السبت، 31 أكتوبر 2020

الشاعرعبد الزهرة خالد : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020

 مجلة أقلام بلا حدود                                                                                         )))))))))))))))))))))))))))                                        نصوص أدبية                ((((((((((((((((((((((((((


نعم قلت

نعم قلتُ لكِ
اذهبي حيث شئتِ
أنا هنا باقٍ لا يَعْنِيني المكان ،
نعم قلتُ لكِ 
اذهبي خوفاً عليكِ 
من طفحِ المشاعر 
يزينُ إحمرارَ الزمان .
نعم قلتُ
تخلصي من قبضتي
حرصاً على شفتيكِ 
ألا تنشف بهما الخلايا
فيضلُ النحلُ عن دروبِ العسل .
نعم … كنتُ متيقنا 
تعودين وقد أخضوضرت أشعاري
في حقولِ الغزل
ثم اقطفي من عناقيدِ نضوجي 
ثمارَ الاستقرار 
واختاري الأدهى من سلالِ الهموم . 
نعم قلتُ لكِ
ارحلي قبل أن يعرفَ العالمُ 
أنَّ هناك خريطةً أوجدتها مستعمرتي
ويثورُ عليكِ المحررون 
ربما يذرونَ الرمادَ في عيونِ الأناشيد ،
نعم كنتُ أخمنُ 
أنني سأبقى محتفظاً بقصورِ العنفوانِ 
عندما يتعرى الخمارُ من الخجل 
أو يذوبُ جسدُ الصقيعِ في قاحلةِ المشيب ،
 نعم قلتها وما كنتُ أعلم 
إني قشّةٌ في مهبِّ الرّيح 
وفي القفارِ رماني زماني 
لو كنتُ أعلمُ الغيبَ لاستنسختَ
من وجهكِ بدراً لكلّ الليالي ..
……………………



منْ قال عني
لكي تصدقني الضفافُ 
لأثبتَ أني بريءٌ مما حصل ، 
عندي شاهدان 
الأولُ هو النهرُ الجاري 
والثانية… انحناءةُ الموج
أما الثالثةُ هي أنثى الظلال ،
الطوفانُ سلبَ مني طاقتي 
ولم يعدْ طوقُ النجاةِ هو الناجي
أنا الغريقُ مُذ ولادتي
يوم أمي أنقذتني من الحياة 
والقتني بين دجلة والفرات
أعاني من سعيرِ الماء 
ومن لظى التعمقِ في المشاعر
كلّ ما كانَ مني ليس تهورا 
بل تهورُ الفورانِ عند الغليان ،
مزقتُ أوراقَ العواطف
وراحت طوعا مع الرّيح أنعمُ العباراتِ ،
هشمتُ زجاجَ الخير وأطر الترجي
ورميتُ شظاياهُما وسط الجريان ، 
لقد سمعتُ أمي يوما 
تقول لجارتها
( سوي زين وذبه بالشط )
هنا في محكمةِ الإنصاف 
الوزّانُ هو القبّانُ وبيضاته
والمحامي يؤشرُ على ميزات جبته
منْ يذكرني عند الحاكم 
إني أنا المأكولُ والمذمومُ 
حين الفراغِ من الولائم..
……………



قصائد تائهة

•تبحثُ عنك قصيدةٌ 
في قطراتِ المداد ،
القافيةُ المسكينةُ… تشتهيك 
تنتظرُ طيفَك
الموجودَ على منضدةِ اللهفة ، 
أما أنا وذبالةُ الشموع
نرتعشُ خوفا 
من مخاضِ الشوقِ لحظةَ التدوينِ ..
<•>
•تعودتْ كلُّ قصائدِ المنصات 
على سماعِ ثرثرةِ الجمهور 
كما ادمنتْ على رؤيةِ
ألوانِ أربطةِ العنقِ في الصفِ الأمامي ،
كانَ ضجيجُ ضوءِ الصورِ الفوتوغرافية 
كالعزفِ المصاحبِ للتصفيقِ في عزِّ القوافي 
السؤالُ الذي لا يتلوه عريفُ الحفل 
كيف ألحقُ بكَ 
وأنا على متنِ كلماتٍ مهرولةٍ إلى الاختباء..
<•>
•منذُ ألفِ كلمةٍ
ما عادتْ القوافي 
بحجمِ وجهكَ كي تغطيه
ولا بحلاوةِ العشقِ لتكفيه ،
أنت يا منْ أسرى بك حلمي إلى برّ الأوهام
ويا منْ توحمت بطيفِكَ أقلامي
التفت إليها كي تكتب عنوانَ قصيدةٍ 
ولو بخطٍ رفيع.. 
<•>
•قد تبدأ قصيدتي بغصةٍ
أو بصوتِ بركانٍ 
يتسع لجميع الفصول ، 
لا أظنُّ أن يحدها فضاء 
ربما هي في مرحلةٍ 
تفرزُ الأرواحَ 
من أطيافٍ تلتحفُ الأذهان..
<•>
•قررتُ من هذهِ اللّيلةِ 
أن تتضمنَ قصيدتي 
دخاناً يخنقُ الأفقَ ويشطبُ جدرانَ النجومِ 
لتظهرَ صلاةُ الضياعِ محملةً 
في قوافلِ التفاسير ، أنا قلقٌ جدا 
من الانتقادِ .. لا تسيء الظنَّ بعباراتي ..
<•>
•حلمٌ يشتهي ريشةً
من جناحِ قصيدةٍ
ليزورَ فمك الغافي 
على آخر همسةٍ لا تذبل 
حينَ الجفاف ..
<•>
•قصيدتي التي غادرت 
بيوتَ اشتياقي
تتجهُ مسرعةً
إلى عينيك الثابتتين
بين الحاءِ والباء ..


رسالة طارئة 

لا يسدُّ رمقَ الشلّالِ الهابط 
إلا الرذاذُ الصاعد ،
لا تسمعُ الأضلاعُ الصوتَ الهادرَ من الأعماقِ 
إلا بأذنٍ من نيران ،
يا وجعَ الخاصرةِ على انكسارٍ مدبب 
لا تتأمل من قصيدتي مدمنةِ السهر 
ألا تكتب بلهجةِ الملْح 
المنثورِ على جوعٍ كافر ..

منْ يثقبُ لي جدرانَ العطشِ 
بإزميلِ الترابِ فهو آمن ،
مَنْ يكسرُ الأرائكَ 
على رأسِ الإنتظار 
قبلَ أن يتمكنَ الحلمُ 
من افتراسِ اليقظةِ فهو آمن ..

إن عرفتني وإن لم تعرفني 
فأنتَ واهمٌ … واهم
أنا في ميزانِ الذهبِ 
زنةُ ارتعاشةِ لهبٍ ،
إن عرفتَ حجمي
فالفضاءُ ذابَ في صلصالي
مُذ صيرورة الكلمة 
بينما كانَ الشعرُ يحبو على النطق..

كيف تقيسُ العذابَ 
وأنتَ لا تعرفُ وزنَ الخطوات 
عند اختباءِ الطريق في غابةِ الظلال ،
كيف ترى الشروقَ 
وأنت كالفجرِ المطمورِ بالأحلام 
همّكَ الوحيدُ هو المناقيرُ لا التغاريد.. 

الغربةُ المتلبدةُ بزفراتٍ
تهطلُ من ميزابٍ عادلٍ
يوزعُ السيلَ بالتساوي 
على كتابةِ المشاعر 
بينما هم يتربصونَ بالفرار 
إلى شفتيك المحميتين بقواميس الغزل ، 
يبقى صعباً فتحُ النوافذ على دلالاتِ الرموز 
حينَ النّهارُ يسدلُ الستار
على قصيدةٍ ورقيةٍ
تطيرُ متى ما يركضُ حاملُها إليك 

الشاعر عبد الزهرة خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق