الأربعاء، 1 يناير 2020

الشاعر محمد الزهراوي ابو نوفل : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020




نصوص شعرية



لعلها..ترانِي هُنا

مهْما غابَتْ
قدْ تَرانـِي هُنا..
تَراني دمْعة دمْعة.
تَرانـِي وَحيداً
معَ الكُتُبِ..
وَحيداً دَوْماً.
وحيداً مِثلَ بحْرٍ
وما تَعِبْتْ
مِنَ الْمُغنّـي.
هِي فِـيّ مُذْ
كانَتْ فـي
كُرّاسِيّ الْمدْرسِيّ.
هِيَ فـِي شُبّاكِيَ
ومَعي فـِي الْمحَطّاتِ
فأيْن أذْهَبُ..
كيْف أُبْعِدُ
النّجْمة عَنّـي
أوْ مِنْها أهْرُبُ ؟
لا أعرِفُ
الآنَ عنْها شيْئاً.
وإذْ أراها..
يُزْهِرُ فِـيّ اللّوْزُ
وأرى بَهْجَتـي.
بِبَسَماتِها الّتي مِن
بُرْتُقالٍ تبْدو مُثيرَة.
أقولُ لكُمْ أراها
فـِيَ ولا تسْمعوننـي
وتعْرِفونَ أنـِّيَ
أراهأ تَمْتَطي
مُهْرتَها البَيْضاءَ
وعِطْرُها يَفوحُ
فـِيَ بِمَقْهى فـِي
الرُّكْنِ الْمُنْعَزِلِ.
أسْمَعُها مِثْلَ هُتافٍ
أُقارِنُها قادِمة فـِي
فـي حالَةِ نشْوَةٍ
مُحَمّلَةً بِالْغِلالِ ..
مزْهُوّة مِثْل صيْفٍ
وبِكُلّ ما أعْرِفُ
مِن الفُنونِ.
تبْدو سَديميّةً فـي
هَيْأتِها الْملْحَمِيّةِ
لا تُحْدِثُ جلَبةً
وتتَحَدّثُ كَأنّما
بِلا صَوْت.
بِدونِها كيْف أحْيا
أوْ يَعْنيني أحدٌ
سِواها فـِي الوُجودِ.
هِي وحيدَةٌ ..
فـي الْما بيْن
وأُدَخِّنُها كما مِنْ
خِلالِ نافذة قطار.
هِيَ هذا اللاّشيْءُ
اَلأسى الّذي
حفَرتْهُ فِـيّ الأيّامُ
بِتَكْشيرَةِ
الْحُبِّ الْغامِضَةِ
فـِي خِيامِ الْهَوى
وَزادَتْهُ الأحْلامُ .
وَحيدٌ بِلا اتِّهامٍ
فِي الْبُعدِ وازْددْتُ
نَأْياً فِي اللّيْلِ.
بِدونِهِا لَيْسَ
لـِي صاحِبٌ
ولا مَن يَسْألُ عَنّي.
اَلرّخُّ ذاتُه فـِي
رُؤْيَتـي يَتَعقّبُها
فـي الأبعادِ
وجَمالُها يُشارُ
إلَيْه بِالْبَنانِ
كما فـِي الْمُحالِ.
لِماذا القَلَقُ..
أهِـيَ هَمٌّ تَوارَثْتُه
عنْ أجْيالٍ مِن
حُروبِ الأنْدَلُسِ
أوْتَخافُ الظهورَ؟
ومِحْنَةٌ هِيَ أنْ
لا تَحضرني..
وَإنْ فـِي الْمنامِ.
تبْدو لـِيَ أقْرَبُ
مِن حبْلِ الْوَريدِ.
لوْ كانَتْ دون
الْمُنْتَهى أو
فـِي أعْماقِ
الّليْلِ لَزُرْتـُها..
ولكِنّها رُبـّما
تاهَتْ فِي ضَبابٍ
أوضلّتْ فِي
غَياهِبِ الْمُدُنِ.
فَكُفَّ عَنـّي غيلانَكَ
الّتي اعْترضَتْ
عَليّ الطّريقَ إلَيْها
خارِجَ الوَقْتِ أيُّها
الْفَتْكُ أوْ فـي
زُرْقَةِ الزِّحامِ.

.......................><......................

‏نِسيان ؟

ما أريده..
أن تعرف أنّني لْم أنسك


ما أريده الآن: هو أن تعرف أنني لم أنسَكَ أبدا، وأن روحك هاهنا معلقة داخل قفص شهيتي إليك، وأنك وحدك الحقيقة اليقينية لكل مبهمات الأشياء.
 ‏ أريدك أن تعرف أنك حاضر داخل زمن الغياب، لأن الموت أهبلُ من أن يقتل حضورك!
 ‏ أريدك أن تعرف أنك حي داخل لغز الموت، تمشي بجانبي، تشد يدي إلى بداية الطريق، تُنزل دمعي العصي ليغسل وجه أيامي القادمة. 
 ‏وبعد أن أتخلص من كل هذا السُّخف والعقم العالق بجسدي، العابث بأفكاري، سأغتسل للمرة الأخيرة وألبس فستاني الأسود، أحمل نفس الحقيبة التي جئت بها، أقيم جنازة تليق بحجم الخسارات، وأدفن الماضي في مقبرة كتاب! 
‏أنا لا أخاف الغد، فهو امتداد لجرح عميق! 
 ‏أنا ولدت لأتذوق طعم الوجع بتأن، وليكون الخوف شاهدا حين يضع القهر بصمته الحارقة، على جسد نخره اليتم، وقتله التسلط والغضب!
‏أشكو الأيام الضائعة ساديَّة الزمن اللعين، حين تُرِكت كشيء مهمل على قارعة الوقت. 
‏ليس لي الآن إلا أن أبحث عن ابتسامة سابقة، وفرح غابر، وسعادة محتمَلة! 
‏كي أحيا! 
‏كي أحلم! 
‏كي آمل!
‏وكي ألقاك في برزخ الأمنيات!
رشيدة الأنصاري الزاكي
----------------------
دائماً..

وإن 
تنسينني
أنا ..
دائِماً أراكِ
وأقول ..
اعذريني
إذ أنت..
تتَضوّعين 
عِطْراً ولُطْفاً
تَتيهين ..
أدَباً وشِعراً
وتزْدادين 
إيناعاً وجَمالاً
أيْ واللهِ ..
ورْدة جورِيّة 
عذراء !..
ترد الروح لي 
في المنافي .
ولِذا لا أقْبَلُ
فقط أن أراك..
وإنّما أُريد أن
أحْيا جِوارَكِ
بسرور وأنعم 
ببياض القلب
بنبيذ الروح
بجمال الكون
في عينيك 
اللتين اسجد
أمامهما باكياً من
الخمرة المعتّقة 
التي تغمرهما
وبصفاء الفيض ..
من الحياء !
أنا أعقر
اسمك غناء
حيثما كنت.
وإن في البَرْد
تحْتَ عصف
الريح والمطر 
أو ذات حلم .
أيْ نعَم ! ..
بَل وفي العراء
كيْف لا ..
ودِفْؤُكِ يصلَني
حتّى ال: هُنا ..
أنت في جنوب 
الروح مني وفي
شمالي ..
بعمق القلب
ولا أدري أنت
كيف في ال ..
مكان ولا أعلم
أينك في الغياب !
وإنما أراك ..
كما بدا لذي
الطور بحياء
القمر ولوجهك
خلف حجاب ..
نور الشمس !
بفمي منك ..
طعم اللقاء 
وبأنفي من 
عناقك عبق
الوطن ..
وعبير الزهور
هذا يكفيني ..
عندما وجهك
يتوارى وفيه 
شفاء لي من
الأسى والهموم .
تبتعدين دائماً ..
وحتى لا أنساك 
أسأل عنك ..
كمجنون في
في الفيافي أو
كبهلول آخر ..
في المحطات

........................

ملاحظة :


من ذا الذي يقرأ نصك 
أعلاه ولا يقول إنها 
لغة الملائكة ؟..
نص معجز وقد كُتِب
بلغة أجمل الأبجديات 
وبمجاز لم نقرأه بعد..
ولو عِند أعظم 
المبدعين من الشعراء
وكتاب العالم ؟

ثم، من هذا الذي..
يقرأ النصّيْن معا 
ولا يقول هذه نجوى
بين ميّ وجبران

...............................................
لعندليب المخمور

قل لها..

أنا عندليبها
المخمور بالعشق
أيها الساقي.
قل لها ..
وإن أردت أن
تعرف أو تسمع
فصيح القول عن 
حالي فاعلم أن 
حضنها الموصوف
راحةٌ للروح.
ولا راحة لي.. 
دون أن أحظى
بشراب غدَقِها 
الموْفور ورؤْية
الوجه الحبيب.
وإن لم يكُن..
وبقيت مخفية الوجه
بأحْجِبة من السّدُم
أو وَهِي وراء
النّوافذ سوف أبقى
غَنيمَة لِلسّهَر والسُّكْرِ..
طَريدَةَ لِلضنى أو 
صيدا آخر لِلضّواري 
ووُحوش الجماال.
قل لها يا السّاقي..
أنِّيَ مِن أجلها صُلِبت
ومِن أجلها كان
الشعرُ زَلّتي..
لكِنّها راقتْ لي
فماذا كنت أصنع
أمام القدِّ المَمْشوق
مثل رُمحٍ..
أمام مهْوى القرط
كما عِندَ نفرْتيتي..
أو أمام بياض
البطْن المُتْرَع
بآيات الكمال..
والوَجه الذي ينْدى
حياءً كالهلالِ .
هذه حكايتي..
مع ذات الرِّدْف 
المليك والعينين
الجارِحتيْن ..
ولو أنّها أعْلى
من مَقامي..
لا أدري كيف
ورَدت ْعلى 
ذِهْنِيَ ألمُعْتِمِ..
كيف تعلقْتها
صبيّا حتى الآن
وأنا على حافة
العُمرِ أو كيْف
ملأت عليّ فراغ
الحانة في صورة
أمّ الكتاب ؟

...........................................

أنا..وباريس

جِئْتُها مِنْ 
سَواحِل الرّمادِ.
ها الغَيْمَةُ تَهْمي
اَلسّـلامُ
على الْعَتَباتِ.
عُدْتُ مِنَ
الحَرْبِ مُهَيّأً لأَِكونَ 
لَها السّجينَ وأَبْدَأَ 
معَها الحَرْبَ .
ها هِيَ تَجَرّدتْ
مِن روبِها 
الْفِضّي القَصير.
لا تَصْرِفْ يا هذا
عنْها وَجْهَكَ.
تَهْمِسُ لـي كما
تَشاءُ فـي
عُرْيِها القُزَحِي.
أرى الأنْجُمَ في
شَعْرِها الْمجْنونِ.
وأسْألُ مرّاتٍ..
كيْفَ جاءتْ بِهذا 
الْعِطْـرِ الْمَلَكِيِّ..
مِـن الطّيـنِ.
تَسْعى إليّ مِثْلَ
فَجْـرٍ أبْيَضَ.
مَنْ نَثَرَ لَهـا
الْمِسْكَ وَالنّسْرينَ؟
تَرْقُصُ لـي
ولا تَسْتَريحُ ..
تَتَهادى كالْبَحْر.
حَيْثُما ولّيْتُ وَجْهي
أجِدُها تَقِفُ لـي
فـي الْمَرايا
كَتِمْثالٍ ذَهَبِي...
على ضِفاف السّينِ.
جِئْتُ مُقامَها
الْحفِيَّ مَـعَ
عُشّاقِها الْحَيارى.
اُنْظُرْ كيْفَ 
تَفْتَرِِشُ التِّبْـرَ..
تُوَشْوِشُ لـي
لِتَبْدَأ مَعي حَرْبَها
الْجَسَدِيّةَ والْعَبيرُ
لَها طيْلَسـانٌ.
أنا فـي سِجْنِ
الْوَرْدَةِ والجَمال
عِنْدَها دائِماً..
حاضِرٌ لٍلإدهاشِ
كيْفَ أُقاوِمُ..
كيْفَ أُمانِعُ أوْ
أُصانِعُ وقدْ وَقَعْتُ
فـي فَـخِّ
غانِيَةٍ والأبْوابُ
دونـي موصَدَةٌ.
الْغَزالَةُ تَوارَتْ 
مـعَ الضِّباءِ
النّافِراتِ وَبَقيتُ
مَعَ الْوَهْمِ وَحيداً
فـي الزّنْزانَةِ.
محمد الزهراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق