الأحد، 6 نوفمبر 2016

الله ربّي:الاديب الشاعرعبد اللطيف محمد جرجنازي .: مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : وصفحة اقلام بلا حدود


الله ربّي



يامنْ له ُالطّيْرُ المـغـرّد ُســبـَّحا

والياســمينُ بنـَوْرِه ِقــدْ صـبـَّحا


يامنْ مَنَحْتَ الأرْضَ كلَّ فصـولـِها

وربيعُـها ثـوبَ الجمـالِ توشّــحا


يامنْ يســيرُ النجمُ يلهج ُباســْمِه

والشمسُ عــنْ قدَرٍ لها لنْ تبرَحا


والليْـل ُيَـتْـبَـعُـهُ الـنَّـهـارُ بآيـةٍ

والفجر ُيبسـم ُحينَ غازلهُ الضُّحى


وترى السـّــماءَ ببرْقِها وبرعْدِها

منْ يُسْقَ مِنْ جود ِالسّماء ِتفسّحا


كُحْلُ العيون ِإذا البسيطةُ أظلمتْ

ألقى الـتـحـيـة َبازغٌ مُسْتَسمِحا


والأرضُ فيها مِــن ْعجائب ِقُدْرةٍ

كلَّت ْمساعي مَن ْيغالبُ مَن ْطَحا


حبَّاتُ قمح ٍفي المشارق ِزرعُـها

بشمال ِأرضِ اللهِ تطْحنُها الرَّحى


سبحانَ من ْجَعلَ النّطافَ أجِـنـَّةً

ذكراً وأنـْثـى بالإرادةِ أصْـبـَحـا


وهوَ الذي دفـع َالأنامَ ببعضِـهـا

دربٌ لناموس ِالحـيـاة ِتـوضَّـحـا


أرْسى الجبالَ تـفجَّرَتْ جنباتُـهـا

مـاء ًفأحْـيـا العالمـيـنَ وأفْرَحـا


هذي البحارُ وسـُجِّـرت بإشـارةٍ

والفلكْ فــي لُـجِّ البحار ِلتمْرَحا


ياربّ أنت َخلقْـتَـني فـي صورةٍ

تعِس َالذي فـي خلقِ ربّي جَرَّحا


وجعلتَ لـي عـينـيـنِ أُبْصِر ُفيهما

درْبَ الهدايةِ فـي الحياة ِلأُفْلِـحـا

ً

وجعلْتَ لي أذْنا ًأصـيخُ بمَسْمَعي

أفلا أكون ُلِـمـا وُهِـبْـتُ مُسَـبِّحا


والقلبُ يقْبع ُفـي الصّدور ِمُغَذّياً

وعلى الخـدود ِالجُـلَّـنـارُ تَـفَـتَّحا


إنّي أنـا الإنســان ُأكـبـر ُآيــةٍ

نطقَ اللسانُ بكلِّ ضرْبٍ أفـْصـَحا


ياربّ جَـنَّـاتُ الـنَّـعـيـم ِلِـعـابـدٍ

والنَّـار ُتَـلْـقـى جاحِداً مُتَـبَـجِّـحا


ياباعثَ الرّسلِ الكرام ِعلى المدى

واخترْت َأحمدَ كيْ يكونَ الأصْـبَحا


يامُـنْـزِلَ القرآنِ دسـْتـور َالألـى

ماكان َفـيـهـم مَـنْ لأمْـرٍ أجْـنَحا


يامنْ حَـبَـوْت َالعقلَ آدمَ نـسْـلَهُ

وهديْـتَـهُ النَّـجْدينِ حتّى يَـصْلُحا


يممسكاً بالطَّـيْـر ِفي كَبِدِ السَّما

حذَر َالـوقـوعِ فلا نـراه ُتَـرَنَّـحـا


سخَّرْتَ ريـحـا ًكيفَ شـئتَ تريدُها

وأمامَ ريحِك َسوفَ يُمْحى مَنْ مَحا


ياربّ مـيـزانُ الـعـدالـةِ قـائـِـمٌ

كـمْ عاثِـرٍ عِـنْـد الوصولِ تأرْجـَحا


كُـتِـبَ القِـتـالُ وماالقِـتالُ لمَغْنَمٍ

لـكِـنّـهُ إحْـداهُـمـا فَـلِـتَـطْـمَـحا


ويافالـقَ الحـبِّ القسـيِّ مَغانـِيـاً

يا آمـرا ًبالـسَّـتْـرِ كيْـلا تفْـضَـحا


تحْـيـي تُـمـيـتُ وماعليكَ ملامـَةٌ

سَـبَـبٌ مِـنَ الأسْباب ِباتَ مُـلَوِّحا


ياربّ ستْرُك َفي الخليقةِ مُـعْجِـزٌ

والسِّـر ُّأضْحى للخليقة ِمَـسْـرَحا


طوبى لِـمَـنْ عرَفَ الحقيقةَ عالماً

طوبى لِـمَـنْ بالمَشْرِفـيّ تَـسَلَّحا

عبد اللطيف جرجنازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق