاشات توهجت بوجه العريض ، ربما يريد بعضهم أن يزج الأخرين في خنادقهم وتكتلاتهم بينما هم على ماذا يتصارعون ويتنافسون ؟ الله أعلم .
لأول مرة في حياته يرى أسلوباً جديداً في الابتزاز يصدر من أديب ( لا يكتب إلا عن الحبّ والوطن ) قد يفوق الذي يجري في ساحة الارهاب والفساد ، 
لا يريد أن يدخل في التفاصيل خوفاً منهم لأنه يخسر براءته ولا صحة صدوره . السنوات التي خلت من نشر نصوصه عبر التواصل الاجتماعي وتواصله مع عدد من المنتديات شاهد اهتماماً كبيراً من الكثير ممن هم خارج المنطقة التي يسكن فيها وعلى نطاق الوطن العربي والعرب في البلدان الأجنبية بينما لم يقرأ مقالًا واحداً بالذم أو المدح من أبناء جلدته وكانت أمنيته أن يرشده أحد ، عليه قرر في نفسه لم يدخل معهم في صراع الشهرة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه سيبقى يكتب ويكتب سواء كان عضواً منتمياً أو غير منتمي وسيبقى القارئ الوحيد له هو ولده البكر هذا يكفي فهو مشهور في غرفته الخالية من الجمهور .


......................................

ق.ق


 قيافةُ متسول 


 الولادة أكبرُ من الموتِ بحفنة تراب ، عندما ينتهي مفعول الروح تبرزُ العينان نحو غاباتِ المطر وأدغال الكوثر ، قد يبتلُ بماءِ الطهارة ساعة لكن يعاود طقوس الرحيلِ من ضنكٍ لا يشبه الثوب الذي يغطيه ، ترضع أفواه السّماء من أثداء النجيمات البكر وتأوهات القمر يعج صوتها تحت وطأة عناد الكبرياءِ في طرقاتِ الحرّاس الليلية .. تعوَّدَ أن يرفع كفيه أشرعةً يجوبُ أرصفةَ العتمةِ يدخل ( البارات ) حاملاً رغائبه في ماعونٍ عتيق له طقطقة الدراهم المعدنية عندما تطأ خطوته اليمين لا توازي اليسرى على عتبةِ سلّمِ المدخل المتشعشع بمصابيح الترنحِ الحمر . أول منضدة لم تكترث بصوته الخفيف لأنشغال المحيطون بضرب سطحه كنغمة دفٍّ لأغنية غناها سعدون جابر ( يا طيور ) طائرة أو خامدة ، والثانية أنقطع خيط الشعر لحظة الطلب ، كلّ يمد يده إلى جيبه وخشخشة الدراهم تراقصت على متنِ الماعون وكذا في الثالث يسكت النقاش عن الوضع الراهن ثم الرابع والخامس والأخير كأن الجميع يريد أن يدفع كفارة كذبه ، لا يكتفي من جمع المحصول الشائب بالأوراق النقدية ، أرادَ المزيد وعند صلاة الفجر أستقبل باب الجامع في نهاية الشارع المحاذي لنهر تقطنه الأسماك التي تنعم بالأمان والسلام من مكر السنارة وطعمها الجارح بينما الخياشيم تزمجر بأذن الجريان من لزوجة الطين . يخرج المصلون لم يشعروا بصرير الطلب ولا بأنّة الحاجة ، منشغلون جدا بالتسبيح والتهليل ، يتركهم ويعاود السير هذه المرة دار الاستراحة المبنية من حجر الفيء وقرب شجيرة كانَ قد عيّنها فلاح البلدية وسط جزرة وسطية يتوسد ( سترته ) البنية لا تتضح معالمها من هذا اللون الأبكم هل صكت غبار الزمنِ عليه أم من جفاف الندى الذي شمل غيوم العاصمة في زمن البيروقراطية ..
شجّع دفءُ الشّمسِ  أن يحملَ ضحىً ورق المناديل وخرقة ( بازة ) تدقق في وجوه أختفت وراءَ زجاج السيارات حتى موعد صلاة الظهر وعلى قارعة الدعاءِ لم يكن المحصول كالباقيات ، قبيل الغروب يحمل كتيبات صغيرة فيها أدعية يفتش في عيادات ومختبرات طبية عن محسنين ، يستغلُ قلق النسوان من نتائج فحص الطبيب ربما يعادلُ نصف ما جمعه ليلة الحمراء ربما ليلة الجمعة مباركة قبل أن تتم بعدها الصلاة والحديث عن الخطبة الثانية التي أعلنُ الخطيب تأييده للإجراءات الرئيس التقشفية ..
 هذه الليلة قرر أن يسهر عند بوابة الملهى المختفي في أواخر الشارع كانت سهرته مثمرة بكل الاتجاهات وقبل أذان الفجر نادته راقصة الملهى وباب سيارتها مفتوح وأعطته بعض الأوراق النقدية طلبت منه أن يشتري له ثيابا رسمية ويحضر غدًا بنفس الوقت ، لأنها لا تريد النهاية التراجيدية لكل رقصات التي خلت موسيقاها من عزف الناي باتت مستمرة ذهابًا وإيابا ، ومنذ ذلك الوقت أصبح حارسها الشخصي المقرب .

عبدالزهرة خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق