الاثنين، 28 أكتوبر 2019

نصوص شعرية : الشاعرة وفاء غريب سيد احمد: مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود:©حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2019




نصوص شعرية



أَمات الفرح

حطمت مرآتي 
تناثرت ملامحي إلى أجزاء
ما عدت 
من أرباب عازفي القوافي
سلوتها وقطرت الكلمات
أرتعش فيَّ الوسن 
وأحتسيت الحسرات
قُتلت سجيتي
في محراب الصبا
أصبح السراب خيالاً 
يسجل الخيبات
وهن منيّ القلب 
تعزرت معه الأسباب 
في زمن بعيد كنت أهوى 
تغوص يدي في الرمال
كنت اتمسك بخيط طائرتي
كم تعالت معها الضحكات
أحن لشقاوةٍ بدت ليّ
كأسراب الطيور الراحلة 
كانت تحلق براءتي معها
ترسم حدود وطني بفرحتي
اليوم غادرتني البسمات
اغتصبني الحزن
حين تأبطت هجره وتماثلت للأقدار
زرعت الأماني 
دفنها بين ثنايا الثرى
أضرب عنيّ 
سرق منيّ الأنفاس
ناشدت المغيب 
كي يغيث الدمعات
حين سُكبت 
على خيوط الليل بقطراتٍ كالندى 
أرجوحة الصبا تُناديني كي ألهو 
في فناء البيت العتيق
وقفتُ مشدوهةٌ وأصابني القهم 
تَواريت بين الغيمات
إلى متى؟! سيظل معي 
يسكن أعماقي 
يتأرجح في غرفتي كالثريات

........................................

لا أعلم 

أجاد الدهر بلقائي بك
أم ذنب أُحاسب عليه
أم في لا وعي 
انزلقت في أضغاث أحلام 
خبرني صدقاً
أنسجت خيوط، 
العنكبوت الواهية حولي
وكنت أنا كالفراشة
حبيسة بأمري
اكنت الأمان
ام أنال معك حتفي
يومي يبدأ معك
كطيفٍ
يصاحب فنجان قهوتي
ابتسامة تتبعها دمعة
كأني تحت المطر
أنتعش كالأطفال 
ثم يصيبني التعب
أراك تطلق العنان كمشاغبٍ
يصارع الطيور ببلاهةٍ
كي يحظى بصيدٍ
وفي قفصٍ تجعله أسيراً
أسافر مع مداد كلماتي
أكتبك جلاداً
تمزق الشوق بلا عناق
صفعة كبري من صبرٍ ينفذ
مع خليط النسيان
وتاريخ يسجل 
على جدراني 
يوم كنا صغاراً
نحتسي براءة العشق
كشرابٍ سحري
يجمل القبيح 
حسب قانون العشاق
بنيت جدراناً توقتني بها
لم أعد أعلم
أسجينة وأنت السجان
أم شراع أمان لسفينتي
أواجه به الأمواج
معك تألمت 
واعاني في عمقي 
 معنى الخذلان

..............................
تخضر أيام عمري

يتبدل الخريف يأتي الربيع 
يتركني الوهم 
تضيء الحقيقة عالم الخيال 
يصفع الحاضر الماضي
يتخلى الألم عن مخبأه بقلبي
يرفعني لِقمة القمر
تتلألأ من حولي النجوم
أرتدي ألوان الطيف 
أودع السواد 
والسقوط في بئر الوحدة
أتخطى عثرات لغوٍ 
دام معي بين من رحل
وترك الديار خاوية
من النور والضحكة العفوية
ألتي كانت 
تملأ فراغ الكون بعيني
من حقي يشفى جرحي
يَطيب عيشي
من حقي 
قلب أبيض يعي ألمي
يعشقني كما أنا
يحصد ما خبأته بقلبي
من ولاء ووفاء لكلمة 
غادرت قاموس ابجديتي
كتبتها مراراً وتكرارا 
صدها بين السطور
حروف عشق 
تحمل الحنين لها والشوق 
في عالم الصدق
سكبت الذكريات
على طريق النسيان
وسانتظر من يأتي 
على جواده الأشهب
احتضنه بفؤادي
أترك رأسي على كتفيه
أدق ناقوس فرحي
 حتى يسمعه الوجود معي

وفاء غريب سيد أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق