الخميس، 16 يناير 2020

الشاعرة شفيعة عبد الكريم سلمان : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020




نصوص شعرية



أخي الإنسان

أيا أنتَ أخي الإنسان 
هل مازلتَ إنساناً
أمْ أنتَ كَمَحْضِ بواقي
من إنسان؟
هلْ ضَيّعْتً عُنوانَك
وصدْرُكَ نافذُ الرّحمة
ومسكونٌ بأضْغَاْنِك
أيا أنْتَ أخي الإنسان
يامن كُنْتَ إنساناً
عبرِ مراحلِ الأزمان
توسّلْتُ إليكَ احْمِلْ
خيْرَ جوانبَ الإنسان
ودعْ تلكَ الدّوابَ تَسُوْمُ
مَنْ سئمَتْ من الوجْدَان
وولّتْ وجْهَها شرّاً
لتنشرَهُ على البلدان
ومنها الذّئبُ ،والحدأة
تدسُّ دسائسَ الشّيطان
دعِ الضّبْعَ الذي يعبث
ومنفلتاً بكلّ مكان
يغيّرُ جِلدَهُ دوماً
ووفقَ تغيّرالطّوفان
ومايعنيه تحصيلٌ
لجثّة كائنٍ من كان
فيأكلُها بها يبقى
ضمْنَ وِجِاْرهِ سكران
وعندَما تَزْأرُ الأسدُ
يَحبِسُ كلّ زمجرة
يُرَاْقِبُ رَجّةَ الحيطان
ولايجْرُؤ على الحركه
حتّى يغادرَ الشّجْعان
أيا أنتِ أخي الإنسان
ماذا دهاكَ، أوأغراكَ؟
ألا يعنيكَ ذاكَ الجَوْرُ
إذ يجري على الإنسان؟
وصارَ الوكْرُ أدحيةً
فيه يسكُنُ العُربان 
أأبكمُ صرْتَ ، أمْ ماذا؟ 
عَصَاكَ الفكّ ،والأسنان؟
ولاتَنْبُثُ بِبِنتِ شَفَه 
تخصّ الْعَرَبَ،والعُربان
ومِنْ مَلَلَكَ كذا فشلك 
رُحْتَ تُقاربُ الإثنان
وجَمْعُ المالُ مَطْمَحَكَ
فيهِ تُسْعِدُ الأبدان
وعقلُكَ لمْ يَعُدْ يَعْمَلْ
وقلبُكَ عاطلُ الخَفَقانِ
ونفسُكَ لسْتَ تملكُها
وضعْتَها في يدِ الغُرْبان
وأنتَ لم تَعُدْ أنْتَ
جَوازُكَ ضاعَ ،والعنوان

...........................................


بحر الطّفولة

أتيتُ إليكَ يابحرَ الطّفولة
بجُعْبتِي ألفَ لونٍ من عذابِ
فقلْتَ لموجِكَ أسرعْ إليها
مَحَاْرِتي عاودَتْ بعدَ الغيابِ
وخُذْ ياموجُ كلّ العبء عنها
وحوّلْهُ سراباً في سرابِ
لكي تهدأ،ويصفو الذّهنُ منها
وأسْمِعْها العزيْفَ بلا انتحابِ
بنفسِها تَستَعيْدُ الرّوحَ روحاً
وتفتَحُ للسّعادةِ كلّ بابِ
زوارقُها ستغدو منشآتٍ
لتمْخُرَفيها أشكالَ العُبَابِ
وسَفّانوها لايألونَ جهداً
لِيُبْقُوا المنشآتِ بلا خرابِ
وبَعْدَها أنتَ في أذني همسْتَ
محارتي أخبريني، ولاتهابي
لقدْ أنشأتُكِ نشأة فريدة
وكنتِ انتصرتِ على الصّعابِ
أراكِ اليومَ في ضعفٍ غريْبٍ
سؤالاً منّي يُنبِي بالجوابِ
لو الأرياح كلُّها داهمتكِ
لكنْتِ غلبْتِها في كلّ دأبِ
ولكنْ مايهدّدُكِ ..جَنَانُك
وأَصْمَعُكِ ذكيٌ لايُحابي
فقلْتُ له: أبحري ذا صحيحٌ
لقدْ حَلّلْتَ مُشكلتي، ومابي
وتعلَمُ أنْتَ أنّك في فؤادي
وكادَ الأمرُ يَسْبيْ لِي صوابي
فخَلَدِي اختارَ يمّاً يرسو فيه
ولم يحسُبْ حسابَاً لاغترابي
وفيه حريْقُه ، والبعدُ عنه
يجمّده كثلجٍ في خوابي
وإمّا نَصَحْتُه قال: اقذفيني
بذاكَ اليمَ هذا هو جوابي
تقاليدٌ، قيودٌ ،إنقيادٌ كفى
منها... سأعلنُ انسحابي
وأحيا قيدَ ومضٍ من حياةٍ
فقط لله أمري واحتسابي
................................................
هَسِيْسُ السّجنِ

ويَحْيَا في كيانِي وكُلّ وجْدي
لهُ صُغْتُ الحُروفَ بكلّ عَمْدِ
وروحِي ضَيّعتْ منها صَدَاها
بأغوارِ الفؤادِ يعيشُ نَدّي
شعورٌ كامنٌ ، والّلغْزُ فيهِ
وظلمةُ غَوْرِ قلبِي بها تَحَدِّ
ومنها شُعَاعُ يَبْزُغُ في الحَنايا
ليوقِظَ دارةَ الّلاوعي عندِي
كَنايٍ راحَ يَعْزفُ باشتياقٍ
إلى صوتٍ صداهُ باتَ عِنْدِي
يموسِقُ للمحبّةِ ألفَ لحنٍ
ليجمعَ شملَ نفسِي بَعْدَ بُعْدِ
وكلّي يَرْتجِي تلقاهُ نفسِي
ولايرى دَمْعَةً من فوق خدّي
فأُبْحرُ في مَنافِي الرّوحِ
بحثاً عمّن نفيتُه نفياً بودِّ
كما التّمساحِ يَبْتلعُ صخورَاً
تُعيْنُهُ عِندَ غوصِه،بعدَ مَدّ
كذا كنْتُ بِروحِي نَفَيْتُ حبّاً
إليه أعُودُ، وعَودِي إليه يُجْدِي
أيا ذاكَ السّجينُ بِعُمْقِ عُمْقِي
فأنتَ الدّفءُ لي مِنْ كلّ بَرْدِ
ومنكَ أنا خُلِقْتُ وسَوفَ أبقى
لروحِي وفيّةً إلى يومِ لَحْدِي

 شفيعه عبد الكريم سلمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق