الأحد، 23 أكتوبر 2016

رحيل الجان :: الاديب الشَّاعِر إحسان الخوري : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : وصفحة اقلام بلا حدود


رحيل الجان 


سيِّدَتي ...

هذا الفجرُ لمْ أجِدْكِ ..

هلْ رمَيتِ قلبَكِ من النَّافِذةِ ..

كيفَ خرجْتِ من كأسي ..

هلْ سَرقوا ظِلَّكِ ..

ظلُّكِ لمْ يعُدْ يعرِفُني ..!

لمْ أُقبِّلْ حتَّىٰ خَيالَكِ ..!!

لقد أنهَكَ التَّعبُ عُيونَ انتِظاري ...

فأحاول أن أفيق من إغماءَةِ الفُراقِ ..

أقتاتُ منْ ذاتيَ المُرهقةِ ..

ألتقِطُ أنفاسيَ النادرةِ ..

أحثُّ عواطِفي ..

أطهو الرِّيحِ على الشَوقِ المُشتعلِ .. 

ألتهِمُ الدُّخانَ ..

فَتأتيني وَشوَشاتٌ بشَّاشَةٌ ..

تُواسيني من مَواعيدِكِ المؤجَّلةِ ...

سيِّدَتي ...

أنا أشتاقُ إلىٰ الأحمرِ ..

لا حاجةَ لي لكُلِّ صُوَركِ ..

سأستحضِرُكِ عندَ رحيلِ الجانِ ..

أحلُمُ ...

أكتُبُ على ورقِ الحلُمِ اسمَكِ ..

فأراكِ ..

تُزاحمينَ نَظراتَكِ ..

أسكُنُ عينَيكِ الغنُّوجتَينِ ..

أرسُمُ شفتَيكِ .. 

كأسَينِ من النَّبيذِ ..

فأغُبُّ ولا أعرِفُ العددَ ...

أرسُمُ جيدَكِ ..

مِحرَقاً ناعِماً كثيرَ الأنوثَةِ ..

تَشبَّعَ بِمُعتَّقِ الهَمسِ ...

أرسُمُ نهدَيكِ ..

مَرقدَ الأريجِ ..

أُمارِسُ فيه عدَّ التُّوتِ ...

أُكثِرُ التَّجوالَ في محطَّةِ التُّوتِ ..

يَجفلُ النَّهدان ..

فتنبُتُ عليهِما القُّبلاتُ ..

شبه ورودٍ على ذِمَّةِ الغِوايةِ ...

أمضي في الحُلُمِ ..

أتدفَّقُ في جسدِكِ ..

تبتَهِلينَ في جُنونِ رغَباتِكِ ..

قُبلةٌ هنا وقُبلةٌ هناكَ ..

أتَّكِيءُ على بعضِ القُبُلاتِ ..

فتتسرَّبُ ..

أنساها هُناكَ ..

لا أُريدُ أنْ أصحوَ ..

وأتذكَّرَ رغبةَ الانتحابِ ...

أصابِعي راحتْ تهرِبُ منِّي إليكِ

فأحتَسي خمرةَ التَّعاويذِ ..

قبلَ أن تَفيقَ شفتاكِ ..

أذبَحُ الفِراشَ ..

أشتعِلُ بِعشوائيَّةٍ ..

أنسَخُ منِّي عَشْرتَينِ ..

لكيْ تَرينَني في كلِّ اتِّجاهٍ ...

فأنا معي منَ الحُبِّ ما يَكفي ..

لا أحتاجُ إلىٰ زيادةٍ من السُّكَّرِ ..

ولكنْ هل سيُصبِحُ الحُلُمُ حقيقةً ..

وأُلوِّنُ بالأحمرِ كلَّ ذكرياتي ....!!!!

احسان الخوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق