الاثنين، 24 أكتوبر 2016

عدوى الياسمين : الشاعرة مرام عطية: مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : وصفحة اقلام بلا حدود


عدوى الياسمين


استيقظتْ الشَّمسُ مبكرةً هذا النهار ، فلوعةُ الهوى ، وشوقُ 

الحبِّ في صدرها لملاقاةِ حبيبها ملأها حرارةً وتوهجاً ،

فقد قررتْ أن تبوحَ بحبها، طوتْ حياءها في ثناياها الصغيرةَ ، 

وهدأتْ من روعها ، حين تسارعَ نبضها كثيرا، وأحستْ القوةَ 

في أوصالها تدفعها للبوحِ الشَّفيفِ ، 

سارتْ بجرأة يخالطها الحياءُ ،نظرت إلى الياسمين فرأتهُ كئيبا 

يلفُّهُ النعاسُ ، وتثقلُ أوراقهُ حباتُ الندى ، 

فنادتهُ قائلةً : عمتَ صباحاً أيُّها الوردالجميل ،

كم أنت َبديعٌ ، عطركَ جذابٌ ، وسحرك رائعٌ ،

أيها الوردُ ! إني أحبكِ جداً 

فافترَ ثغرُ الياسمين ضاحكا، وتفتحت بتلاتهُ ، ومدَّ أغصانهُ 

سجادةَ صلاةٍ لخصلاتِ الشَّمسِ الشَّقراء ، وهو يزرعُ جيدها 

العاجي بالقبلِ . 

وحين شاهدَ الأثيرُ مشهدَ العشقِ بين زهرِ الياسمين والشمسِ ،

 والسعادةَ التي غمرتْ قلبيهما 

اعتلتهُ الغيرةُ ، فسارعَ إلى شجرةِ التفاحِ التي علتها البراعمُ ، 

وعقدت أغصانها للزَّهرِ ، فأرسلَ اليها رسالةَ غرامٍ جعلها 

تتراقصُ حبوراً ، وتتهادى كحسناءَ فاتنةٍ ، ثم قبَّلها بحبٍّ ولهفةٍ 

فتفتحت أزهارها ، و تمايلت أوراق خصرها ،

مرنمةً أغنيةاللقاءِ 

العذبةِ على أوتارِ النسيمِ ، عازفة أجملَ سيمفونيةِ حبٍّ .

مرام عطيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق