السبت، 27 أكتوبر 2018

أديب في أسطر : بقلم الاديبة تماضر وداعة: مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود :حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2018



أديب في أسطر


هي بلقيس خالد شاعرة وروائية عراقية قديرة غنية عن التعريف من مواليد مدينة البصرة الفيحاء عروس شط العرب، وام النخيل. موؤسسة منتدى اديبات البصرة الذي يعتبر أول منتدى ادبي نسوي تابع إلى اتحاد ادباء وكتاب العراق فرع البصرة.
بلقيس خالد استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق المفروض على المرأة والحركات النسوية إلى افق واسعة، تعتبر أول شاعرة واديبة تشارك في انتخابات اتحاد ادباء البصرة.
 ترتل الشاعرة بلقيس خالد مقطوعاتها وشدة غرامها وتماهيها في كيان محبوبها على مقام الصدق ووتر الحرف الناصع بشعر عاطفي ذاتي تلقائي رقيق، وأية امرأة في العالم بحاجة الى طريقة تبوح فيها مشاعرها الداخلية الدفينة، وتتخلص من التراكمات التاريخية التي تجثم فوق صدرها :
 نموذجا من قصيدة
حقائب
ليل بلا نجوم
من دسه في
حقيبتي ؟
يغني المهاجر
الحقيبة
بيتي
ومكتبتي
وانكساري
عند حدود البلاد
استوقفك
لأخرج
من
 حقيبتي..

السيرة الذاتيـة الموجزة
الاديبة الشاعرة  (بلقيس خالد)

*الاسم : بلقيس خالد
*
تاريخ الميلاد / 1 يناير 1968 في البصرة / العراق
*
المهنة مدير تحرير جريدة النوارس (سابقاً )


*
رئيسة موؤسسة منتدى اديبات البصرة
*
سنوات النشاط 1985-حتى الآن
*
تأسيس منتدى اديبات البصرة
..
*
صدر لها ثلاث كتب منها :-
1- أمرأة من رمل / ..شعر ..صدر عن دار الينابيع دمشق.. 2009.. 
2- بقية شمعة قمري /. هايكو عراقي.. صدر عن دار الينابيع دمشق.. 2011.  تضمن هذا الكتاب بعض الهايكوات في انطلوجيا الهايكوالعربي/ عبد القادر الجموسي/ المغرب.
3- سماوات السيسم /سماوات السيسم.. شعر.. صدر عن دار ضفاف .. الشارقة.. 2013..
ولها
ايضا:
رواية كائنات البن.. صدرت 2017
وقد تناولتها الصحف والمجلات وكتب عنها  خمس مقالات ودراسات نقدية
* شاركت في معظم المهرجانات الادبية . وكان حضورها متميز في رابطة مصطفى جمال الدين الادبية .
* حصلت على عدة جوائز ودروع وشهادات تقديرية مميزة
 وكانت لها شهادة عن الرواية في ملتقى الرواية الثالث الذي انعقد مؤخرا في البصرة
* تناول دواوينها عدد كبير من النقاد للكتابة عن مجموعاتها وتناول بعض القصائد.
صورٌ تئن
-1-
تحت صمت العابرين
تهبط صورٌ
يخرج الشهداء منها.
وهم يلعنون حماقة الخلود
وتسكتُ عيون الأمهات
لكنها تئن مثل حادٍ
مخبولٍ يقود
تحت الشمس
: سرابا.
-2-
لا..
لن تزيلوها
لن تزيحوا صور الشهداء
يا مرشحيّ القلق
يا ضمائر مصنوعة ٌ
من فحمٍ و قرفٍ
شهداؤنا: قلوبنا المعلقة
على وطنٍ صيرتموه يشبهكم كثيرا
وهو يجلس مثل صيادٍ منتشٍ
يرتشف دماءَنا
وعلى حيطانه
يعلّق صور أبنائنا مثل آلاف الطيور
لا..
يا نساءَ وطني
الوجوهُ الغبرُ
سرقت كحلَ أعيننا
وبالرمل قلوبنا دفنوا
أيا صمتنا المرير
نحن نحملُ على الرأس شمسا
 ومن أقدامنا تأكل النار.
3-
وطن ٌ ممتلىءٌ
بصورِ المرشحين
وكأن الوطن َ كله صيغ َ مِن صورٍ
وكل ما يمكننا هو أنّ نختار ُ ما يعجبنا
من الصور
صورٍ ممتلئة ٍ بكل شيء
بالشهادات العليا
بالأبتسامات
بالوعود
بالثياب الأنيقات
بال...
لكن ..
ليس
بك
أيها
 الوطن.
الشاعرة بلقيس خالد حملت رسالة التغيير على صعيد الشعر فأسلوبها الجديد " الهايكومي " ربما سيكون الأكثر رواجا بين أنواع الشعر بما يتسم بالجمل الشعرية وصياغة المفردات بأسلوب يتقنه الشعراء الحقيقيين حصرا، وهنا نجد أن الشاعرة بلقيس خالد قد جاءت بأسلوب جديد في الشعر في وقت عجز عشرات الشعراء من ذلك .
 الشاعرة بلقيس خالد التي تخترق المحظور في كمية التفاعلات الداخلية، تستحضر الرجل أمام عينيها بالروح المتوهجة .
..في آخر الليل...
مزيدا ...
مِن الألوان في الشوارع
ولا...
لون يجمّل ثيابنا ..
بظلالِها لمستْ كتفي اليسرى
همستني
واشاحت .. حين رأت حيرتي
تهامستْ والثلاث المجاورت لها
أستمر التهامس بينهن ..
ماذا قالت لي..؟
ماذا تقول لهن..؟
هل حدثتني عن ليلٍ يعج بالأرواح؟
وبيوت ٍمنغلقة ٍ على بكاء نساء ٍ
يعلسن حبل العمر ويبصقن في وجه يومٍ لا فجرَ له
يعبرن مِن انتظار إلى انتظار..؟
.......................
تمد طولها كما لو انه إصبع تشير...
أميلُ.. أُصغي.. يتراءى الحديث ملتبساً
صوتٌ قلقٌ.. هل خائفة من التبعثر الذي يشبه كثيرا قلوبنا المنشطرة على حدود بلا ملاجئ؟.
هل تسألني عن أسماء تنادي.. أسماء أخرى
ضاعت / ضيّعت في دوارات الريح وصارت لغز وجودنا
ونحن نعرض على الجدران صورا لأحلام تموت
وعلى احلام حديثة الولادة يجيء اليوم الاخر ولعبة الاحتمالات..؟
ماذا قالت.. تلك الناعمة التي لها رقة الحرير؟
..................
همست لي..
وحين بهت فهمي.. مدت طولها.. رفرفت.. رفعت صوتها
فاذا بالهمس الذي لم اسمع منه سوى حرفي الحاء والسين
صار يصل سمعي: ط، ف، ط، ف.
ماذا تقول..؟
تمد طولها فيحاول طرفها التحرر منها
كلما مدت طولها للامساك به.. تملص الطرف الذي
كان وكانت ينافسان السماء على الزرقة.
رفيقاتها يتهامسن ويستعرضن على منصة عيني
شحوبهن
: الأخضر : عشبة زهرة الصباح والري المالح
الأحمر:.. أمتصت الأفعى دمهُ
الأسود : غبرة الصحراء
وحدها الزرقاء منزعجة تضرب وجه الريح
وتهمسني.. ربما تعاتبني.
انظرها واطرق خجلا:
في
لعنة
الشمس
فقدت
ألوانها:
الرايات
على
سطح
داري.

تناول دواوينها عدد كبير من النقاد منهم :-الاستاذ حيدر عبد الرضا-البصرة 
الناقد الاستاذ الدكتور ناصر الاسدي / جمهورية العراق /محافظة البصرة 
من مقالة الناقد الاستاذ (جبار النجدي ) كتب عن الديوان الاول (أمرأة من رمل) :
"تحتمل مجموعة (امرأة من رمل) التسليم بان الإيهام هو نشاط منتج للشعر، وان ما تقدمه الشاعرة بلقيس خالد في نصوصها ما يلبث أن يشغلنا بالإيهامي ويحتفظ بالفعلي في حوزته، لذا فان المعنى والدلالة لا نجدهما في الشعر نفسه بل بسواه ايضاً ، وبذا فأن الشاعرة قادرة على تضليلنا. إلى ما ترمي الوصول اليه ذلك الذي يقع في مكان آخر. متسربا من معناه ودلالته الفعلية إلى الإيهامية ، علينا إذن ان ننظر للحدث الشعري وهو يرفل بكامل أناقته المجازية، عبر نصوص بلقيس خالد التي لا يسير الشعر فيها سيراً معتاداً، وهو أمر يحسب للشاعرة التي بمقدورها ان تخبئ الشعر في الجزء غير الماثل في الشعر ذاته.
 ان الشاعرة في نص (انتظار) مثلا تحاول إيهامنا ببناء خيمة عبر بنيتين متغايرتين تتكونان من بنية حاضرة وأخرى غائبة، غير ان البنية الحاضرة لا تدلنا على اي اثر مادي لبناء خيمة، لذا فمن الواضح أنها تمثل أمنية فحسب، ولكن هذه البنية وان بدت أنها تحيلنا إلى ( اللاشيء). فأنها في ذات الوقت تنقلنا من الحالة الإيهامية (انصب الرجاء خيمة) الى حالة فعلية مفتوحة النهاية (وأنا انتظر طرق الباب) وبذلك تتحول الجملة الشعرية من وضعية الإيهام المقترنة بالأمنيات إلى وضعية الحضور المتمثل بالتمظهرات المرئية للخيمة، ان هذه التمظهرات الناجمة عن انتظار (طارق) ما . من شأنها ضمان الوقت اللازم لبقاء خيمة الأوهام:
انصب
الرجاء
خيمة
وأنا انتظر
طرق الباب.

 وإذا كان الأمر كذلك، فان النص لا يفترض وجودا فعليا لعملية بناء خيمة، لكنه يبتدع وجودا فعليا لها بإحالتها إلى (الطارق) الذي سيأتي يوما، وما علينا سوى الانتظار، بل ان لعبة الانتظار توهمنا هي الأخرى بوجود خيمة، وتمنعنا من الاعتراض على عملية( طرق الباب). وتلك ميزة اشتغالية هامة في شعر (بلقيس خالد). وعلى غرار آخر يستطيع الإيهام في نص (ومضة) أن يجعل من الربيع فصلاً عابراً من جهة الزمان من دون ان يعني مكاناً مزدهراً، ونتيجة لذلك يقودنا إلى دورة كاملة من التحولات المتسارعة في حياة إمرأة، لينتهي (النص) بعدة نقاط متتابعة يوحي شكلها ألطباعي بنوع من الإحالة إلى النهاية والخسران:
في الربيع
بين وردة وشذاها
صرت:
زوجة..
وأم..
و…. أرملة
……..!

 بالمقابل فان فصل الربيع لا يؤدي عملا إنتاجياً بإزاء أحداث متسارعة للغاية، انه من جهة الوقت زمن ضائع لا غير، غير ان الدلالة المكانية لفصل الربيع المتمثلة (بالوردة وشذاها) هي التي تقوم بأداء هذا الدور الإنتاجي بدلا عنه، وإذا كانت (الخيمة الكاذبة) قد هيأت موطنا لبيت إيهامي فان نص (هو) بوسعه إيهامنا بان الشعر بإمكانه ان يحول الزمن إلى عالم مادي بامتياز،"
اما عن الدوان االثاني بقية شمعة قمري تناولت (سيلينا يوحنا الشماس)/بيروت / فكتبت :
شعلة أبداع في بلد الحضارات هناك مجاميع شعرية عديدة تظهر وكأنها لم تظهر بيد أنها لم تعد تمثل قيمة ثقافية ولا مرجعية شعرية، أما المجموعة الشعرية ( بقية شمعة قمري)للشاعرة بلقيس خالد
شاعرة كَحَّلَ أحداقها الوجد والسهر، واستطاعت بمضامينها من أفكار وقيم أن ترقى إلى مستوى الشعر النبيل ... فها هي تنشر في الجو من خلال مجموعتها الشعرية " بقية شمعة قمري " أنغاماً مهدهدة كأم صغيرة تغني لطفلها ، فالحب يبقى في صميم ذاتها صرحاً عظيماً ثابت الأركان راسخ البنيان وبلقيس خالد ابنة البصرة تعيدنا إلى الغزل العذري والنظرة الأولى التي تسلب العقول .... امرأة تخز الشعر بإبرة حزنها , تصطاد صور الذاكرة وتلبسها من مخيلتها أثوابها الداكنة والفاتحة الحزينة وسعيدة .
 "بقية شمعة قمري" هذه المجموعة الشعرية التي استوقفتني منذ الوهلة الأولى التي شاهدتها، وأدخلتني قصائدها إلى عالم أنثوي مليء بالرقة والإحساس المرهف والمشاعر الحقيقة، أسلوب الأنثى قد كان واضحا جدا في المجموعة الشعرية التي تميزت بلغة العاطفة وتعبيراتها الغرامية وما أدراك عندما تعزف الأنثى على وتر الحب ؟ ! ويبدوا أن الشاعرة بلقيس خالد قد أحكمت سيطرتها على اللغة وأتقنت استخدام المفردات بشكل جعل اغلب قصائدها تمتاز بقلة الكلمات وبغزارة المعنى وهذا ما جعل المجموعة الشعري الثانية للشاعرة بلقيس خالد تختلف عن كل المجاميع الشعرية لأقرانها من الشعراء وعلى الرغم من اختلاف القصائد في أساليبها وتقنياتها الفنية فقد توحدت في جمالها الإبداعي ورمزيتها العالية وتغلغلها في النفس الإنسانية وشعورها الباطني وأحاسيسها المرهفة.
كلما تمسح النساء
نوافذ
عربات الأثرياء
 يتسخ الوطن
ابحث بين
الفيء
عن الشجر
ألان مع الشجر
أي معضلة
تناقشها الريح ...؟
ثمة فرح
العصافير تبشر ..
الأشجار تتهامس :هل عثرت السماء
 على مفاتيح كيلها؟.
وهذا مثال آخر
حين كشر الحصار
عن أنيابه
لذت بحقيبتي
فقهقهت
ماكينة الخياط
مثل مغنية قديمة
أحضنك
وتطوحني
أيها العود
لأعزفك
لا بد
من إتقان فن
الأصابع
حقيقة أنت
أدركتها
 بلساني .

لتحقيق هذا الرهان توظف الشاعرةطاقات اللغة التعبيرية والايحائية، والتطبيقات الطباعية من حذف وتنقيط، والفراغات على الصفحة، وتنثر الكلمات، والاستذكار، والمنولوغ، لمنح شعرها كثافة تجعله" وامضاً موحياً "يستثير خيال القارئ ويستدرجه للمشاركة في بناء مدار النص وتأويله.
أما ّ الروايـة «كائنات البن»
هو عمل أبداعي متزن في نسق واعٍ لفضاءات متداخلة ولا بد أن تكون أحداثها ذات صلة بآخر نتيجة لها في بناء درجات من السرد المنطلق في أوقات محددة والتي قد تتواصل أيقاعاتها في ثنايا نصوصها فتضرم ريحة الحكايات بأحداثٍ مشبعة في التفاعل الوجداني، والذي يُشير لعمقٍ فلسفي رصين.
يقول الدكتور ســــلمان كاصد في كتابه (صفة السرد ص 66): (إنّ الرواية نتاج أبداعي لصانع ماهر تبدو مهارة الصنعة فيها موازية لبلاغة القصيدة)، أي أنه هناك أنسجام في العبارات وألهام في الأيقاع!ليس بناء الرواية، كبناء القصة القصيرة،
موضوعهــا حساس، قد تكون أحداثهـا فيهـا شيء من التعقيد والبساطة معا، ويدخل فيهـــــــا التنوع البلاغي والحبكة في أســـلوبٍ مفرط بلغــة شعريـة، طالمـا تلوح خلال مداخلهـا رومانســية، تنقلنـا إلى أجواء الشــعور في مغادرة المللِ والفراغات إلى كنز من نسق الأحاسيس المتألقـــــة أو المنفرة أحيانــا، لا من ناحيــة الأسلوب، ولكن من ناحية الحدث في سياق الرواية.
هكذا اكون اوجزت واختصرت كثير من مسيرة مبدعة واديبة نخلة عراقية متفانية ذات سمعة وخلق عالية وثقافة راقية في اسطر.

بقلم/ تماضر وداعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق