الخميس، 16 يناير 2020

الشاعر باسم عبد الكريم الفضلي : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020



نصوص ادبية



الأِبداع بين صولجان المؤسسات ورفيف الحرف 

الفهم ... بالنسبة لي ووفق تعريفي الخاص له : قدرة او قابلية الوعي على الاستيعاب العقلاني للاحداث والوقائع الداخلية / الخارجية بالنسبة لذواتنا ، وتحديد الموقف منها ، فلا يكفي ان نعي الاشياء والاحداث المتسلسلة زمانياً والتموضعة ضمن حدود الكلمات ( هذا في شكلها و نطاق وجودها اللغوي ) او في المجال المكاني الذي تتبدى وتُحَسُّ داخله آثارها الفعلية ( نسبة الى فعل / عمل او نشاط ) الفيزيولوجية اوالفيزيقية ، بل يجب ، واؤكد على( يجب هنا )، ان يترتب عليه اتخاذنا موقفاً ما بالقبول او الرفض ، من ذلك الشيء او الحدث اللذين وعيناهما ، وانا وجدت ان هيمنة المؤسسات الثقافية السلطوية الماقبلية بكل احكامها ومعاييرها الذوقية ، الجمالية وايديولوجياتها الفكرية ، على موضوعة الفهم ، وهو الاساس الاول لنشوء وتكوُّن الوعي في عقلية الانسان، استندتْ في جوهرها على مبدأ اساس هو ( قدسية اللغة ) الذي ادى الى ترسيخ جمودية خطابها التخارجي المُحدَّد والمحكوم تعبيرياً وفق آلية 0( دال ( الكلمة )/ مدلول ( معناها ) المعجمية ، المحددة و المحدودة القصد ، رغم توسع وتنوع حاجاتنا القرائية والتعبيرية المستجدة بظهور وتولُّد المؤثر/ المحفز الواقعي ، اللذين تفرضهما ، حتمية تطور الوجود الانساني في العالم ، كلما دارت عجلة الزمن للامام بحكم قوانين التجدد والتغير التي تحتمها ديمومة الحياة ، في شتى معانيها ، قدسية ترقى الى مصاف المحرَّم و المحظور على اي أحد التشكيك بآلياتها الاستخداماتية ، ومرجعياتها الاستدلالية ، او مجرد التفكير بالتحقُّق من صحة معطياتها المعرفية ،فهي بدهيَّةِ ، مؤكَّدَة الحجة ، يجب التسليم بصحتها وترفعها عن كل زلل ، ناهيك عن ( حُرمةِ ) السؤال عما اذا كان هناك ادلّةٌ واقعية ملموسة تؤكدها ، وتبررُ (عصمتها) عن الشطط والانحراف عن قواعد المعرفة المنطقية ( باعتبار ان اللغة علم من العلوم ) ، وما اضفى تلك القدسية على اللغة هو ارتباطها التلازمي مع ( الدين ) ، ونحن كأية أمة حية ، كان لابد لنا ان نؤثر و نتأثر بباقي الامم ، بحكم وجود حالة التماس والتفاعل الانساني الحي مع شعوب المعمورة ، بمشيئتنا او بمشيئةِ التأثُّر القسري او الاضطراري ، حسبما قرره و فرضهُ عنوةً ، على سائر شعوب الارض، زلزال العولمة الذي مثّل حداً فاصلاً بين انغلاقية / انفتاحية حدود دول العالم على بعضها البعض / ونحن منهم، فإذا ابواب التفاعل المباشر بينها مشرعة على مصراعيها ، وذلك بما وفره من مختلف انواع وسائل التواصل الاجتماعي بعد ثورته الانترنتية التي عمت ارجاء كوكبنا قاطبة ، تلك الوسائل التي طوّحت واخترقت الحواجز العازلة الفاصلة بينها ( بكل ماتعنيه من حدود جغرافية او اجتماعية وثقافية ) ، وكانت ( اللغة ) من جملة اوجه الثقافة التي يفترض بها ان تتطور بهذه الدرجة او تلك ، غير ان جموديتها ، التي اشرت الي اسبابها آنفا ، ابقى مفرداتها ذات طبيعة اجترارية لمعانيها السلفية ، حتى في عصرنا الراهن ، ناهيك عن ركونها المزمن الى الاحكام و الضوابط الذوقية والجمالية الماقبلية لتحديد (مقبولية / مرفوضبة ) المنجز الادبي ، واخضاع ( الفعل الكتابي / القرائي ) بالمجمل لتلك القياسات الاصولية القديمة ، و ( قمَع ) كل مسعٍى للتحرر من قيود سلطتها المقدسة ، مما ادى ، جراء ذلك، الى عدم مواكبة الوعي عندنا لكل مايشهده العالم من تطور وبقاءه ( مقلِّدا / غير منتج ) للافكار العصرية ، خاضعة لسطوة السلف الصالح مستسلماً للرقيب المؤسساتي المقدس ، مما اوقعه بازدواجية حادة بين ( اصولية لايغادرها ) ، ومحاكاة عمياء / تقليد نسْخي للآخر ( الامم المتطورة ) ، ولما كنت كشاعر وكاتب ودارس ومحلل للنصوص الشعرية الابداعية ، مؤمن بموقفي التحرري من جمودية الاشياء عموما ، منادٍ بحرية الفكر وانعتاق الانسان من سائر مايقيد اندفاعه كبانٍ معمِّرٍ للحياة ، فاعل جوهري ومؤثر في رقي اوجه الحياة المجتمعية ، وما تنتجه وتشكّله من بنىً فوقية للحياة الفكرية ، وغيرها من اوجه النشاطات والفعاليات الانسانية الاخرى ، ، لذا عملت على المروق من هذا القيد المقدس، ورحت اتعامل مع اللغة باعتبارها آلية ووسيلة للتفكير والتعبير، احاكمها واطوّعها كي تخدم مقاصدي وتنقل إيماءاتي وإشاراتي كما احدده انا ، لاتلك السلطة الشمولية القامعة لكل ما يرفرف خارج سربها المحروق الجناح ، سلطة منغلقة منزوية بعيدا عن عجلة التطور الانساني ، تسبح اطلال امجادها بكبرياء اجوف .

...................................................................


هكذا يتكلمَ (الشحماني) ومن يلي

ــيــ
حــ
أَ
وأنتَ فيَّ موؤود …..
 حينما حلَّقَ بنظرتي المرتعشة الافاق .. عصفورُ الصباح العاري
… من أوراق النسائم الصفر
.. طاردتهُ خناجرُ الخريف المتعرش ملاعبَ الطفولة ..
و الصورُ النازعةُ حياءَ مرمدتي تنشر …. فضائحَ انطفائي خلف ايكة الكرامة
 سأزحفُ تحت ظلِّي .. بعيداً عن عيون مردةِ القمقم .. انهم منشغلون بعَدِّ أنفاسي
.. ولكنْ
.. اين أختبيء …؟؟
…… كلُّ زوايا المهاجرِ مكتظَّةٌ بالجثثِ غيرِ المرقَّمة ..
العزلةُ شريعةُ الآلهة …. الرافلينَ بأمجاد جهادِهم المدفوعِ الثمن
… كلاهم
. بلا مِرآة …[ في العام القادم جاء صداي يحبو بين اشلاء صمتي ] فلتكنِ الصرخةُ
.. غايةً غيرَ معفَّرةٍ بفُتاتِ ولائمِ الوعود …
وأنتَ في موجود ……
ايها المفقود .. من قوائم العشاق المسعَّرةِ ساعاتِ خَلوتِهم ….
على سواحل الرُّنُّوِ
صوب الأغوار … السحيقةِ الأسرار
.وقف الزمن
يستمعُ لأُغنية النيازك المزغردة
في جوف الوحشة
… بلا ايةِ مَراسٍ
راح يرقص فرحاً
زورقُ الأحلام
على مسرح الحيرة
الأزرقِ اللُّجة
… أنا فيكَ ملحود …
غثيانٌ بنْدولي
أسئلةُ الصوامع الذهبية السموات ..تتوج الرؤوسَ المحصودةَ الأحلام
بأكاليلِ الريشِ الملوَّنِ
……………… بقَيء الأبام
و شغافُ قُبلتي الحمراء
يكفِّنُ
احضانَ بسمتيَ العذراء ..
وانا
مقيم عند اقدام رُفاتيَ القرباني
لعلها تنبتُ لي قرونَ ابتهالاتٍ مطريةِ الحصاد ..
سأقتفي أثرَ رُسُلِ النورِ ألضاعوا
في عيون البراءة
فإتَّبعوا جداولَ البصاق المزغردة … في كؤوس صحوتي …
كيما يصلوا حافةَ الرجاء …
وتلفظُني ….. دروبُ السماء …
…. انا فيك جوابٌ مردود
يؤطِّرُ خلجاتيَ المجذومة
بصقيعِ النبوءات ….
فلتتبخترْ أوثانُ التمني
فوق أهدابِ الإرتقابِ المفتونِ بنفسه
فقد سجدتْ لها … مواسمُ البذار …
…..الضباب يصبغ هاماتِ الأشباحِ المشرئبَّةِ الاحداق
……. خلف سُرُفاتِ الأقدامِ الممسوخة الإتجاهات
لاغيرَ الجُّبِّ الخالد ألهَلْ من مَزيده .. تضوع في احشائِه
.. وردة الضفاف البعيدة ..………… انا …. ؟؟؟ فيكَ ….!! فمن ..؟؟

باسم عبد الكريم الفضلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق