الجمعة، 11 نوفمبر 2016

‏يوسفُ لا يعرفُ الحبَّ: الاديبة الشاعرة نيسان سليم رأفت : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : وصفحة اقلام بلا حدود


‏يوسفُ لا يعرفُ الحبَّ


‏ياحبيبي

‏أنا لا أستحي من الإعترافِ 

‏بأنني 

‏عشقتُ في زمن الحرب 

‏أجملَ الرجالِ بشاعةً

‏ولن أستحي من تعليمِهِ الحبََََّ

‏وإنْ شاخَ من الحرمانِ

‏شيبُ طفولتِنا
‏على حافّةِ شارعٍ

‏وفي ظهيرةِ تموز

‏ولدتَهُ قصيدةٌ

‏لم تُغَيِّر يوماً عبادَتَها

‏خسارتي

‏بأن مقاعدها ألِفَتْ الرحيلَ

‏حتى قذفتنا قوافيها

‏للضفةِ الثالثةِ

‏وتدحرجتْ بين أعيننا رؤوسُنا

‏ليصطدمََ حظُّها العاثِرُ

‏بصروحِ المقابرِ التي أخترقتْ 

‏أماكنَ أحيائِنا الجميلةِ
‏ياحبيبي

‏لا تسلْني

‏عن سنواتي فمازالت تمارسُ

‏هوايةَ الركضِ وخياطةَ جيوبِنا

‏التي أثقلها إفلاسُ صباحاتِها

‏من أرصفتِها المهجورةِ
‏ياحبيبي

‏إهدأْ وأغمضْ عينيكَ 

‏طفلتُك العظيمةُ

‏لم تعدْ تخافُ رَعْدَ الخريفِ

‏ولا من نُزْهةِ الحربِ

‏قد كبرتْ فراستُها

‏بلعبةِ الحبّ

‏ومضتْ مع النفوسِ الميتةِ

‏تجرُّ الجثامينَ

‏إلى حفلٍ يرقصُ الكلّ بمأتَمِهِ
‏لم تعِ صوتَ النايّ

‏وهو يوقظُ شعيراتِها الصغيرةَ

‏على جلدِها النعومِ

‏حتى أنتحبتْ الشموسُ

‏على آخرِ نزْفٍ

‏من غصنِ الكافور

‏إبْيّضَ الدمُ من شَرَفِهِ العاجيّ

‏يوسفُ 

‏لا يعرفُ

‏الحبَّ

‏ ولم يخطِئْ يوماً إصابتي

نيسان سليم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق