الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

الخيطُ الفضي : الاديب الشاعريعقوب زامل راضي : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : وصفحة اقلام بلا حدود



الخيطُ الفضي



ـــ هل تقدر أنت ؟.. هل أقدر انا؟.. هل نقدر كلانا؟!.



في طرف الكون أنت، وأنا في طرفه الآخر.. هل نقدر؟!.



في كل يوم يعود الى مدينة الاشجار، يقرأ بعض الغيب. يحاور 


أجنة الأشياء، وربما كان يسمع صوتها.

 تلك خبايانا، تتعرش في 

الصمت مثل أشنات في السواقي. نتحول أحيانا إلى دوائر،


 حين نتسع نضيع في المسافات الشاسعة.. نبتعد. 

الأشجار تظل واقفة، 

عندها نصير إلى مدينة أخرى.


كان هو يحب الضوء، ويحب المفاتيح، ويشتهي العناقيد. وكان 


يحب أن يحط نقاطا على الكلمات القديمة كي يتوضح معناها. 

حاول أن يتعلم كيف أن يكون صبورا كما تمنت أمه أن يكون. كما

 تعلم طرقا عديدة للكتمان، حتى أنتهى إلى موعظة مفادها، إن 

القميص الأبيض على الدوام يتعرض للتلوث على غير ألوانه 

الاخرى. لذا أعط قفاك أكثر مما تعطي صدرك وانتظر، حتى لو 

تهزّل لونك. تلك هي أول فاتحة مشاوير كتمانه. 


في مطلع صباه أحب فتاة بحجم سني عمره، وكان يحبها بقدر 


كبير من الكتمان والتروي، لكن بذات قدرته على الحب، كان 

يذوي عشقاً. وكانت هي أقل قدرة على البحوح، مما جعلها 

أكثرعرضة للتفتت جوى.

 هو لم يقدر أن يعالج قفله باي المفاتيح 

الممكنه لديه، وقت أنتظرت هي مثل أي قفل أن يعالجها لتنفتح

 اسرارها واساريرها. مرّ زمن. بهدوء مرّ ربما وبرويّة أيضا، 

لكنه أنتهى بسرعة أيضا. 

وكانت أول مرحلة من مراحل صبره الفاشلة. 


هنا كل المسافة تشير إليك، وكل اللمعان.. أنت تحب المسافة 


والضوء. ولأنك بت تعرف أسرار الأقفال تعلمت لغة المفاتيح، 

وكما تتشهى الأشياء أمنح روحك أكثر لمشتهى العناقيد؟.


في الليل، رأيتكَ ترتق قميصك الأبيض القديم، وكنتُ أسمع 


تهجيك توقا لمتعة العناق. ما زال العشق يذويكَ. كم ستنتظر

رؤية الكلمات المتربة القديمة لتحط عليها نقاطك.. 

مواجعك، كي تنمو عينيك شجرة أخرى في مدينة الأشجار.


ـــ أنا أحب الضوء، لأنه أنتِ. وأحب المفاتيح لأنكِ أكثر حلول 


أسرار نفسي. وأحب العناقيد لأنكِ لذيذة، وأشتهيكِ.


أستدار صوب وجهة لا تراه فيها، كانت روحه غائمة. يلتفت 


الصبي لأمه، يقول:


ـــ البرق بقلبي أمي... يتقطر بالأحمر والاسود، يتقطر 


بالصراخ. غيري قد يقدر، لكني لا أقدر.


وعندما عاد لوجهها مثل خيط فضي، أبتسمت في وجهه، كان 


ثغرها مثل فرخ عصفور.. هو يحب أجنّة الأشياء،سمعها تقول:

ـــ أنا أقدر. 


عندها تهزل القميص الأبيض بين يديه. ما عاد يتحمل الترتيق. 



لم تنحنِ ليراها، ولم تقطر مثله كي يراها،

 لكنهما ضاعا في قبلتهما البليلة زمنا طويلا.


كانت الاشجار في مدينة الاشجار على حالها. والمسافة كانت 


على طرفي أقدامهما.

 وكانا يسيلان مع ماءالسواقي مثل الأشنات.


لكن في اللامكان أيضا.

يعقوب زامل راضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق