الاثنين، 28 أكتوبر 2019

نصوص أدبية : الشاعر امل محمود علي : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود:©حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2019







نصوص أدبية



من يسرق الحياة 
سائق شاب مفتول العضلات بشرته المشدودة سرقت ومازالت تسرق بمهارة بعضاً من شعاع الشمس لترتديه وشاحاً برونزياً 

يعتلي قلّاب شاحنة ويقود (تركس) ينزله على كومة ترابٍ ليكمل حفرة تُعدّ لبناء قبوٍكأساس لمبنىً سكني...الغبار يعلو المكان.. نساء المنازل المشرفة على المكان يحاولن إزالة الغبار عن أبواب ونوافذ الشرفات مرة تلوَ مرّةٍ دون جدوى 
سائق الشاحنة الكهل المترهل البطن يدير شاحنته ويذهب إلى وجهة ما ..
طلاب وطالبات يتجهون إلى المدارس بستراتهم الزرقاء والزهرية وسراويلاتهم الرمادية والكحلية يتحركون برشاقة وحيوية تحت ثقل حقائب تضمُّ كتبَ ودفاتر ثلث المنهاج تقريباً.. ينتشرون على الأرصفة وتقاطع دوارات الطرقات ..

وهناك شاب بشعر فاحم السواد وبشرة حنطية واثق الخطوات يمشي بمفرده تنبيء ملامحه بأنه قد تجاوز الخامسة والعشرين من عمره يرتدي بذّة عسكرية
ينقّل قبعته بين يديه بحركات متتابعة يسير برشاقة عبر منصّف الشارع المزدوج الذي يخترق الحيّ شرقاً وغرباً لتوصلَ نهايتاه الجبل بالبحر ... 

الكاتبة الصحفية التي كانت تتنقل من شرفة إلى أخرى ..ومن خلف زجاج منزلها المرتفع بما يقارب الطابق العاشر والذي علاه بعض من غبار .. أمسكت مفكرتها ..كتبت ملاحظات حول تلك المشاهدات التي التقطتهامن شرفاتها الأربع قبل تكاثف الغبار ..
حملت توأمها ...ركبت سيارتها ..اتجهت نحو روضة الأطفال ...دخلت مكتبها.. 
كانت الأقمار الصناعية تنقل عبر الشاشة في بهو المركز الصحفي صورة صاروخ سقط بالقرب من (التركس )وآخر سقط في منصّف الشارع المزدوج الطويل وآخر قرب الروضة ..
يتابع الخبر :لحسن الحظ أن الصواريخ الثلاث لم تنفجر ....تابعت الصحفية الخبر ويدها على قلبها وحشرجة تكاد تخنق صرختها.. والآن مشاهدينا المتابعين الكرام ترون هذا الجندي المهندس 
(ذا الشعر الأسود الفاحم) مع رفاقة خبراء السلاح يبدؤون بتفكيك الصاروخ الذي سقط قرب الروضة.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>


ق. ق. ج

ألف وليلة
 

على ضفاف الذكريات، تفيض تلك الصورة بأجمل لقاء.... عندما كانت الحافلة تقلُّني من المدرسة إلى المنزل، وللمرة الأولى عرفتُ أمَّ كلثوم وعرفتُ...
(((إزاي ازاي ازاي أوصفلك ياحبيبي ازاي، أبل ماحبك كنت ازاي ياحبيبي، خدتني في الحب في غمضة عين ورتني حلاوة الأيام فين..الليل بعد ماكان ظلمة لئيته نهار ،والحب اللي كان صحرا صبح بستان ياحبيبي،يالّا نعيش في عيون الليل ونؤول للشمس تعالي تعالي ،ياشمس تعالي بعد سنه ، مش أبل سنه ، في ليلة حب حلوة، في ألف ليلة وليلة .... )))
ألفُ ليلةٍ وليلة! 
ومن يومها دخلتُ وقائعَ رواية ألف ليلة وليلة الساحرةِ،ورحلت في سندباديةِ بحورها ،
 ودائماً يراودني سؤال ملحاح : في أيِّ ليلةٍأنا الآن... ؟

أمل محمود علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق