حلم في دفتر الذكريات
على بعدِ نخلتينِ
فقدتْ صغارها في حربٍ ضروس
و جُبٍ مهجورٍ
يئنُ من صداعٍ قديمٍ
بصَمتٍ مريبٍ أخوةُ يوسف غادروه
كنزُ أفيونٍ معتقٍ
تصارعتْ أكفٌ تبادلتْ الرؤوسَ سهواً
إحدودبتْ وما زالتْ تلوكُ الخطيئةَ
بأذنابهمْ يتحاورونَ ففيها مجساتُ الكلامِ
يستحمونَ بالزيتِ كلَّ خميسٍ
بعدَ ليلٍ طويلٍ تحتَ الأسِرَةِ
خوارُ عجولٍ
خارجَ الزرائبِ يطربون
يترنحونَ سكارى
يتمترسونَ خلفَ أردافهمْ
النايُ الحالمُ الحزينُ
تتلاقفهُ أطفالهمْ فوهاتُ بنادقٍ
بخطوطٍ مستقيمةٍ ينظرونَ الأشياءَ
فوقَ رؤوسهمْ المصلوبةُ على جذوعِ النخيلِ
يرشونَ حصادهمْ الدمعي
في قارورةٍ عطرٍ يجمعونَ الألوانَ
الألوانُ تخدعهمْ
الأبيضُ شفرةُ حلاقةٍ
الأحمرُ شمسٌ برّاقةٌ
و الأخضرُ تربةٌ يُصَلّونَ عليها
هكذا يُفسرونَ الأحلامَ
في إسفلتِ شوارعهمْ العاريةُ
يبرونَ أسنانهمْ كلَ جمعةٍ
قُبيلَ زيارةِ أحيائهمْ الأمواتِ
لأنهمْ حُفاةٌ يحلمونَ
بشوارعٍ ترتدي أحذيةَ العيدِ
تستترُ أقمارهمْ في قاعِ النهرِ
بقانونٍ سَنّهُ العمُ سام إئتزروا الإهمالَ
أصابعهمْ مشغولةٌ بحفرِ إنوفهمْ
هكذا علموهمْ
إحتفاءاً بمقدَمهِ و هو يشاركهمْ
تدوسُ جنازيرُ فخامتهِ المشيعونَ
طائرَ النورسِ المعلقِ بأسلاكِ الكهرباءِ المتوفيةِ
يتناوبُ الخطباءُ على المنابرِ
بعضَ لعابهمْ شتماً وسباباً
ككراتِ مضربٍ
يُخطئونَ التصويبَ
لأنهمْ إعتادوا التهديفَ على مرماهمْ
أذكُرُ
جَمعَ كبيرهمْ مؤونةَ الشتاءِ
إصبعاً من كلِ فردٍ في القبيلةِ
كدرعٍ واقٍ لقصرهِ المنيفِ
مازالتْ هتافاتهمْ تتحنى بها الببغاءُ
في رأسِ كلِ سنةٍ عبريةٍ
أيها الحجاجُ أغثنا
قدْ غصَّ النملُ من لحومنا
مازالتْ أحجارُ الدومينو في غيرِ أماكنها
من بابِ الإحتياطِ
سأبتلعُ قلمي
كَيْ لا يثملَ مع حريمِ السلطانِ
جَنان السعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق