الأحد، 29 ديسمبر 2019

الشاعرة قمر صابوني : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2019




نصوص شعرية



صرخة حجر 
لأن صوت دمائهم بكاء تهادى 

خلف أسوار المدى 
تسابقت الريح إلينا 
تحمل رغيف الصباح معجونا
بغبار القهر 

فكيف نمسح عن جبين أحلامهم 
هذا الظلام إذا ما اتسعت أعين العناء 
فتسمرت عجلات الفرح على رصيف يتيم الزهر 
هل تسمح للابتسام أن يحط على أجنحة 
الغيم فتنقشع قذارة الأمكنة 

وحدها مخالب القهر تتقن 
تفتيت الضوء إلى ألوان الطيف الأسود
فيتوارون خلف جدار الجوع 
فاقدين الظل إلا من شريان 
يدير الدم في كاسات الغدر 
فينقطع إلى مادون العشر
ينبت فيما بعد ورودا حمراء 
لطالما ذبلت في خنادق الحزن 
وتضفرت بضلوع ألم

كم تحزنني تلك التي ارتمت في حضن 
السماء مطمئنة 
فتمزق ثوب عويلها وتلونت النجوم 
بياقة ثغرها المصفر 
قرأت هناك أقاصيص الكذب 
فعسعس الليل 
حيث خانت الرؤى وسادات الحلم 
وتوضأ عورتها ثوب صدق
امتد على أسوار النور 
يلملم حكايات مجده الغابر
فعنس في حقائب الفجر المثقوبة 
هوى بلا أثر
أي يد تلك الهاربة عن مقبض
الحقيقة فلا وفت بالوعود 
ولا النار أطفأها زفير القدر 
وأي صمت هذا الذي طال مزمار القيامة
قوافل تحجب النظر

لقد كبر فم البحر 
و حيتان البطون خوت 
ماعاد يكتفي بالأرواح 
صيدا ثمينا 
والحب 
بالرمل تكحل
فرمدت عيناه 
وأصبح قوته الغفران 
لمن خذل وساوم على الأجساد 
وجبة اكتمل لعقها 
عند آخر زيف طرز به سرير الموت
فلا يجرؤ على البكاء كفن 
كأشباه الرجال يقف هناك
مشدوه الذاكرة زاهد الوجع
أي الآيات تقرأ آلاء رصاصة 
على البراءة تصوب الهلع
وأي تأويل يتقن ليفقأ باليقين 
عين الغاية 
فتبكي الطفولة 
وتتشرد الضحكات
إذا ما تمردت على السراب 
أرجل القمر وتوالدت المسافات 
على بساط الكرامة 
واختفى برهج الصور 

تراه سيفتق الغروب بسيف الراحلين إلى الدروب المكفهرة 
ام الحرائر ستدحر خبث الضمائر 
 نسغ نصر 
محض لعنة عاهرة..
ثائرة
مستبسلة 
 تجذ الحياة 
في مقابر الظلم
صرخة 
من نبوءة حجر ..!

....................................................

إلا أنا 

وطن منفي 
قصيدة عصماء

ناي مثقوب
طفولة تعزف الوجع 
تسافر مدار مدمعي 
قطار حلم
 والسفر في بحور الشعر 
مجداف مبتور العطر
شوق بحر لظلال القمر

تلك المجرات 
عيون أدمنت الحزن
وأرض لفت 
الأضلاع 
إذا ما انشق
قميص الليل
اهتز خصر الغيم 
عطش اللمى
غنى 
آهات الصدى 

قلق هو الصباح 
إن تناثرت لغة الشمس هباء 
وتبعثرت على ضفاف السطور 
قوارب ردى
فكيف أجعل من اناملي ملاذا للندى
والنبض ينقش الماضي دما 
يلفظ الطيف 
عند آماد الشفق
أناهيد ضنى

فمن أنا
إذا ما احترق صمت
واشتعل رماد صوت
أن يعترف 
من أنا 
إلا الأنا .
.................................................

بين موت وقيد

بكيت صمت الفراغ
نبتت حمامة 

من فم أصابعي
توضأت دمع القلب
طارت 
من أجران الأنا 
تيممت ترياق مناسكي

تائهة 
تتقاذفها ذكرى
ضاق بها الحلم
طوت أطراف الأرض
استبدت 
قضبان مواجعي

لكم صلت 
مدارات النار 
على بساط أبرياء
تلهث دعاءها 
ترتل سجودها الأخير
أملا
آخر قبة السماء 
عرجت سدرتي

تراها الوعود
نقضت بالعهود
نفضت غبار الأمس
عن قيد انصهر 
بجبروت الشمس 
أم حفرت أخاديد عمر
على جدار الغدر
فصلب على أسوار الضوء
صوت حمامتي

صماء آذان الحق
جبارة أصابع الاتهام
تواقة انتفاضة قلم
أدمت أغلال الكلام
وما أدمى 
.......معصمي 

قمر صابوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق