الأحد، 12 يناير 2020

الشاعر كامل عبد الحسين الكعبي : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020



نصوص أدبية



 ق . ق . جتَيْه 
نَسوا أنهم في مهبِّ الريحِ وسطَ بحرِ الظلماتِ ،
أومأ إليهم أحدهُم بخرقِ المركبِ وأشارَ حكيمٌ لخطورةِ الموقفِ ،
 انساقَ الجمعُ لتلكَ الإيماءةِ بعدَ أنْ أعاروا جماجمَََََهم للريحِ فأدركَهُم الطوفانُ وصُودرَ المركبُ كغنائمِ حَرب .
............................................................

ثَبَاتٌ مُرْتَبِكٌ 



أَوَترحلينَ !؟ وأناملي المتشبثةُ بأطرافِ ثوبكِ ملأى بالحنينِ ، أتتبعُ آثارَ قطراتِ الندى المضمخة بالصقيعِ أقتفي مواطئَ أقدامِ الشمسِ أركنُ لهزيمِ الريحِ أصرخُ والصدى يتردّدُ في الأعماقِ ولهُ نشيجٌ كورقةٍ تشرينيةٍ أنا معلق بأغصانِ الماضي أرمقُ صفحات انطوتْ كموجٍ مسرع الخطواتِ لا أدري متى يحلّ المشهدُ الأخيرُ من فصولِ الذكرياتِ لذا سأرحلُ مع رمالِ الشوقِ محتسياً لهيبَ الهجرِ أبحثُ في تجاويفي أفتشُ في خبايا الوجدِ تحتَ ركامِ أوردتي وفي صحراء تكويني عن ترانيمِ ألوانٍ تدلّتْ من أهدابِ عرشكِ أطيافاً علىٰ مرايا النهارِ
فأطفأتْ شموعاً كَمْ سهرنا علىٰ ألقها ورسمنا خرائطَ أحلامنا على دفْءِ سكونها ،
 آه آه لفلتةِ الحروفِ من بين مقابض الكتمانِ كنزعِ الروحِ علىٰ حين غفلةٍ بينَ التوقع والشرودِ ،
 إيه يا دنيا .. ثابتٌ فينا ارتباكُكِ مربكٌ فيكِ الثبات .

.................................................................

مسكةُ عقلٍ في همسِ الجنون 

الريحُ تعصفُ بالنوارس تسلبُها زغبَ البراءةِ في عتمةِ الدروبِ وأسماكُ الزينةِ تبلعُ الطُعمَ المعتّقَ منذُ ألفٍ ونيف ، ليستْ تلكَ القرابينُ في نسختها الأخيرة إنّها رِحْلةٌ بلا مسافر بينما حوت الشرِّ في ترقّبٍ وانتظار يتوارى خلفَ متاريسِ التجاهلِ والإهمالِ يقتفي هُنا وهناكَ فاغراً فاهُ يبتلعُ خلسةً ما تناهى لهُ يحفظُ سرّ الموتِ في عينهِ الوقحة يستعجلُ الغرق ، وهناكَ مَنْ يهدهدُ مهدَ الفجرِ بيدٍ ويغتالُ بالأخرى وجهَ الصباحِ ولازالَ رأسي متدلِيًّاً في فمي يكظمُ أنفاسَ التناهيد رغم أني لا أخشى مرارةَ البوحِ فقدْ تجرّعت ُالحنظلَ في مواسم العنبِ وركبتُ الصعبَ في أزمنةِ اليسرِ لكنّني أخشى اغتيالَ الكلمةِ علىٰ صخرةِ الصَمَم وفي مسالخِ التعتيم فتُغيّبُ الحقائقُ خلفَ ستائر الضبابِ بينَ أشواكِ التعب وأجنحة الغمامِ ، لا بُدّ منْ مسكةِ عقلٍ في همسِ الجنون ، ربّاه ما هذا الوجعِ الصامتِ في هدأةِ الليلِ فعلىٰ جبل التيهِ تنتحبُ الفراشاتُ وتصمتُ العنادلُ فقدْ لا يدركها الربيعُ ، فمَنْ يشتري العتمةَ بالسراب !؟ لقدْ أعيانا النفخُ في الفراغِ والسيرُ بينَ القضبان والأفقِ المسدودِ فأدمنّا الصلبَ علىٰ جذعِ الزيتون .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق