طَيْفُ العِشْقِ
قالت:
أتَى طَيفٌ يراودُني
لِعمقِ الرُّوحِ يخترِقُ
ضِيا عَينِي يعانقهُ
ونُورُ العِشْقِ ينبَثِقُ
ُ
وكان الحوار التالي:
فقلتُ: فما عُدنا نجافيه
بذاتِ الوصلِ يحترقُ
فقالتْ: صَدى روحي يناديه
بِنا شَوقٌ فَأحترقُ
فقلتُ: يعودُ مِن صَدى روحي
وعِطرُ الشّوقِ يستَبِقٌ
فقالتْ: لهُ همسٌ يلازمني
لعطرِ هواهُ أرتَحقُ
فقلتُ: فلا حرفٌ يباعدني
فكلّ العشقِ أمتَشِقُ
فقالتْ: ولادمعٌ يفارقني
و لا الآهاتُ تفترقُ
فقلتُ: فبِتنا في الّلقَا ومضاً
و ضَوءُ العشقِ يأتلقُ
فقالتْ: وبانَ الّليلُ يحضننا
وضَوءُ الشّمسِ ينفتقُ
فقلتُ: وعادَ الصّبحُ في ألقٍ
و كادَ الّليلُ يختنقُ
فقالتْ: ودِفءُ الشّمسِ يلفَحُنا
و ظلّ الحبّ يستبقُ
فقلتُ: فما عادتْ طبائعُنا
لغيرِ الحبّ تعتنقُ
فقالتْ: شراعُ الوجدِ أرساني
بِبحرِ العشقِ أنعَتِقُ
فقلتُ: وعادتْ في الهوَى سُفُني
بِموجِ البحرِ تلتحِقُ
فقالت: لأغرقِ مرّة أخرى
بِعمقِ الشّوقِ ألتحقُ
فقلتُ: وغُصْنا في الهَوى سَفَراً
علىَ الصّدَفَاتِ نَسْتبقُ
فقالتْ: وعِفْنا كلّ أحزانٍ
و غابَ الهمُّ والأرَقُ
فقلتُ: وعادَ الرّوضُ منتشياً
و عادَ الزّهرُ يعتبقُ
فقالتْ: وكُلّ الخَلقِ يحسدنا
فقدْ قالوا وما صَدقوا
فقلتُ: لماذا الفرقةُ الكُبرى
فما كانوا وما شَهقوا
فقالتْ :فقد ذاعُوا بِفرقتنا
وطابَ الوصلُ وافترقوا
فقلتُ: ولا زِلنا نُعاتبهم
و دانَتْ في غدٍ طُرُقُ
فقالتْ: ومازالوا بِغيبتهم
يعانوا رغمَ مانطَقوا
فقلتُ: فلا نُرضِي لَهُم طَلباً
وهَلْ يَغْفو لهم أرَقُ
فقالتْ: سلوناهُم وما تركُوا
سجاﻻً بيننا عشِقوا
فقلتُ: وكنّا في الهوَى ألَقاً
وَ ضَاءَ القلبُ والحَدقُ
فقالتْ: وهامَ النّجم يَرمقنا
بِلَحظِ الودِّ ينطلقُ
فقلتُ: ففاضتْ من غَدي شُهُبٌ
وَلاحَ الفَجرُ ينبثقُ
فقالتْ: وغنّى الصّبحُ أغنيةً
يُنَادي كلّ مَن عشِقوا
فقلتُ :وجاءَ النّاسُ في رَغَبٍ
إلَى المَلقَى قَدِ اسْتبَقوا
حسين ملحم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق