بَغدادُ
أَميرَةُ حُبٍّ بِعُمر ِ الْخُلودِ
وَتَبقينَ عُرساً بِهَدي الشُّهودِ
أَيا فَورَةَ الشَّوقِ عِندَ الوصالِ
وَهذا اللِّقاءُ لِقاءُ العهودِ
عُقودُ الحبائِبِ عِشقُ الحَبيبِ
وَهَلْ بَعدُ عِشقِ الهوى مِنْ عقودِ
وَكُلُّ وِثاقٍ يَسوقُ ملالاً
وَفي الحُبِّ يَبدو جَمالُ القيودِ
لِبَغدادَ عُشقي وَكُلُّ الهِيامِ
وَكُلُّ الغَرامِ برَغمِ الصِِّدودِ
تَصدَّينَ عَنَّا لأَنَّ عقوقاً
تَمادى مَديداً بِفَيضِ الجُحودِ
وَلُذنا بصَدركِ عِندَ السَّعيرِ
فَغَرَّ الحَنانُ مَنامَ الهجودِ
وَلا بُدَّ لِلْبِرِّ مِنهُ القِيامُ
فَمِنها عُلومٌ بِسِرِّ الوجودِ
لِعَيشٍ كَريمٍ وَفِكرٍ طَليقٍ
وَعِزٍّ مُقيمٍ وَمَجدٍ عَمودِ
وَكُلُّ الحَواضرِ قامَت بِجُهدٍ
لأَحفادِها المَجدُ سَبقُ الجدودِ
وَإِنَّا وَرَثنا صِنوفاً سِماناً
وَكانَ العَلاءُ لِتِلْكَ الزَّنودِ
صَحيحٌ بِما تَدَّعي مِنْ سِجال
هُمُ الفَخرُ في العِلمِ عِندَ البنودِ
لَهُمْ صَولَةُ العِزمِ مِنْ صادِحاتٍ
وَبَغدادُ في صَفحَةٍ مِن سعودِ
وَبَغدادُ أَضحَت مَنارَ الدُّنى
فَنارُ السَّفين لكُلِّ الوفودِ
أيا ناطِقاً باسمِ ذاكَ التَّليدِ
فَهَلاّّ طَريفاً كَطَلْعِ الورودِ
أَنَبقى رُقوداً بِكانٍ وَكُنَّا
وَنَترِكُ عَيشاً بِذاتِ الرُّقودِ
هَلِمُّوا جَميعاً بِخَلقٍ جَديدٍ
عَلى الفِعلِ يُملي ضِرامُ الوقودِ
أجيبوا نداءاً لِبَغدادَ غَوثاً
لِطَردِ الغُزاةِ وَطَردِ القرودِ
سَلامٌ عَلَيكِ بِدارِ السَّلامِ
سَلامُ الغَرامِ بِعُشقِ الوَدودِ
حسن عيسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق