الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

تسابيحُ عشقٍ: الشاعرة هدى محمد يحيى شاويش : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : وصفحة اقلام بلا حدود


تسابيحُ عشقٍ


أحرقتُ في نار الحبيب الأضلعا

وسكبت من عين الفؤادِ الأدمعا

و الدّمع كانَ دماً جرى متقطّعا

ذبحَ الخلايا والجوارحَ قطّعا

مع كلّ هذا صار قلبي أوسعا

ثغر المحبّة لا سبيل لفهمهِ

إلاّ بتحريقِ المحبّ بلثمهِ

فمن ادّعى حُبّا وعاش بوهمهِ

من غير أن تلقى الجراحَ بلحمِهِ

فقد ادّعى وهماً ومات بما ادّعى

سيف المحبّة غاص شوقًا في دمي

و الآه مثل الخمر ذابت في فمي

فُتِحَتْ جراحي داخلي كتبسّمِ

فلسيفُ حبّك كانَ فيّ كبلسمِ

ومن الرّوائعِ في البدائع أروعا

قلبي إليكَ بحبّهِ هو طائرُ

ودمي على شفة الجراح يكابرُ

فلِسفكهِ بسيوفِ حبّك ناطرُ

حتّى تسافر مهجتي وأسافرُ

شوقا إليكَ وبعدها لن نرجعا

الموت حُبّاً كان سعي كرامتي

و بهِ تكون مرافئي وسلامتي

والعيش دون الحبّ ميتة حالةِ

يا حبّ خذ كلّي فإنّك غايتي

زدني وزدني إنّني لن اشبعا

يا حبّ لو بلظى السّعير كويتني

و صلبتني وذبحتني و حرقتني

و ذرى زفيرك ذاك ـ صَفوةَ ـ معدني

سترى بأنّك موطني وتكوّني

وترى الرّماد مغرّدا مستمتعا

فكذا هو الحُبّ الحقيق النّاجحُ

من عاش ـ صدقاً ـ عشرهُ هو رابحُ

يا ربّ حبّك في فؤاديَ واضحُ

والعذب مُرٌّ ـ دون حبّك ـ مالحُ

والجنّة الكبرى لظى و ردىً معا

هدى محمد شاويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق