الخميس، 29 أكتوبر 2020

الشاعرمحمد علي الشعار : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020

 مجلة أقلام بلا حدود                                                                                         )))))))))))))))))))))))))))                                        نصوص أدبية                ((((((((((((((((((((((((((


صاصات شعرية ٦٢

أنزلْتُ شمسي لماءِ قافيتي 

فبخرتني بأحرفي سُحُبا 

تهاطلتْ أحرفي بأوديتي 

وصِرتُ أجري مع الصدى قَصبا 

--

لآخرِ مرَّةٍ أوري بنانا 

وأمنحُ ليلَكَ الداجي فِرارا

سأعصرُ كرمتي والشمسُ تبكي

على حرفينِ في روحي أُسارى 

--

رسمتُ حرفي بصفحتيْ فنما

واستنشقَ الحِبرَ هائماً وشدا 

من زاكياتِ الحروفِ أُنمُلةٌ

تفتَّحتْ في هوى الغرامِ ندى

--

رسمتُ نفسي وكنتُ اعرفُها 

وفاجأتني تُعيبُ راسمَها 

علّقتُها بالجدارِ تذكرةً 

لكي تُعيدُ الرؤى معالمَها 

--

كفى بالعلم من شرفٍ عظيمٍ 

بأنّكَ تدعيه وتصطفيهِ 

أضأتَ الليلَ من نارٍ ونورٍ

وأنتَ كشمعةٍ تزدانُ فيهِ 

--

وسِرْ يا نجمُ في ليلي رفيقا

وضعْ فيهِ لخارطتي طريقا

ورُحْ للكعبةِ البيضاءِ شوقاً

وطُفْ بالدمعةِ الحمرا غريقا 

--

إلى عقربَيِّ الساعةِ العينُ تنظرُ 

ومن شُرفَةِ الوردِ الأضالعُ تخْطُرُ 

وطيفُك ما زارَ الخيالَ مُجرّداً 

أتاني ببيتِ الشعرِ يشدو ويقْطرُ 
--

ويؤذيك الذي تخشى مهانتَهُ

فما دارى ولا وفّى أمانتَهُ

تُعلِّمُه الذئابُ الطعنَ غادرةً

وترجمَ نابُه الدامي ثقافتَهُ

-- 

وأريدُ بيتاً آمناً أهلوْهُ لم

يؤذوا الندى والحبُّ يُشعلُ قلبَهْ 

فأشارَ نحوَ ضريحِ صمتٍ زاخرٍ 

فوقَ الترابِ وقالَ لي امكُثْ جنبَهْ 

لن يعرفَ المرءُ الأمانَ بعمْرهِ 

بينَ الورى حتى يلاقي ربَّهْ .

--

بناني على البلورِ كادَ يضيعُ

وللحبُّ في شهدِ الشفاهِ ربيعُ

ستملؤُها روحي قصائدَ بهجةٍ 

ليبرقَ نجمٌ في الخيالِ بديعُ .

--

يُلبِّسُني حُبُّ الدُّنا شهوةَ الهوى 

بألفٍ من الأثوابِ في مُتعةِ الحريرْ

ومع كلِّ فقدٍ صِرتُ أنزعُ واحداً 

وغابَ غداً عني متى أنزعُ الأخيرْ . 
..............................

قصاصات شعرية ٦١

على الرغمِ أنَّ الدمعَ ليسَ ثقيلا 

ويرفعُ شيئاً من أسايَ ثقيلا 

وكم يحملُ الغيمُ الشجونَ إلى المدى 

ويغسلُ نخلاً بالظلالِ نزيلا ؟! 

--

أعِرْهُ جناحَ شوقٍ يا رفيفُ 

فظلُّكَ في نواظرِه شفيفُ 

أتتهُ فراشةُ الأحلامِ روحاً

لترقصَ في قوافيه الحروفُ .

--

تعالَ إليَّ من قلبٍ لقلبِ

فما غيرُ الأضالعِ فيكَ دربي 

إذا فرغت كؤوسي من مِدادي

أمرتُ الروح َ بعدَ العينِ : صُبّي .

--

يحتاجُ مني الحديثُ أجهزةً 

ماعُدتُ يا لائميَّ أَمْلكُها 

ضاقت شُجوني عليَّ أوردةً 

و وردتي بالدموعِ أُشْرِكُها 

--

وهبْتُ لحظَ انتظارِ الروحِ قافيةً

وطلَّ من عُروتيَّ النجمُ والسمرُ

فاضَ المساءُ بعينيِّ الهوى ألقاً

وصارَ يسبحُ في دمعاتيَ القمرُ .

--

وأرسلَ القلبُ ولهاناً حقيبتَهُ 

وظلّكُ الخيلُ والأشواقُ والسفرُ 

الريحُ تصهلُ فوقَ الريحِ واثبةً 

والنارُ فوقَ جناحِ الريحِ تستعِرُ 

--

لم يحزموا حِملَ الحقائبِ للرحيلِ ... 

وإنما حزموا الفؤادَ بديلا 

الشوقُ يقتلُه الهيامُ فصِرتُ أمشي ...

في الهجيرِ مع السرابِ نخيلا . 

--

زارَ فراشي بنفسجاً وصبا 

والنحلُ يسقي رحيقَه ألَقا 

خاطبتُه شاعراً بلهجتِه

حتى استوينا على الهوى نسقا

--

لا أترُك الليلَ موحشاً أبدا 

ضاعفتُ من أنجُمي لهُ عددا

رسمتُ بدرَ الدجى مُخيِّلةً

حتى تغشَّتْهُ في السما وبدا .

--

ذهبَ الطفلُ لبيتِ الجارِ يلهو 

قال : لا تُصدرْ ضجيجاً فأبي نامْ 

قالَ فلنذهبْ إلى قبرِ أبي ...

نوقظُه من غفوةٍ تحتَ الركام !!

.............................

قصاصات شعرية ٦٠

و وحدَكَ مع نجمِ المساءِ سراجُ 

وليسَ لهيمانِ العيونِ علاجُ

تملّكْتَ غيماً في خيالِكَ شارداً 

وشعَّ بدينارِ القصيدِ خَراجُ 

--

معاً في الحبِّ نشعلُ ظلَّنا جمرا 

ويشربُ كرمُنا من كفِّنا خمرا

أنا عينٌ كسنبلةٍ بقافيةٍ 

بكتْ وطناً يُساقطُ دمعُها الدرّا 

....

لآخرِ كورونا سلاميَ واصلُ 

وما ماتَ مكتوبٌ ولا عاشَ قائلُ 

سأُهديكِ كورونا وتُهدينَ مثلَها 

تباركَ خيطٌ بالمسرّةِ حاصلُ ! 

--

سيسألُ عن موتِ الأحبةِ سائلُ 

ويبكي على الدربينِ حافٍ وناعلُ 

سنسقطُ مثلَ *الدومنو خلفَ بعضِنا 

وليسَ لنفخِ الريحِ بالثغرِ طائلُ .

--

وحينَ مشتْ أمامَ القلبِ زاهرةٌ 

تفقَّدَ بائعُ الزهراتِ سلََّتَهُ 

أضاءَ النجمُ حرفاً فوقَ أنمُلِنا 

لنرسِمَ في شعاعِ الحبِّ فُلّتَهُ

--

ألا يا موتُ خبِّرنا قليلاً 

عن الموتِ المؤسَّسِ بعدُ فينا 

نعيشُ العُمْرَ سهواً بعدَ سهوٍ 

وما أجّلْتَ طرْفَ العينِ حينا .

--

حزِنتْ عبلةُ للرمشِ الصناعيِّ ...

الذي طارَ مع الريحِ كثيراً 

حَملتْهُ نملةٌ للجُحْرِ فَرْشاً

طابَ واستلقت على المهدِ سُرورا .

--

تبسَّمَ من قوافيها السحابُ 

وعادَ لكأسِها الصافي سرابُ 

يقولُ لها شفاهُكِ في شفاهي 

ودمعي فوقَ أُغنيتي شرابُ 
--

ما زلتُ أغلي كجمرةٍ بدمٍ 

والدمعُ خلفَ السفينِ ينتظرُ 

أرسلتُ ضلعي إليكِ قافيةً 

والروحُ من أُنمليكِ تنهمِرُ .
--

عندما يزرعُ السكونُ سناهُ 

يُثمِرُ الضوءُ بهحةً وسرورا

عرفَ الحرفُ في الخيالِ مداهُ 

حينما الروحُ سابقتْهُ عُبورا 

هاهيَ الشمسُ تنجلي لبياضٍ 

شفَّ عن هالةِ الغيابِ ظُهورا 

هكذا الشِعرُ من فؤادٍ وعينٍ 

منهُما النفسُ تستشفُّ شُعورا 

.................

ذهبُ الخريف

لجوِ الخريفِ المستريحِ بضفّتي

ملامِحُ في وجهِ التأمُّلِ تُألَفُ 

غِناهُ بما أوحى لخفقةِ شاعرٍ

فذابتْ على صدرِ القصيدةِ أحْرُفُ 

أطالَ كنخلِ الراحلينَ انتظارَهُ 

تعرَّقَ في شمسِ القوافي وينزِفُ 

أدانتْهُ ألماسُ المياهِ خضارَها 

ومن ذهبِ الأوراقِ يُوفي ويصِرفُ 

على غُصنِها العاري يُعرِّي شُجونَهُ 

وريشةِ عُصفورٍ يُغنّي ويعزِفُ 

يُطِلُّ ببلورِ الخيالِ للحظةٍ 

فيكسِرُهاِ سهواً وبالروحِ يَخزِفُ 

تبادلتِ الأدوارُ فيَّ مواسِماً 

وحانَ أوانٌ من بنانيَ يُقطَفُ 

وهذا أنينُ النايِ دوماً وبوحُه

من النبرةِ الأولى بصوتيَ يُعرَفُ 
..........................................

مساكبُ الحروف 

إلى كلُّ صَبٍّ عادَ من حلمهِ إلى 


قواعدِه الأولى أُهَنّيهِ سالماً

صحا قاطراً خلفَ الغيومِ سرابَهُ 

وأمطرَ ما فوقَ الوِسادةِ ساجِما 

وللنومِ سلطانٌ يَشُدُّ خيوطَهُ

يُطلُّ على جفنيكَ في الفجرِ ناعما 

يُغالبُ كلَّ الكونِ يَغلبُه مدىً

على صولجانِ المجدِ مَلْكاً وحاكِما 

ومن جُندِه الأيامُ يفصلُ بينَها 

يُسَيِّفُ بينَ البدرِ والشمسِ قائما 

يُواكبني محواً على قمرِ الدجى

وما كنتُ يوماً للأهلَّةِ لائِما 

ويخلقُني طفلاً يعدُّ بنانَهُ 

يُتابعَ في خُضْرِ الغصونِ براعما 

ولو كانتِ الدنيا بأكملِها كرىً

سأبقى على قوسِ الأشعةِ ساهِما 

سأفتحُ من حلمي إلى النورِ كُوَّةً 

وأمنحُ وجهَ الشمسِ باباً وخادما 

يقولونَ مجنونٌ يُخاطبُ ظلَّهُ 

أنا هكذا ياشاعري فيكَ دائما 

أغوصُ ببحرٍ لا قرارَ لقاعِه

وأبدو على ظهرِ القصيدةِ عائما 

.........................................

آخرُ الآيات 

لقَطْرةِ نهرِ النيلِ سِفْرُ تألُّمي 


تسيلُ على خدّيْ وتبكي على فمي 

أتيتُكِ يا خُرطومُ ضلعاً وجمرةً

تآكلَ في بعضيهِما الروحُ فاسْلَمي 

ورُحتُ إلى بغدادَ نهراً من النوى 

تلظّى بهِ راوي الضفافِ مع الظمي

شددْتُ ببيروتي القواربَ نازِفاً

بسُرَّةِ حبْلٍ للولادةِ ينتمي

وأرقبُ في بلقيسَ دمعةَ هُدْهُدٍ 

تَسوَّرَها حُزْنُ المآرِبِ في دمي 

وأُرخي على كِتْفِ الرياحِ جوانحي 

ومِنْسأتي ضلعٌ تهاوت بأنجمي

وعدْتُ إلى سَيْناءَ أبحثُ عن عصا 

لتنفُرَ من كفَّيَّ عشْرَةُ أرْقُمِ 

وأكبرتُ في المختارِ ثورةَ راشدٍ 

بعينِه أحلامٌ وعينيْ تَوَّهُمي

أُسَايِرُ شُطآناً * بلبيا طويلةً

زهتْ دُرَّةً في عينِ لِصٍّ ومُجرِمِ 

وصلّى صلاةَ الرملِ مُحترِفُ اللظى 

توضّأَ بالنفطِ السليبِ كزَمْزمِ ! 

وعرّجْتُ أثناءِ المسيرِ لتونسٍ 

لأعبُرَ خضراءَ المنى دونَ مَعْلَمِ !

رفعتُ دُعائي بالدخانِ سحائِباً

وقلتُ لها عندَ البروقِ تكلّمي

وجرحيَ بالصومالِ خَضَّبهُ الردى 

نمتْ جنبَ جُرْحِ الموزِ نبتةُ عَنْدَمِ !

وعندَ فلسطينَ الأغاني قديمةٌ 

من الصدأِ المحفوفِ صوتُ تَرنُّمِ 

وطُفْتُ بأرضِ الشامِ أطوي مَصاحفي

وأَنْذرُ شمعيِّ القصيدِ لمُعجمي 

وأنحِتُ رأساً للمعريِّ جَزَّهُ 

خدينُ ابنِ بنتِ الليلِ ليلِ تَرَدُّم 

وآخِرُ صرعاتِ البيادقِ فيلُها 

يَمُدُّ خراطيمَ النجاةِ كسُلَّمِ 

سأبقى وفيّاً للشعاعِ وجفنِه 

فما أشرقَتْ شمسٌ بيومٍ على عمي 

سيُجهِضُ ليليْ بالهلالِ جنينَهُ 

فقطْ إنْ يَخُنْ قلبي الترابَ وأعظُمي .

الشاعر محمد علي الشعار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق