الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

نصوص شعرية : الشاعرمصطفى الحاج حسين : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود:©حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2019




نصوص شعرية


 قبس 
وتعلّمنا ألاّ ننطقَ في حضرةِ الآخرين

وتعوّدنا ألاّ نبوحَ حتّى لأسرارِنا

تعمّدنا الصّمتَ في جلساتِنا

ما تناقشنا عندما قُتِلَت مدينةٌ

لم نسألْ عن أصابعِنا المجندلةِ

نبكي خفيةً عن دموعِنا

ونصرخُ بعيداً عن أسماعِنا

نحذّرُ القلبَ من دمِهِ المشبوهِ

ونصمتُ لحدِّ الاختناقِ .

هل تعرفُ المدينةُ أمكنةً تلوذُ بها ؟!

أتهربُ إذ يفاجِئُها الرّصاصُ ؟! 

عمّن تسألُ أيا غريباً ؟؟ 

عن حجرٍ يُؤوي ذعرَكَ !! 

عن ثغرٍ يخبئُ غناءَكَ !! 

عمّن تفتشُ أيا شريداً ؟؟ 

والغيومُ كآبةُ الأفقِ !! 

يزدحمُ الشّارعُ بالخلاءِ 

وتبكي المدينةُ في جراحي

أبصَرَني الشّرطيُّ أقضمُ كآبتي

فتعالى صمتي ..

ماذا تريدُ من عيونٍ متعبةٍ ؟!

باسمِك شيدْنا المدينةَ من جماجمِنا

المبرعمةِ

و باسمِكَ نشربُ الماءَ من سواقي دمِنا

لم يكنِ المطرُ ملكاً للسماءِ

ولا الندى ملكَ اللهبِ

ستباغتُك المدينةُ

وفي عينيكَ السفاحتَينِ سؤالٌ :

- مِن أينَ جاءَ الصمتُ

بلطمتِهِ القاضيةِ ؟!.

..................................................

أنشودة 

كلّما رأيتُ زهرةً

قلتُ لكِ

وكلّما شاهدتُ نعشاً

قلتُ لي

فمدّي يدَكِ 

لأتسلّقَ جدرانَ المساءِ

أخلعَ عنِ الليلِ عمامتَهُ

أقبّلَ صلعتَهُ القمريّةَ

مدّي يدَكِ لأعدّ أشجارَها

أجوبَ كفَّكِ كسائحٍ

وأسقط ..
في سهوبِها .

.......................
مسافات أكبر من الخطوات

تموجينَ في القلبِ

صبحاً تطلّينَ

عناقيدَ فرحٍ

ابتساماتِ البحرِ في المدِّ

تأتينَ من طنينِ الفراشاتِ

واندياحَ الضّوءِ في الزّهرِ

تجيئينَ في النّبضِ

سنابلَ فرحٍ .. وغفوة

واحاتِ حلمٍ طفوليٍّ

ينزلقُ فوقَ شعاعِ القمرِ

تموجينَ في القلبِ

والمسافةُ بينَنا أكبرُ منَ الخطواتِ

لكِ النّبعُ و لِيَ السّرابُ

تموجينَ في القلبِ

تحتلّيّنَ الأزقةَ في عروقي

قولي أحبُّكَ .. أوِ اقتُليني

اخرجي ..

اخرجي من قلبيَ الشّقيِّ

واتركيني

متعِبٌ حبُّكِ

أخشى على نفسي من الجنونِ .

............................................
 انشطار 


أراكَ بعدتَ ..

تلجمُ الشّطآنَ

وتمقتُ أحلامَكَ

كأنّكَ الطّريدةُ إن زمجرت عاصفةٌ

تلوذُ بالجرحِ وتوغلُ في ارتعاشِكَ

تزدردُ صراخَ قلبِكَ

إن عوت فيه الذّكرياتُ

وتسفُّ دمعَكَ إن خانتْكَ الجُفونُ

يا أنتَ ..

يا مَن يبحرُ في روحِهِ

ويتلبّسُ أوردتي 

ويهربُ من لقائي

أينَ تقودُكَ جوارحي ؟

ومّمن تفرُّ إن كنتَ ايايّ

آهٍ .. لو نفترقُ 

كي لا أرانيَ حينَ أضعفُ

أيّها الجَسدُ العالقُ بي

الروحُ المندسّةُ فيّ 

والقلبُ المنحشرُ في أغواري

لو نفترقُ ..

فلستُ بحاجةٍ لساعديَ المشلولِ

لعينيّ النّاعستينِ

ورأسيَ الغبيِّ

لو نفترقُ ..

سئمتُ أنفاسي

أنا لستُكَ يا جسدي

غيرُكِ يا روحي

أخجلُ أن نكونَ ذاتاً متوحّدةً

فلنفترق ْ ..

أنا لستُ أنتم

إنّي أطردُكم منّي

وسأبقى وحيداً

أفعلُ ما أشاءُ .


مصطفى الحاج حسين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق