السبت، 28 ديسمبر 2019

الشاعر غسان ابو شقير : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2019



نصوص شعرية



شتاء الغربة

لم يكن الشتاء إلا برداً قارس
قد طلَ عليَّ بوجههِ العابس
في غربتي ريحٌ وصفير
وسماءٌ ترعد وزمهرير
وليلٌ كئيبٌ من هولهِ جفلت النوارس
معطف الفرو لم يدفيءْ وحدتي
والهجر يضرب على الشطآن ويعاكس
هَلْ ليْ في غربتي من جارٍ يعرفني
يذكرني بأهلي ولوحدتي يوآنس
سلامٌ على حنينٍ واشتياقٍ لوطني
يشاغب في قلبي الجريح
قد هيج أشجاني وشاكس
بوابلُ الأمطار انهمريْ
واغسليْ حزني
من العينين أطلقي دمعيَّ الحابس
أقف على ناصية الخريف مجاهراً
أقلب الصّور وللذكريات أجانس
ياوطن رحلتُ من ربوعه
و عن ظهر السابح ترجلَ الفارس
أوارب الأيام وأغلق أبوابها
والشمس على نوافذي تعاكس
كم حنين تردد صداه في أضلعي
إلى ديارالأهل والصحب والمجالس
وتلك الأمطار هيجت أشواقي
فكتبت الأشعار على أوراق ليلي الدامس
كلما اشتقت للقاء الأحبة
توشوش الريح في أذني وتهامس
أيا شتاءاً جئت إلى غربتي
قل ليْ بربك فهل أمطارك
ستطفيء جمرات لقلبي تلامس

........................................................

 يُدّثرني الغمام 

على جدار الصمت أسندت رأسي 
تنزهت.بأ فكاري

أطلت الوقوف ومكثت على أعتاب ذاكرتي
غارق في بحر الأحلام
من بين أموج العيون الشاردة 
يتراءى لي أمواج وأخيلة 
ألمح ظل قمر يتكيء على حافة الغياب 
يلتحف عباءة الضباب 
والليل شيخ حكيم ,,
قطف زهرة من نجوم الليل السارى 
من فوق سياج اليل شعرها الليلكي تدلى
كقطوف العناب
بيد يه الآثمتين قطف خصلة
سقته الشراب بعدما أحتست من كأسه الطل 
بعنق ممشوق يتطاول ويلامس كبد السحاب
أتوه بغابات الخيال وأطارد أسراب الغزلان 
لهاثي يلاحق السراب
ظمأن أروم الجدول ويدثرني الغمام
يغمرني طيف قزح ويلتحف تفاصيلي
وأنا قصاصة ورق ترتعش على أنفاس الورد والندى
على ضفاف الثغر وفي أحضان الشفتين أتسول 
أستجدي العابرين أن يمنحوني قبلة 

..............................................

 لحظاتٌ من التأملِ

كل شئ من حولك يتجول
يتحرك ,,يتحول

وكالمكوك يدور ويسرع الخطا
يتنفس الهواء وبالحيوية يضج
دافئ كوب الشاي الذي تحتسيه عند المساء
يرعش يداك ويضجر برودة صمتك
تشرع سيجارة حمراء طويلة
تطارد خيوط ظلها
الدخان سحابتة غائمة عبقة
هاربة نحو الفضاء
تراقب الأشباح التي ترقص داخلك
تلتف حول نفسك وتتكور
كفراشة تحبك شرنقة حول عنقها
تنقب أرجاء ذاكرتك ,,
عن مفردات شهية طازجة
تصلح لطهو القصيدة اللذيذة
على النار الهادئة
تبتكر مجسماً لشكلك الهرمي
تخونك الذاكرة وتضيع الرؤى
بين الصور المتراكمة في الخيال
تقلب الكفين,,
صفحات سيرتك ضبابية
ترتشف كوب الحسرة.
من حجم الآلم متخم
ملتهمٌ من الأعماق
أنهكتك جراح الماضي
وتريد أن تنسى..
تنسلُ هارباً عبر أنابيب الواقع المحتكر
كجرذٍ مذعور
يتراء ى لك ضوءاً ضئيلاً
ينبعث من أخر النفق
تستبشر خيراً وتبتسمُ
تنادي بصوتك الضعيف
بداية النهاية ياصغيري
غسان ابو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق