الجمعة، 6 أبريل 2018

بَناتُ الجَانِّ :الاديب الشاعراحسان الخوري : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود 2018:@حقوق النشر والتوثيق محفوظة /2018


بَناتُ الجَانِّ 



عَبَرْتِ علىٰ جَسَدي ..

حَامِلةً أشياءَكِ النَّاضِجَةَ ..
المَسكونةَ بالجَمالِ ..
المعجونةَ بتفاصيلِ غِوايتِكِ .. 
فحطَّتْ دَهْشةٌ مُبهَمَةٌ ..
تَجنَّنَتْ أحاسيسيَ ..
اختلَّتْ بَعضُ أشيائي ..
هلْ لي أن أختارَ ..؟
عَمَّ الصَّمتُ ..
تَشرَّدْتُ في جَسدِكِ ..
تَنشَّقتُ أشياءً من أُنوثَتِكِ ..
رأيْتُ العِشقَ المَخبوءَ تحتَ الرُّموشِ ..
فخبَّأْتُ علىٰ عجلٍ ذاتي ..
دوزنْتُ الزَّمنَ الآتي ..
تساءَلْتُ .. 
لِمَ الحدودُ تُقامُ عِندَ الاشتِهاءِ..!
مرَّتْ هنيهةٌ ولحقَتْ بها هنيهَتانِ ..
شيءٌ من عِطرِ جِيدِكِ ..
عيناكِ تُرفرفانِ كالفراشاتِ ..
شفتاكِ مِثلُ يَنبوعِ العَنبرِ ..
أَرمُقُ نَهدَيكِ زَمَنينِ ..
ليْ في ذِمَّتِهِما صهيلان ..
وتغارُ مِنهُما بَناتُ الجانِّ ..
صارَ لي عشرٌ وثانيَتانِ ..
تُتْعِبُني نظراتي ..
أُوَشوِشْهُما ..
فتتأجَّجُ حَواسُ التُّوتِ الصَّامتِ ...
أنا يا سيِّدتي ..
درَّبتُ حواسِّي علىٰ الارتباكِ ..
وأتقنْتُ حياكةَ الوَصايا الخائِفاتِ ..
أبدأُ الطَّهوَ علىٰ المَواقِدِ ..
يَختَلِطُ الزَّمنُ بالغَرَقِ ..
ألتهِمُ بعضي ..
أتفقَّدُ السَّاخِناتَ ..
أتسلَّلُ إلىٰ الاحْرَامِ ..
أتحرَّشُ بالنَّشوةِ ..
يَرتفِعُ منسوبُ الضَّجيجِ ..
لا نبوءاتَ داخلَ أنوثتِكِ ..
أُنفِقُ كلَّ ولَهي ..
كلَّ القُبَلِ الوالهاتِ ..
وأنتحِرُ عِندَ الأماكنِ العَتيدةِ ...
يبدأُ تقويمُ الثُّمولِ ..
الحَرائقُ علىٰ حافَّةِ الانهيارِ ..
يُداهِمُ الضُّمورُ الحَركاتَ ..
يَدخُلُ التُّوتُ في إغماءِ الحَواسِّ ..
تَجمَعينَ أشيائَكِ المُبعثَرَةَ ..
أُجَهِّزُ القُبلاتِ المَخْبوءاتِ..
أُطعِمُ شَفتَيكِ علىٰ مَهلٍ ..
هيَ لا زالتْ علىٰ الانتِظارِ ..
أُشعِلُ سيجاري ..
تُلاحِقُني كَمشاتُ أُنوثتِكِ ..
تَتَسمَّرين في تمتماتِ النَّبيذِ ..
تُغمضين عينيكِ ..
 وتأخذين غَفوةَ تَعويذةِ الدِّفءِ

احسان الخوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق