يوسفُ لا يعرفُ الحبَّ
ياحبيبي
أنا لا أستحي من الإعترافِ
بأنني
عشقتُ في زمن الحرب
أجملَ الرجالِ بشاعةً
ولن أستحي من تعليمِهِ الحبََََّ
وإنْ شاخَ من الحرمانِ
شيبُ طفولتِنا
على حافّةِ شارعٍ
وفي ظهيرةِ تموز
ولدتَهُ قصيدةٌ
لم تُغَيِّر يوماً عبادَتَها
خسارتي
بأن مقاعدها ألِفَتْ الرحيلَ
حتى قذفتنا قوافيها
للضفةِ الثالثةِ
وتدحرجتْ بين أعيننا رؤوسُنا
ليصطدمََ حظُّها العاثِرُ
بصروحِ المقابرِ التي أخترقتْ
أماكنَ أحيائِنا الجميلةِ
ياحبيبي
لا تسلْني
عن سنواتي فمازالت تمارسُ
هوايةَ الركضِ وخياطةَ جيوبِنا
التي أثقلها إفلاسُ صباحاتِها
من أرصفتِها المهجورةِ
ياحبيبي
إهدأْ وأغمضْ عينيكَ
طفلتُك العظيمةُ
لم تعدْ تخافُ رَعْدَ الخريفِ
ولا من نُزْهةِ الحربِ
قد كبرتْ فراستُها
بلعبةِ الحبّ
ومضتْ مع النفوسِ الميتةِ
تجرُّ الجثامينَ
إلى حفلٍ يرقصُ الكلّ بمأتَمِهِ
لم تعِ صوتَ النايّ
وهو يوقظُ شعيراتِها الصغيرةَ
على جلدِها النعومِ
حتى أنتحبتْ الشموسُ
على آخرِ نزْفٍ
من غصنِ الكافور
إبْيّضَ الدمُ من شَرَفِهِ العاجيّ
يوسفُ
لا يعرفُ
الحبَّ
ولم يخطِئْ يوماً إصابتي
نيسان سليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق