الجمعة، 25 أكتوبر 2019

نصوص شعرية : الشاعرغسان ابو شقير: مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود:©حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2019




نصوص شعرية 



 أيا ظلها 

أَيا ظلٌ مَثلَ حُضورهُ في ذاكرتي ,,
تُخاتلني,,,

تُغامزني,,,
تَرْمُقني بنظرة ٍ تَسحَلُ روحي
و من تنهيدتي ,,
تقتنصُ عبيرَ النّجوى
انبرتْ آخِرَ عُهودِ الهوى ,,
وآخِرَ مواعيدِ القِطافْ
وعزفني مِزْمارَ النأيّ والشّتات
مَقطوعةً جَزْله على سِلمَ الجوى
وعَزفَكِ الرّحيل,ُ,
بين أغاني الضّباب على أَدراجِ الرّيح
وكفنكِ بين الغمام ْ
من سِجلِّ عَصافيري تطايرتْ ريشاتُ الأيامْ
وعلى ضِفافِ الأُمنياتِ تناثرتْ بيوضُ الخذلان
أبحثُ في أوحَالِ ذَاكِرَتي عن ربيعِ الحِكايةِ ..
وعن أَصْداءِ الفُصول...
هُناكَ ,, نِتفٌ من اللّحظات المتوهجة
وزَغبٌ من زغاليلِ العِشقِ لمْ تزلْ عَالقة ً
على سُيجِ روحي
كلما هبتْ نَسائمها تَراقصتْ
وداعبتْ أثيرُ وَجْدّي
هُناكَ ,,شِتاءٌ رَطِبٌ وَجِثةُ فَاكهة ٍ
تَفسختْ في مقابر النّسيان
أَسرحُ في متاهاتِ الضّوء
كنجمٍ تاه َعن المَدار
فأرى ظِلكِ شِراعُ قَاربٍ مُبحرٍ
يتخبط ُ بين الأمواج
يبحثُ عن مَرفىءِ الصّحوِ
وعن رصيفِ شِعرٍ تُرسو فيه القوافي
أيا ظِلّها المُسترخي على ميناء أشواقي
حَانوتُ بضاعَتنا ,,
كَدّسَها الأَمسُ في خزائنِ النّسيان
كَسَدتْ بضاعَتنا منذُ عَامْ.
أيا ظِلّها المَاكثُ على نَاصيةِ دَربي ,,
تَنحى عن شفيرِ هاويتي
ستعبرُ قافلة ُالصّباح ِ على هودجِ شَمسي
حَيث ُهُناكَ حُقولِ الصّفصافِ
وأشجارٌ تُظلّلُ رَوابي عَصافيري الشّاردة ُ
هَارب ٌمِن سَعيرِ تَموز ومن هُطولِ الأمطارِ
...............................................................
لَهْيبُ الذِّكْرَياتِ 

عَصْرَ كُلِّ مَساءٍ كُنا نَلتقي
َومُلتقانا حَديقةُ عِشقٍ
في جَيبيّ فُتاتُ خُبزٍ كي أُطعمَ البَطاتِّ
قِّطعةُ السُّكرِ ذَابتْ في لَحَظاتِ الإنّْتظار ..
نَنْتَظِرُ شَمسَ الأَصِّيلِ َريّْثما تتوارى
وَيَحلُ الغُروب
وَراءَ سِّتارة السَّوادِ كُنا نَختبىءُ
طِفليّنِ في جُنحِ الظَّلام
كَانَ ثَغرُكِ يّبتسمُ وَكَانتْ شِفاهيَّ تَحترق
كُنتُ أَهّفو لسَّماعِ الشَّهقةِ عِند القُبلةِ اللّذيذةِ
مُنذُ عَامينِ هَجرتُ المَقعدَ الذّْي ضَمنا
وَتَطايرتِ الأَحَلامُ كورقّةٍ صَفراءِ مَع رِياحِ أَيلولْ
في ِّرداءِ الحِيرةِ تَدثَرتْ ذِكرياتُ الأَمسِ
كَم جَلسْنا عَاشِقين نُحاكيّْ النَّسيمَ
حِّينَ دَاعبَ خِصَلِ شَّعْرُكِ
وَشَهَقنا حِّينَ تَّناثرَ رُذَّاذِ المَاءِ على خَدُكِّ
كُنا نُهامِسُ العَصَافيرَ
في نَغماتِ صَّوتُكِ زَقزَّقاتٍ
عَينَّاكِ كَانتْ تَّسَحَرُنيّْ
رَحَّلتِّ وَتَرَكْتِّ المَقعَدَ فَارِغاً مِنْ هَمْسِ العَصَافيرْ
مَن ذَاكَّ الغَريبُ الذّْي نَاداكِّ
وَوَاعَدكِّ بِّحصانٍ أَبيَضٍ
وَخَطَفكِّ مِنّي وَطَارَ وَرَاءَ سَبعةُ أَبحُرٍ
أَيُّ حُلم ٍ كَانَ يَنتظرُنيّ تَبدَدَتْ أَياميّ وَتلَاشَتْ الأَحْلامْ
أَيُّ أَملٍ يُبقينيّْ بَعدَ الرَّحيلِ وَكَيفَّ يَكونُ العِّتاب
مَنْ ُينسينيّْ الفِراقَ وَلَهيبُ الذِّكرياتْ

 الشاعر غسان أبو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق