الأحد، 1 أبريل 2018

أصابِعي :الاديب الشاعر احسان الخوري : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود 2018:@حقوق النشر والتوثيق محفوظة /2018


أصابِعي 




ماذا يجري داخلَ الرِّيحِ ..!

هلِ السَّنابِلُ تُوَشوِشُكِ ..
هلِ الأمرُ عن دَلالِكِ وهوَ يَفيضُ ..
أم عن نهديكِ يصدحانِ بينَ أشياءِكِ ..
أم عنْ شفتَيكِ تَدلُقُ النَّبيذَ ..
أم عن جيدِكِ وهوَ استراحةُ القُبلِ ..
أم تدورُ كلُّها عن اكتمالِ أُنوثتِكِ ...
كلُّ الخياراتِ عندَ رَمْشَةِ عينيكِ ..
أصابِعي عَمياءَ ..
ترغبُ أن تتلمَّسَ قطعةً قطعة ..
تتلمَّسَ شَامَةَ ذاكِرَتي ..
تِلكَ المَركونَةُ علىٰ الخاصِرةِ ..
تَعبَثُ بالحَواسَّ عِند أبوابِ السُّرَّةِ ..
هيَ تَعرفُ مَخابئَ الإثمِ اللذيذِ ..
ونِداءاتِ السَّاهراتِ من أطعمةِ الجَسدِ ...
فَتُلوِّحُ لِتوتٍ نامَ حُلْمَينِ ..
سَمِعَ مُواءَ النَّهدينِ ..
وتِلاواتِ الخَمرِ الشَّديدِ ..
فَمَسَّهُ جُنونُ العَبقِ ..
بكىٰ التُّوتُ..
صَرخَ ..
تأجَّجَ بِتيهَانِ عِشقِهما ..
ناطحَ زمنينِ ذاكَ القَيدَ المَتينَ ..
هوَ فكَّرَ أن يخونَهُما مع إحدىٰ القُبلِ ..
لكنَّهُ اتَّكأ ينتظرُ سُهادَ التَّنهيدِ ..
وحُضورَ تَجَمُّعِ القُبُلاتِ ...
أصابِعي لمْ تَفقدْ الوعيَ ..
أيَّةُ شَهْوَةٍ تَمتلِكُ ..؟!
هيَ قادِرةٌ أنْ تَهزَّ أروِقَةَ الفُؤادِ ..
هيَ لازالتْ تتذكَّرُ شفتَيكِ ..
شَفتاكِ المَعجونَتانِ بِمُذابِ النَّارِ ..
فتُرتِّبُ أصابعي نبوءاتُ العرَّافةِ ..
وتَرشُّ عليهِما العِشقَ الفاضِحَ ...
وَيَحدثُ ألَّا تُدقِّقَ الرُّؤيةَ ..
فترتبِكُ في الدُّروبِ الضَّيِّقةِ ..
تتسلَّقُ الجدائلُ السُّودَ ..
مُتشاقِيةً كالعاشِقينَ ..
تتسلَّلُ ..
تَلْعَقُ الدِّنانَ ..
تُلملِمُ مُتراصَّ الغَضِّ والبَضِّ ..
وتَختلي بِتَفاصيلِ البِدايةِ والنِّهايةِ ...
ماذا لو سقطتْ في إحدَى الحِمَمِ ..!
قبلَ أنْ تَتَسرَّبَ في الغِوايةِ ..
هلْ هُناكَ فِكرةٌ للانْهِزامِ ..
أو ثمَّة ارتباكاتٌ في أمكنةِ المُحالِ ... 
تَتَباطأُ الضَّوضاءُ ..
تَتَرنَّحُ الأَصابِعُ بِغُنْجِ الثُّمولِ ..
 فَيُدَوِّنُ الجَسدُ تارِيخَ هذا المُجونِ

احسان الخوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق