الأربعاء، 1 يناير 2020

الشاعر محمد علي الشعار: مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020




نصوص شعرية



قصاصاتٌ شعرية ٢١
توقّفتْ فجأةً بالشعرِ قاطرةٌ

شحنتُها وتراً بالروحِ مُدّخرا 
وهبتُها سَعةً حرفاً و قافيةً
ونهرَ نجمٍ جرى بالحِبرِ مؤتزِرا 
خبّأتُ تحتَ رمادِ الروحِ أُمنيةً
كانَت بأعلى دخانِ المرتقى خبرا 

--
الساعةُ المسروقة

قالَ له : هل عَرَفتني أبتي 
أتذكرُ الساعةَ التي سُرِقَتْ ؟ 
أوقفتَ طُلّابَك الذينَ نَبَوا
و وجهُهم نحوَ لوحةٍ لُصِقَتْ
فتَّشتَهم كلَّهم على سَعَةٍ 
عَيناكَ جالت سما وما نطقَت 
قال له : ما علمتُ سارقَها 
عينايَ لا .. لا رأتْ ولا صُعِقَت 
أجابَهُ مُطْرِقَ الدموعِ .... كفى 
على يديكَ الدُّنا هوىً خُلِقَت
لو قُلْتَ حرفاً فضحتني أبداً
أنا مدينٌ لنظرةٍ سَمقَت 
الحُبُّ يربو على ثراكَ جنىً
وجوقةُ الوردِ بالندى عبقت 
في شُرفةِ الغيمِ موعِدٌ لغدٍ 
طالَ انتظاري لها همت وسقَت .

٢١-١٢-٢٠١٩

العمرُ يمضي كالسرابِ إذا بدلْ ...
تَ السينَ تاءً أصبحتْ لفظَ الترابْ 
حقيقتانِ تماهتا في طينِنا 
نمضي ويبقى فوقَنا ملكُ السحابْ .

--

قرأتُكِ مرّاتٍ ولم تُرْوَ مُهجتي 
تملّكتِ روحي من غِلافٍ لفِهرَسِ 
وما فاضَ من شِعري عليكِ نميمةٌ
لجمرٍ كواني في الأضالعِ أخرسِ .

٢٣-١٢-٢٠١٩

تخيّرْتُ شكلاً للحِذاءِ مُلائِماً
ولكنني ما اخْتَرتُ درْباً مُناسِبا
إذا لم تَسِرْ بالنورِ سِرْتَ خِلافَهُ
وقَدَّسْتَ ليلاً بالأهلّةِ شاحِبا
ترى نبعَك الصافي يَهِلُّ كفِضَّةٍ 
ولستَ ترى ثُقْباً بكأسِكَ ناضِبا 
--

أنا لستُ أحتاجُ المِظلةَ للمطرْ 
حتى تقيني ذا السحابَ إذا انهمرْ 
احتاجُ أن تبتلَّ في دربي معي 
فلظى المشاعرِ يجتبي كلَّ الدُّرَرْ .

--

العقلُ يحشدُ كلَّ نجمٍ في السما 
ليفيضَ نوراً في الحياةِ بكل دربْ
لكنما حشدُ القطيعِ على الثرى 
يكفيهِ في نُزهاتهِ راعٍ وكلبْ>

..................................................
قصاصاتٌ شِعرية ٢٠
توضّأَ من محابرِه الوديعُ

فأورفَ كرمُه الصافي البديعُ
يُهجّي أحرفاً في الماءِ تمحو 
ونايُ الغيمِ بالوادي ضليعُ 
يطاردهُ السرابُ بلا جناحٍ
ليظمأَ في الشرايينِ النجيعُ 
ويرقبُ شمسَ أخيلةٍ توارت
ليرأبَ صدعَهُ البادي سُطوعُ
برى قلماً بأحرفِه شموعاً
ورقرقَ شِعرَه الصادي دموعُ
سرى برقاً لخطْفِ النجمِ لكنْ
يُسابقُه إلى الفجرِ الهزيعُ ! 
تولّدُ في مشاعرهِ تضادُ
لكُلِّ تَوجُّهٍ فيهِ نزُوعُ 
يمرُّ بنارهِ خطُّ استواءٍ 
وفي قُطْبيهِ يندلعُ الصقيعُ 
وينأى إنْ تولَّ الشوطُ عنهُ 
ويصهلُ صمتَهُ الخيلُ السريعُ 
يُبارِزُه شعاعُ الضوءِ ماءً
وتلمعُ في دوائرِه دروعُ 
يسيرُ على صداهُ إذا تفرَّت
خُطى دربٍ و أنهكهُ الرجوعُ 
وتلكَ سماؤهُ الزرقاءُ صدرٌ
بأزرقِها ....وأبيضُها ضلوعُ 
ستُرضِعُ غيمةٌ حسناءُ أُنثى
وفوقَ الماءِ يندلِقُ الربيعُ 

٢٤-١٢-٢٠١٩

انا كنسرٍ إذا همى المطرُ 
علوتُ فوقَ السحابِ أستعِرُ 
مددْتُ جُنحاً إلى الشموسِ ضُحىً
بالنورِ فوقَ المياهِ أنهمرُ .

--

في رُقعةِ الشطرنجِ ملْكٌ واحدٌ
ما زوّجوهُ برغمِ تيجانِ الذهبْ .
فالمرأةُ الأنثى على طولِ الزما
نِ وعَرضهِ ما كانَ تصلُحُ للَّعِبْ . 
--

طهَّرتُ نفسي مثلَ ثلجٍ ذائبٍ 
والشمسُ ترقبُ بالشعاعِ نواتي 
فالماءُ والنارُ التي ائتلفت هدىً
رَجَعت تُشكّلُ كالملائكِ ذاتي . 

--

رأيتُ فوقي سحابةً وقفت
تهمي بفُنجانِ قهوتي حبقا
تبيَّنتْ فكرةً لذاكرةٍ
مضت بوهمِ السرابِ مُحترَقا 
تبرّجت في ندى الحروفِ هوىً
تعيدُ ماءَ الصباحِ مؤتلَقا 
تباعدتْ في ظنونِ أُمنيةٍ
ثم التقينا على الرؤى نسقا 

--

كتبتُ بالروحِ عنكَ أغنيةً
وصُغْتُ من لفْظِ جُملةٍ وترا
فالمسْ حريرَ الحروفِ قافيةً
ترنُّ بالأذنِ نغمةً وترى .

......................................................
 قصاصاتٌ شعرية ١٩

كلامُكَ من وردٍ ونحلُكَ طائرُ

وقلبي كبيتِ الشعرِ عندكَ حائرُ 
إلامَ يظلُّ النجمُ يأسِرُه الدجى 
ودمعي على وجهِ الوسادةِ فائرُ ؟!
أُكبِّرُ بصْماتِ الحروفِ بمِجهري 
وأدهشني قُطرٌ بحُبكَ دائرٌ ! 

٣-١٢-٢٠١٩

لمستُكِ قانوناً يُرهِّفُه الهوى 
أُداعبُ أوتاراً وجرحي بإصبعي
عزفتُ تقاسيمَ الغرامِ وكُلّما
سرى ألمٌ بالروحِ أنَّ بمَسمعي 

٤-١٢-٢٠١٩

سقى اللهُ أياماً مضت كنتَ جارَنا 
تمرُّ شبيهَ الوردِ تبهجُ دارَنا
رحلتَ بعيداً فاستبدَّ شتاؤُنا
ورغمَ مشيبِ الثلجِ تُشعلُ نارَنا

٥-١٢-٢٠١٩

لفكرِكَ أنظارٌ وربُّكَ ناظرُ 
فطافت على نورِ اليقينِ بصائرُ 
نسجتَ شبيهَ الأفْقِ أُفْقاً موازياً 
على سِكَّتيهِ سارَ في العُمْرِ زاخرُ 
رأينا وميضَ الروحِ فوقَ رؤوسِنا 
فصرنا إلى أعلى النجومِ نُسافرُ .

٨-١٢-٢٠١٩

لظلِّكَ وَقْعٌ على المُؤتمرْ
لمن غابَ يوماً ويوماً حضرْ 
ولستُ أُرى غيرَ زهرِالربيع
لإنَّك عينايَ بالمُختصر
أراكَ بشوقِ الغيومِ التي
بثغرِ سرابِ المنى تُعتصَرْ 
وفي كلِّ صَبٍّ أجادَ السهاد
تولّد من مَحجريهِ قمرْ
١١-١٢-٢٠١٩

بكت من الضربِ بالفؤوسِ دماً
فقلتُ : هل يؤلمُ اللظى الحطبا ؟! 
ماكنت أبكي لشفرةٍ ألماً
أبكي يداً كانَ نُسْغُها خشبا 

١٢-١٢-٢٠١٩

لكُلِّ حرفٍ سما وأصداءُ
الحرفُ يهمي وبعدَهُ الماء
تجمَّعتْ كُلُّها بنهرِ مُنىً
في ضِفَّتيهِ يُشخّصُ الداءُ 
والمرءُ سِرُّ الغموضِ مُرْتَحلاً
تبحثُ عنهُ إلى الفنا الياءُ 
لم يحملِ الكونُ حمْلةً ثَقُلت
واستأجرت عاتقيهِ حوّاءُ 
---

في كل خلْجاتِ خفقتي نغمٌ 
لحّنتها في صدى النوى ألَقا 
لمّا أطلّتْ من السما قمراً
رشّت نجومي لخطوِها حَبقا 
والقافياتُ التي بها افتتنت 
علّقتُها في أذانِها حَلقا .


محمد علي الشعار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق