الاثنين، 13 يناير 2020

الشاعر غسان ابو شقير: مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020




نصوص شعرية



عويل الصبح
عند أول ضرس من أنياب الوجع استيقظت


وعلى مخدتي مداراة من نزيف البؤس الشديد

كان منديل الوطن مكحلاً بالجمال

وملطخاً بترهات الفوضى

وكان الخوف كلباً مسعوراً

يعوي في أزقة المدن الثكلى

في كهوف الحيرة استقرت خفافيش الظلام

الوطن مذبوح,,

والخوف يطارد سراب الحلم الأبدي

إخوتي لم يعودوا إخوتي

ومصباح غرفتي معدوم الرؤى

من خلف نافذتي ينبعث هسيس من سواجع النور

في المآقي تجري شلالات سواجم النجيع

تغرق بكارة الصبح البريء

لم تكن هناك براءة للقداسة في عيون الأخوة

جاؤوا يتباكون على قميص قد من دبر

دم كذب وفي النفوس معبد للأوثان

عند أول ظهور كان الهيكل

مترامياً ومتساقط الجدران

لم يبق شيء من الأساس

حجريطوف حوله رهبان الكلام

أيها الشعراء الغاوون اشتدت رياح غربتكم

فادخلوا قلنسوة عباءتي وتدثروا في جلباب الصمت

فقد أخرجت نفسي من فحوى المعنى بسن من ذهب

وتربعت على عرش القداسة ملكاً حزيناً

في جعبتي أسرار و تاريخ غابر

وقائمة بأسماء الفاشيين

الذين شيدوا مقابرا على جماجم الموتى

وكبلوا أجساد الفقراء بسلاسل القهر

فلسطين لم تعد فلسطين

فالمسألة محلولة على الدفاتر ومجزومة

و لا تحتاج لطلاسم البراهين

والعرب طلاب مهذبون

ومأجورون

اقتلعوا الشوك من العيون

ومن دون إملاء وشروط دقوا مسمارا في نعش العروبة

وحملوا فوق رأسهم الفارغ .....

حمية الثأر والجنون

ورددوا شعارهم المعهود فارغ المضمون

اليهود باقون والعرب باقون

والصراع المحتوم سيدوم ويطول

والدم سيكون نهرا رافدا حتى حدود فلسطين

........................................................

ما زال شيء يريطنا 
يؤرقني الصمت الثرثار


وتغريني نشوة الكلام

فأبوح بالشكوى ..
وفي النجوى
أبث لواعج النفس الحَرة
و حمم الزفرات أطلقها في فراغ الغمام

مُذْ عرفتك فقدت مصابيح اللغة
عميت بصيرتي
وتوقفتُ عن الإنشاد
ويبن الأضلع نشبت نيران الوجد ضرام

فعمدت لتصاوير الخيال

دونت في خيالي آحاجي الغرام

كي أحظى بسهام الوصال بكمال التمام

قد تعنتت تلك المشاعر وأتعبتني,,,
باهتةٌ تلك الألوان

أزهار حانية قد خلت من رحيق الهيام

و السنابل ارتمت كحصيد المناجل
في حضيض التراب

يبست أغصاني المخضرة

سيقان أوراقها العذراء اعتراها الحطام

توشحت بسواد الحزن وارتد ت برقع الآلام

سَكرتْ الروح الجزعى من رهبنة الحروف

فأوقعها الصمت المتعنت ,,,
كوثنٍ حزين في جوقة الأصنام

طاف وهج القصيدة معنى ومغنى
في زواريب السراب

و غدا ما كان يننا ,,خصومة بُعدٍ و فصام

افترقت دروب مسعانا وتشعبت الرؤى

وبين العاشقين حدث عداوة وخصام

اتسعت دائرة البؤس وضاق رحب الكون

على كلانا تاهت الرؤى واندحرت في أبراج الأماني

والفرقدان اللامعان ابتلعهما ضباب الزحام

سطرت صمتي على ورق حيرتي

فمحت العواصف كثبان الكلام

ما زال شيء يربط الروحين رغم تباعد الأجسام

فلن تستطيع مشيئة قادرعلى فك ذاك الحزام

فإن لثمتْ شفاه غيري من بذخ شفاهي تستقي دفء اللثام

وإن استمدت عشقَ غيري استأثرت فاكهة من بساتين الحرام

لا أدري كيف انجرفتْ للمباهج والزخارف

وانسلختْ عن مضغة كونتها الأرحام

كيف انعتقتْ الروح من الروح وعرجتْ على مدارك الأوهام

في كِلَا الروحين عش طير زاخر بالوئام

هل ترتجي روح فقدت نصفها ,,
هنيىءَ العيش ولِذَّة السلام

يؤرقني الصمت الثرثار
فتبكي الروح الثكلى بحرقة الشوق على تلك الأيام

قد ضاعْت لهفة الأماني سدى ,,
ورملنا الزمان القبيح

وحلتْ التعاسة
و استطاب لها المقام

ولجتْ لأكناف الضلوع

وتخطتْ تراقي العشق وتحكمت بالزمام


.............................................

والروح جزعى

عشقتكَ ...
وفي الشوق تطيرُ الأرواح ..

تطيرُ
تنشلعُ من سجن الضلوع ..
ويُسمعُ لها صريرُ
أنا من توحدتُ فيكَ ..
وبعدُ ك أضناني
أوقعني في شراك الشوقِ ,,
وغدوتُ أسير
في غربة الروح ,,
حنين العبير للزهر ,,
يبكي الضوع مأسورا
ويتطاير مع الأثير
أنا في بكاء الناي تحنان
صفيرالقصب المشتاق
لضفاف الغدير
مازالتْ الروح تشتاق ,,,
والاشتياق إليك فيضه كثير
إلهي ..
ماكنت أدري كيف اللقاء,,
ولاكيف المصير
الروحُ جزعى للروح ٍ ,,
وأنت بها عليم خبير
تئنُ باكية ً تتضرع للضرع ,,
تأبى الفطام كالرضيع الصغير
ليتكَ تضم جناح الروح للروح
إلى الصدر الكبير
وتطعمها الراحة من بعد قلق ,,
لتستكين قريرة العين
وتغفى في السرير
لازالت الروح في اغتراب ,,,
تتلظى من لهيب السعير
في سجن البدن ضياع وسلوان
وبحر من عذاب القهر مرير
لن تهجع الطفلة حتى تلتقي بأمها
من بعد الفصال
وتجد القطعة من يواسيها
ويكون لها سمير

........................................

 وينهج الشعر 

أوراقي البيضاء سجادة الفكر
وصلاة الوطن المثقوب على أسنة الرماح

والقلم العابد مصلوب على قبلة الرياح
يهرطق الحروف مابين السطور
وينهج الشعر من علقم المداد
يلج ربيب السجون قوانين الوجع
وبوابات الجحيم أعدمها بكرباج الظلم
وسيف السياف صارم ومصقول
يتحين الفرصة
يتمتع بالحرأة
يتفنن في جز أعناق الكلام
تعنيني أغاني العصافير على شرفة الصباح
وشروق شمس الصبح على القضبان
نواح الثكالى,,
هدير الموج على الضفاف
تتثائب الحروف من السهاد
ويتلكأ الصراخ على منحدرات
الدم المسفوح
و على روابي الأمس يتشظى
البارحة غادرنا باكياً لاعناً شاتماً
ناقماً شامتاً على موت القديس
تهادن الحروف القاتل
كي يستقيم لسان النوم في العيون
تتوعك القصيدة من ثوب الدنس
الذى غطى جسد الحكاية ببرقع الترميز
الموت آخر وجه للألحان المخنوقة على شفاه الأوتار
وآخر شبر لقيثارة الأمل البعيد
ولترانيم الحياة الأبدية على نسمات الوعود
تراكمت دموع السماء في العيون
وانهمرت في فترات الشتاء الكئيب
من الملح تسقى الزهرة العطشى
حنين في تربة القلب الدافيء
ولشقائق النعمان لون البنفسج
تصبغ بالحناء من الجرح الدامي
أصمت أيها الوجع الممتد كالخنجر المسموم
في أزقة العيون المخزقة
والممعنة النظر إلى الشعاة الحمراء
وتمدد على على سرير الصمت
والفظ الأنفاس الأخيرة
قبل إعلان موتك أجعل شكل الغزالة وشماً على زند
غجري عاشق للبراري وللخيول السائحة في الغابات
وارسم شكل الرغيف على بطن طفل بائس
أضاع ثدي أمه تحت الأنقاض
لا تسعل كالمسلول اكتم سعالك المسموع
ففي جلبة الحروف يعلو صوت البارود
يختفي صوت السعال المخنوق في زنازين القصيدة
مقضومة الحنجرة
فالترحل لعبة السياسين عن الخريطة
فالأرض عذراء شريفة
خضرة المراعي تناغي الفراشات الطليقة
من التراب ينتفض العشب الجريح
ويحلق في السماء كالباز الجارح
ومن العار والغبار سيمسح مرآة السنين الكئيبة
قد باعوا جلدك لصانع الكنادر ليصنع بسطارا
يدوس على الأجساد
وباعوا شعر رأسك ليخيطوا بذلة للسجان
تزمل بعباءة الصمت وامضع القهقة في الصدر
وابتلع حذوة العبيد
واشرب قهوة انتصارتك في خوذة الحلم
وانتشي نشوة الصمت بهدوء

...............................................................

الشاعر والقصيدة
 توقفت عن الانشاد ,,
خانتني الأيادي

والكلمات ولم تعدْ تأتِ أكلها
كلُ شيءٍ على مايرام ,,
أكمام القصيدة تعرت من الرداء
وغاصت الأقدام والخطى في الأوحال حتى الركاب
من أين سأبتكر قماشا يزركش الكلمات
لأجلل الأكتاف
وأزف العروس البيضاء للمحافل والمنصات
حذاء السندريلا ,, لم يناسب قدم العروس
المدعوون يتهافتون للمهرجان
يتهامزون ويتلامزون
يكفكون ضحكاتهم عند أول ظهور
ويتغامزون
وحين تدير ظهرها للعبور
يقهقهون
شرعت صدرها للعيون
فوثب النهدين بجنون
أزرار قميصها حنون
تفتقت العرى وعلى ثغرها اشتعل الجلنار
على كنار فستانها تغنى الرمان
من الأوكار تتقافز الأرانب
وفي أكناف أعشاشها النائمة
تغرد العصافير بصوت حنون
تهذي الحروف أحيانا
وتكون قديسة للدير وراهبة للمكان
تشعل الشموع وتحرق البخور
في صومعة الحروف تتزمل
وفي بردة الخشوع تطيل السجود
ناسك الحروف زاهد متقشف صام عن الكلام ,,
يتعبد الجمال
وفي جلال الحروف أطال المقام
قصيدتي وُلِدتْ مخدوجة ,,مبتورة الأعضاء
تتسول الكلمات من نواصي الشعراء
ردائها العتيق ترقع ببرقع الكلمات
توقف عن الإنشاد,,,كف عن الهذيان
أما تدري أن الشعراء ,,,مصابون بداء الفصام
رغم التعاسة ينمشون الكلام
يبهرون الكلام
يغتسلون من ترهات الكلام
يبتعدون حقبة من الزمن
عن الواقع المحتكر ويباتون في مغبات الأحلام
ويرتبون مواعيدا زاهية الألوان,,
للقادم من الأيام
كلماتي يا أميرة أحزاني من العلقم
ومن حنظل الدفلى تشبه حياتي
فلن تكون أحلى من السكر
و لن تكون في عيون الناظرين زيزفون معطر
تتسربل الحروف في عباءة الصمت
على شفتيّ تصاب يالزكام
أعطسها من منخري لتتفتح كالأقحوان
من صليل الثلج على أغصان الرعود
تتبرعم الكلمات
أصابني فصام الشعراء ,,
سأصفف كلماتي على الندى
وانثرها على فجر المدى ,,
ولن أتوقف عن الانشاد


..........................................................

 الشهيدة 
تاه النشيد..

وعلى الدرب الصعب تضائلت الأغاريد

خشعت الأصوات في قيوم السموات

وخفتت أصوات المواويل

وعن فستان الشهيدة تلاشت الزغاريد

الحرب عظيمة وخسارتها جسيمة

كنت الشهيدة ومهر الوطن الغالي

ولحن البقاء

الرصاصات اللتي أوغرتها إلى صدرعدوك
لحن البقاء ..

أدافع عن الحب ليزهر الكمثرى
على شجر الوجود

قتلوك,,
وقتلوا آخر رمق في الشرايين

أنت الرهينة وأنا أسير الأحزان

كفنوا الندى بالضباب

ونثروا الورد فوق الركام

طمسوا عيون الصبح

وغيروا شكل النهار

حطموا الأزهار في حديقة الدار

تركوا الصورة معلقة على الجدار
من غير اطار

ياشهيدة الأحزان زماننا زمن العار

قتلوا ,,العيون الجميلة
وتركوك ساخطة حزينة

اصطادوا التغاريد فوق الأغصان

اصطادوا عصفورتي الجميلة
في باحة الدار

برصاص الغدر اشعلوا النار

قتلوا,,
نخلتي الودودة على الشطآن

اصطادوا زغاليل الحمام في الأعشاش

خنقوا الهديل في حناجر الصغار

روَّعوا الحمام

تركوني في السراب,,
أبحث عن الاشلاء بين الحطام

ذنبك الوحيد. إنك الأميرة

قتلوك يا أميرة و شنقوا الأحلام

تركوا صوتك بين التراب
يصرخ غاضباً

أمات الضمير أمات الإنسان

لم تموتي يا أميرة,,

فأنت باقية على مر الزمان

شوكة في عين الطغيان

ستبقين الشهيدة

وصوت الأغاني على شفاه الأحرار


...............................................

 تعالَ 

جن الليل وطال الانتظار,,
من خلف النافذة أرصد الزوار..

كل الوجوه التي حضرت غريبة الملامح ,,,
لم تشبه وجهك
أين وجهك غاب ؟
إلى أين رحلت ياقمر
وعلامَّ اختفيت وراء الضباب
مساءً أقف خلف النافذة أراقب الأقمار..
هذا الظلام مخيف من دونك
وهذا الليل كئيب
متى ستعود وتطرق الباب ؟
كي أركض إلى حضنك وأعانق الآياب !
ياحاضرا في القلب رحيلك غير الأطوار
ياسنونو العمر رد الربيع للقلب
وامحق لهيب الأحزان
تعال واملأ الأفاق بالصوت الحنون
تعال واحكي القصة كي أنام
وأطوف في الأحلام
تعال نضحك ,,
نغني ,,
نركض في أرض الدار..
فأنا منذ رحيلك طفل يتيم
مكسور الجناح
يعيش في الخيال
يفتش عن ظل البراءة في طيات السراب..
تعال ياأبي تركت الباب موارباً
فالحياة من دونك غدت يباب

...........................................................

هذا هو السؤال


هذا الأ خطبوط المتجذر في عنق الحوجلة


شريرٌ أرعنٌ يرعى البحار

رمى أذرعه واستولى على الأعماق

وهذا الظفرنشب في الاحداق واخترق الأضلاع

خفاشٌ أعمى يضرب بجناحيه

متعلقٌ في سراب الأفاق

متى يزول ؟ هذا هوالسؤال !

وهذا الأمل الذي أجتاح الكيان

يشد تلابيب الصباح

بغلظة كفيه ويصارع الإشتياق

متى يتحقق.؟ هذا هو السؤال!

وهذا الحب الخجول

غادر على بساط الريح من غير شراع

يرنو للحظات اللقاء

متى يعود..؟ هذا هو السؤال!

متى يظفر ثغر الطفل المصاب بالإختناق

بإبتسامة تسكن الأنين

و يردد أغنية الحنين

من صداه الحزين يرتسم الموال على نافذة الفجر الموصود

ضاقت رحابة الأ رض ذرعاً من طيور الرحيل

كفاك أيها الحلم القابع والغائر في الشرايين رحيلاً بعد رحيل !

أطلت الوقوف عند معبر الولوج

وأطلت النظر في الحروف المكتوبة على تأشيرة الوداع

مزق أوراق السفر وكل السبل

وارسو في فوضاك العارمة فحواسك مفعمة بالنشوة

بخط يديك أكتبني ذكرى جميلة على رمال النسيان

ودَعْ الأمواج العاتية رفيقة الدرب والبحر

تحمل أصداف ألأوجاع وتنثرها في حقول الغربة !

نازفٌ من أهوال الجحيم

و الشواطئ تجرفني إلى جزر الإغتراب

ينكسر صمت الإنتظار على دروب التشرد

و العيون تقبع في المحاجر وترصد ضوء النهار

أرتل أغنية الضوء على وجه الماء

فقد تأخر حصان الرهان

في مضمار الجري أعرج وحيدا من غير قرار

من سيجر عربة المواسم إلى بيادر الأوطان

متى سيكون الحصاد ؟ هذا هو السؤال!

ياقمحاً شامخاً فارغاً في حقول الخريف

سنابلك أصابها الرماد والمناجل الصدءة

لم تعد تقدح نار

كيف سيتم الإشتعال ؟ هذا هو السؤال !

عروس الزيزفون تناشد القمر أن يضيء الليل بسحر الحكايات

و يمكث رويدا في بيادر الصيف,, هناك تقام حفلات السمر

ومراقبة النجوم الساهرة التي تأبى الأفول

يزغرد البارود حتى يطلع الفجر الخجول من مخدعه الوثير

هناك تتشابك الأيادي وتقام حلق الدبكة على ضرب الطبول

وبصوت المزمار يغني الشاعر المقهور موال العودة

أيختنق الحوت في البحر ويعم السلام ؟ هذا هو السؤال !

أتعود العصافير إلى أعشا شها وتملأ الافاق ؟ هذا هو السؤال!

متى يغادر الخلد الأعمى حقل القمح

وتعود الشمس فارهة الطول مشرقةً على بيادر الحصاد

.........................................................................

سأرثو نفسي قبل موتي 

سأرثو نفسي قبل أن ينساني الكثير
اليوم أنا بينكم ضاحكاً ,,,

وغداً في قبرٍ حقير
عشت في هذه الدنيا متباهياً
وبين الأمراء أمير
تراني زاهداً متعبد اً
وبين الفقراء فقير
و تراني بين الذئاب مزمجراً
كأنني رعدٌ وزمهرير
وبين الأطفال ألعب وأمرح
كأنني الطفل الصغير
وبين الشيوخ والعجائز
أنا شيخٌ حكيمٌ كبير
وبين النساء والصبايا
أكون الاقحوان والعبير
أنا شاعرٌ في الحب
أرثوك يانفسي
كما لزوجته رثى جرير
اليوم أنا بينكم ضاحكاً
وغداً في قبرٍ حقير
تاركاً دنيايا وجمالها
وذاهباً إلى مثوايا الأخير
كم كان ليْ من ذكرياتٍ وأحلامٍ
وكنت بها أطير
وقصص عشقٍ مطرزةٍ بالحرير
كم كان ليْ من أعمال خير
سرت بين الناس و كنت بالخير جدير
وأعمال شر يندى لها الجبين
اقترفتها بيدي ولساني وكأنني اللهب والسعير
أرثوك يانفسي بكل حزنٍ
على عمر قضيته قليل الفرح مرير
أودع الدنيا وكل أحبتي,,, لاتبكوا عليَّ
وترحموا على العبد الفقير
أتيت إلى الدنيا كرهاً ,,والرحيل ليس طوعاً
تلك هي التقادير
رحماك ربي ,, إليك مآبي ,,فرفق بحالي
وتجاوز عن ذنوبٍ اقترفتها جهلاً وعمداً
فأنا العبد الصغير وأنت الملك الكبير
رحماك ربي ,, في وقت ذلي
إن وقفت على بابك لا تطردني
فأنا العبد الضعبف وأنت الملك القدير

...............................................................


مجارة لقصيدة أبو نواس 
( حامل الهوى تعب )

 دعوة للنهوض
قَد ْأصَابَهُ الخَبلُ * مِن ْ حُثَالَةِ العَرَبُ
صَارَ جُلَ فَخْرُهُمُ * في حَضِيْضِ التّرُبُ
وانْبَرَتْ عُهُودِهِمُ * بَيْنَ أعواد القَصَبُ
أَسْتَعِيْذُ مِن ْعَيْنٍ * شاخصةٍ بلا عَتَبُ
يابلادُ آلَ يَعْرُبُ *حَالِ أَمِرِكُم صَعِبٌ
في ظلام ليل بدا *كالضرير المحتطب
قد تغير شكلكم * حين ضاع النسب
واعتلا صدى الهمسِ*صارخاً من الغضب ..
ساخطاً لما جرى * من قبيح العجب
لا تسل عن الخبر * قد عرفت السبب
تاه ميل ضوئهم * عن دروب الهدب
قد خبت نجومهم * من فتيل العطب
قد كبت خيولهم * في ميادين اللعب
زال فجر نورهم * فاستجاروا باللهب
بات يشكو في أنين* حين داهمه النَّصب
كان يرثي ما ضره * من هموم التعب
فالبكاء وأن مضى * لن يعيد ما ذهب
لن يعيد مجدنا * كثر ضجيج الصخب
وانشغال رأينا * في أحاديث الشغب
إن أردت ماذهب * هيّا نسعى بالطلب
يا منابر الأدب * حرّضوا إلى الأرب
الشاعر غسان أبو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق