دَانِيَةُ القُطُوفِ
وَدَانِيَةُ القُطُوفِ بِها سَأَرغَبْ
سُلافَ الكَرْمِ أَرجُوها وَأَطْلُبْ
فَإِنْ غَابَتْ بِدَالِيتي خُمُورٌ
فَمِنْ شَفتيكِ ظَمآناً سَأشْرَبْ
وَإِنْ حَضَرَتْ بِأمْسِيَتي الدِّنَانُ
فَهاتِ الكَاسَ واسْكُبْ لِي فَأطرَبْ
وَدَنْدِنْ لِي بِأَلحانٍ حُرُوفَاً
تُناجِيني إِلَى رُوحِي وَأَقْرَبْ
أَﻻَ لَيْتَ القَوافِي فِي انتِظَاري
فَبَوحِي فِي فُؤادي اليَومَ أَعْذَبْ
يُنَادِينِي بِأَشواقٍ حَنينِي
فَمِنْ وَجْدِي وَمِنْ سُهْدِي سَأَهْرَبْ
وَتَلثمُنِي بِأَنجُمِها الّليالِي
فَأَغْدو فِي كَواكِبِها وَأَذْهَبْ
وَنَادَى النُّورُ فِي ظُلَمِ الّليالِي
أَﻻَ هبِّي بِبَوحٍ مِنْكِ أَطْيَبْ
فَنَادَتْهُ وَصَاحَتْ فِي البَرَايا
صَغِيرُ القَوْمِ أسْحَرُهُ وَأَشْيَبْ
إِذَا مَاالمَرْءُ قَد نادَى لِعِشْقٍ
سَيَلقاهُ وَفِي غَدِهِ سَيُوهَبْ
تُغَالِبُني وَفِي نَفْسِي وَرُوحِي
بِلُقيَاها أنَا يَوماً سَأُنْسَبْ
أُجَافِيها وَأسْلُوها رُوَيداً
فَتَغْضَبُ لِي وَأرجُوهَا فَتَعْتَبْ
لِعَينَيها تُساهِرُنِي الّليالِي
فَأقْرَأُ مِن رَسَائِلِها وَأَكْتُبْ
وَأَنْشُرُ مِن قَصائِِدها نَشِيداً
كَبِيرُ الحَيّ فِي مَوجِي سَيَرْكَبْ
وَيَسْتافُ نَشِيدَ العِشْقِ عِطْراً
وَيدْعُونا كنَشْوانٍ وَيَخْطُبْ
وَمَا صُبْحِي وَمَا لَيْلِي بَِواهٍ
فَُحُسْنُ اليَومِ فِي صُبْحٍ سَيَغْرُبْ
إِلَى عَينيكِ قَصْدِي وَابتِهالِي
فَلولاهَا وَرَبِّي كُنْتُ أَكْذِبْ
وَلَوﻻَ حُسْنهَا عَمَّ البَرايا
فَُكلُّ سَحَائبِي كانَتْ سَتَنْضَبْ
إِذَا ماغِبْتُ يَوماً عَن هَواهَا
فَفِي فَجْرٍ سَأَذْكُرُها وَمَغْرِبْ
وَلَو أَنِّي لِحَادثَةٍ سَلَوْتُ
أَحُسُّ لَها طِوالََ اليَوم مُذْنِبْ
فَهَلْ أَنْسَى وَلَمْ أَهْجُرْ هَواهَا
لَعَمْرِي ﻻَ.. فَقَدْ كَانَتْ سَتَغْضَبْ !
حسين ملحم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق