السبت، 15 ديسمبر 2018

أديب في أسطر : بقلم الاديبة تماضر وداعة: مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود :حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2018



أديب في أسطر




الشاعر يونان هومه



شاعر تعلق  بجذور التاريخ وتوسد الحضارة عندما ولد بارض الحرية التي لا يحدها حدود في ارض اشور بين سورية والعراق، الشاعر (يونان هومه ) هو شاعر سوري من جذور عراقية اشورية أخذت الغربة منه مأخذا وأعتصره الحنين فترجمها إلى قصائد تنير درب مستقبلاً حالماً زاهراً بالسلام والأمل.
 فهو احد المشاركين بتأسيس الحلقة الثقافية الآشورية و جمعية هكاري الخيرية الثقافية .شارك بالعديد من الأمسيات الشعرية التي أقامتها الجمعية العراقية الأمريكية و الحلقة الثقافية الآشورية , كما قام بالمشاركة في جميع المناسبات القومية التي يقيمها أبناء الجالية الآشوري في أمريكا وعلى الرغم ان بداياته كانت مع القصة القصيرة و لاحقا ً بدأ بكتابة الشعر.
يمتاز شعر يونان هومه بمشاعر إنسانية و عاطفية و وطنية و قومية جـمـّة يرتاح لها المرء و  تغزو قلبه لأنها صادرة من قلب صادق ومؤمن بحب الوطن . قصائد صادقة في معناها و واضحة في أهدافها .


(وجهكِ الآشوري)

وجهكِ الآشوري
يمنح لي بشائر المطر
ويزرع بين طيَّات روحي
ياسمين الأمل
يا زهرة الربيع العابقة بعطر الفرح
إنّي أحبُّكِ
وحبُّكِ صفصافة خابورية
ترتّل عشق دمي
مَنْ لي سواكِ؟
تغرّد كالبلبل على أغصان قلبي
وتهطل عليّ كزخّات المطر
تنعشني بأنفاسها المعطّرة
مَنْ لي سواكِ؟
تمنحني الحياة برقّتها
وتهبني هدية العيد في كل قبلة..
في عينيكِ
أرى بابل على مدِّ الريح شامخة
أرى نينوى
تغتسل بنور الصباح
كعروس تتهيّأ لاستقبال الملك
القادم على صهوة الإشتياق
والزغاريد
وصوت الطبل، والمزمار في كل مكان
إنّي أحبُّكِ
وجهكِ الآشوري
سمفونية بابلية
تصدح بها حناجر الأنبياء
ملحمة سومرية
أقرأ بين دفتيها تاريخ الجبابرة
أنا العاشق القادم من عمق التاريخ
أنا كلكامش
أبحث عن سرِّ الحياة في لغة عينيكِ
مَنْ يدلّني على القصيدة المفقودة؟
أين أنتَ أتونابشتم؟
اللغة الأبجدية التي تعلمتها على يديكَ
لم تعد دارجة اليوم
لقد فضّوا بكارتها وهي في أول الطريق
ماذا نفعل كي نبقى
ونحن نأكل الرغيف الممزوج بدم الهجرة؟
ماذا نفعل والجميع يهاجمنا يبغي قتل النبي؟
أرقص كالغجري كي أكشف وجه الحقيقة
إنَّا في زمن التلاوين
مَنْ يبغي الوصول
عليه أن يغتسل بالدم
قبل أن يصلّي في الهيكل
 صلاة الفجر.

السيرة الذاتيـة الموجزة

 الشاعر (يونان هومه)

* ولد يونان هومه في ٢٧-٢-١٩٥٨ من أب وأم آشوريين في قرية تل نصري الواقعة على ضفاف الخابور في سوريا من عائلة فنية وأدبية اتخذت الزراعة مهنة لها، كبقية أهل القرية، واتصفت بالمحبة لكل البشر،وكان لا يزال حبها للوطن من أقدس الأشياء لديها.
* متزوج من السيدة أنطوانيت يوسف عام ١٩٨٢ ورزق بثلاثة أولاد وهم - نينوس- بيلوس- آشورينا
* بدأ بالكتابة وعمره لا يتجاوز الخامسة عشرة
* صدر له في سوريا
١- الرحيل عبر مرافئ الذاكرة عام ١٩٨١ عن مطبعة الجزيرة في مدينة الحسكة-سوريا
٢- عصفورة الخابور عام ١٩٨٨٨ عن دار سومر للنشر في مدينة حلب-سوريا
* في الثاني عشر من شهر كانون الثاني عام ١٩٨٩ سافر إلى أمريكا لغرض العمل وتحسين وضعه الإقصادي ومن ثم العودة إلى أرض الوطن
 إلّا أن الحظ لم يحالفه لظروف خارجة عن إرادته ولا يزال ينتظر
* صدر له في أمريكا
١- نهرين عام ١٩٩٢ عن مطبعة نينوى في مدينة شيكاغو
٢- آشورينا عام ١٩٩٥ عن مطبعة نينوى في مدينة شيكاغو
٣- رياح الشمال عام ٢٠٠٣ عن مكتبة الإتكال في مدينة شيكاغو
٤- شهقات العشق عام ٢٠١٥٥ عن دار النشر أوما غيت في تكساس ومطبعة نايلس اكسبريس في شيكاغو
٥- جرح في خاصرة المطر

عام ٢٠١٦ عن مطبعة نايلس اكسبريس في شيكاغو
أما عن اصداراته التي تحت الطبع وسترى النور قريبا هي :
١- رحلة في جسد إمرأة
٢- جمهورية العاشق الحزين
*
 شارك في أمسيات شعرية والمهرجانات الثقافية المقامة في امريكا

*
ونشر قصائده في صحف ومجلات عديدة ورقية وإلكترونية

*
 له صفحة خاصة لنشر اهم القصائد ونتاجه الشعري والادبي. 
* حصل على  عدد من الشهادات التقديرية والدروع والاوسمة في كثير من المنتديات الادبية.
*أجريت معه عدة لقاءات إذاعية وتلفزيونية علما بأنه يكتب الشعر باللغة الآشورية أيضا.
لمحتُكِ
تحصدينَ سنابلَ ذاكرتي
وقلبي
يرقصُ من الجوى
وأنا أراقبُكِ
هلّلتْ روحي على مسمعٍ منّي
وطارتْ أشواقي
تبغي لهجةَ عينيْكِ
تناول دواوينه عدد من النقاد البارزين ومنهم :-
(الاستاذة سوزان جميل) حيث 

تناولت ديوان (شهقات العشق) 

فكتبت تقول في دراسة رائعة عن المجموعة......


"في المجموعة تحضر الحبيبة، تحضر في القصائد، تتجلى في الوجدان وتتمثل في الحروف وتستحضر بالخيال. هي الحبيبة الأولى، الأرض، الزمن، الأهل وطريقة الحياة وارتباطها مع قدسية الكون. أين يعيش الشعراء الذين مازالوا يقفون على أطلال ذلك الزمن، غير البعيد كرنولوجيا، لكنه البعيد أشد البعد عن حياة اليوم، وأين موقعهم من الحياة؟
 الشعر هو انفصال عن العالم وإلا لما كان شعرا ولا أدبا، بالتالي فإن شعراء تلك الحقبة يقفون في منتصف الحياة، في مركزها الغائب وينظرون إلى الصيرورة، إلى المجرى، اللذين يغيب عن كليهما الإنسان ويختفي الحب المنشود الذي يرق القلب ويشحذ الوجدان.
 تدور القصائد حول معشوقة هي في قلب الشاعر وفي باطنه، لكنه يبحث عنها في الخارج، في الزمن البعيد. ربما حدث الاختلاط الذي دوما يحدث بسبب اختلاف العصور، فيظن الشاعر أنه يبحث عن المحبوبة لكنه في الواقع يبحث عن نفسه الضائعة في وجه الحبيبة التي قرأها مرة في ذاته، ولمسها بقلبه، وليست هي إلا هو. بطريقة أخرى هي وجه الله، هي الوجه المنشود الذي يأمل الإنسان الوصول إليه. ويؤكد ذلك التفاصيل التي يوردها الشاعر، فالمحبوبة غير معينة، شبه مجردة، لا هيئة واضحة لها ولا تفاصيل يومية، كما نرى ذلك في قصائد الشعراء الشباب الذين أضاعوا محبوبة الأعماق وراحوا يتغنون بمحبوبة يجدونها للحظات على رصيف محطة أو في مقهى…"

أما (
الأستاذ صالح جبار خلفاوي)..
فكتب.......
"لكل شاعر أحاسيس روحانية إضافة إلى أحاسيسه المادية فالشاعر إما أن يكون متأثراً بحالات إنسانية شمولية أو وطنية أو قومية أو عاطفية .أما بالنسبة لشاعرنا يونان هومه فإنه شاعر جميع الحالات انفة الذكر فيمتاز شعره بمشاعر إنسانية وعاطفية ووطنية وقومية جمة يرتاح لها المرء وتغزو قلبه لأنها صادرة من القلب لتغزو القلب صادقة في معناها ،وواضحة في أهدافها. امتاز بها الشاعر نتيجة تأثره بعوامل ومناخات مختلفة نجملها في النقاط التالية
١- طبيعة القرية ذات المناظر الطبيعية الخلابة والهدوء المخيّم عليها
٢- تأثره بعمه الشاعر آدم دانيال هومه
٣- كبار السن في القرية الذين كانوا يجتمعون للتداول في أموركثيرة
٢- حكايات جدته عند التسامر في الشتاء
 في ضيعتنا".
يضحك القمر في الصيف
ويرّتل الجدول الرقراق مزامير الصباح
للفلاح الذاهب إلى الحقل
وجدّتنا الأميرة ...على التنّور
والرغيف الساخن المرقّق
يرقص ويضحك كطفل صغير بين يديها
يعبق برائحة الفجر
في ضيعتنا
يضحك القمر في الشتاء
يختلس النظر من خلال ستائر المطر
وجدتنا الأميرة 
تداعب المغزل بجانب مدفأتنا الصغيرة
تروي لنا الحكايات الجميلة
والنعاس يتكئ على مقلتيها
ونحن نلحُّ عليها
أكملي يا جدتنا الأميرة 
أتممي الحكاية يا جدتنا القديرة
فتنهض بتثاقل تحت وطأة النعاس
لتختم الحكاية بهذه العبارة المألوفة
وعدتُ الآن بعد رحلة طويلة
وسلّتي مملؤة بالخفايا
من التين ، والتفاح، والعطايا
فواحدة لي.. ولكم بقية الهدايا
من كتاب آشورينا ١٩٩٥

ياسمينة الشام معروفة بحلّتها
طاب مساؤكِ يا شام
القلب في محرابه يعتكف
يرتّل تراتيل السلام
ماذا أبغي وأنا في غربتي
أعاني الأمرّين
وضحكة بائسة
تعلو قسمات وجهي
سلام يكفكف الدمع المدرار
وأمنية خارجة عن إرادتي
تكرّس ذاتي
يصطفق موج دمي
معلناً إشارة الوطن
إنَّ الوطن في القلب
وفي العينين
مهما كنتُ
ومهما كان الزمن 
أتلو صلاة العشق
للشام
وبغداد
وكلّ المدن في سوريا
والعراق.. ولبنان
 حبي الأبدي.

أجرى الحوار : مكتب الثقافة و الإعلام - فرع سوريا - الحزب الآشوري الديمقراطي
لغة الأم خفـّـفت من الشعور بالغربة
 - يبحث الأديب و الشاعر خصوصا ً عن فسحة من الحرية فهل وجدّت ضالتك في بلاد الاغتراب ؟
"لا أستطيع نكران هذا .. فهناك هامش كبير من الحرية فلا رقابة و لا قيود على الكتابة و النشر رغم وجود الكثير من الجهات الرسمية و غير الرسمية التي تراقب من بعيد كل تلك الأعمال المنشورة و المطبوعة و المسموعة ."
- هل غـُنـّـيت أعمالك الشعرية من قبل المطربين الآشوريين ؟
"لا أميل كثيرا ً لكتابة الشعر الغنائي بالرغم من تعاملي مع البعض من المطربين الآشوريين كسومر لاوندو و روميو تمو و جان صليو . "
- هل كان لك دور في تأسيس الحلقة الثقافي الآشورية و جمعية هكاري الخيرية الثقافية ؟
"كان لي شرف المشاركة بتأسيس الحلقة الثقافية الآشورية و جمعية هكاري الخيرية الثقافية ."

الحريةُ قنديل المطر
١-

هذا جنون المطر
أسألي قلبي
ماذا جرى له؟
ولِمَ العشق 
كالمجنون
يضحك.. ويبكي
بين دفّتيه؟
وأنا كالإعصار
أبحث عن ذاتي
٢-
هو الليلُ أضناني
نفخ في شرايين قلبي
رياح التشارين
مازال عويله
يهدد ركن فرحتي
ما أنا
إلّا سنبلة في بيدر الزمن
لكنَّ قلبي معطاء للغاية
وسفن روحي
تبحر في حبّ الوطن
٣-
ذبلت روحي
لكنّي لا زلتُ أقاوم
حتّى يبزغ الفجر في رأسي
حتّى ترقص حمائم السلام في ركن بيتي
وتنتهي الحرب
وينتهي الفقر
والتشّرد
فنحن أناس
لا نرضى بالذلِّ
لكنَّ الحريةَ
قنديل المطر
مبعث حياتنا 
 يونان هومه
رغم أنه بدأ بالكتابة منذ المرحلة الإعدادية ... و نظرا ً لعدم توفر الكوادر التدريسية باللغة الآشورية آنذاك فقد بدأ الكتابة باللغة العربية . وقرأ الكثير من كتب الادباء الكبار الاوائل وكتب مترجمة من الادب العالمي.
تدل أغلب القصائد على أن الهجرة والاغتراب والأعوام التي أمضاها الشاعر بعيدا عن موطنه «تل نصري/ الحسكة» لم تؤثر في يقين الطفل وفي مشاعره تجاه العالم، فمازال القلب هو القلب ذاته الذي خبر الحياة في السنين الأولى- رغم هجرة الشاعر منذ أكثر من عشرين عاما إلى أمريكا وابتعاده عن موطنه، وتغير الزمن واستحالة المعادلة التي صاغت أطراف الحياة ومكوناتها، فمازال خيال الشاعر هو هو، يرى العالم القديم الأسطوري لم تتلاعب فيه المدارس الأدبية ولم يشوهه الجدل الأكاديمي."
الشاعر يونان هومه هو عضو بارز وفعال في منتدانا وخيمتنا الادبية الرائعة التي هي بيت الادباء جميعا ونشرت له عدة اعمال اخترنا لكم هذه الومضة الجميلة التي نشرت على...
(مجلة اقلام بلا حدود ، منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود  وصفحة مجلة اقلام بلا حدود)
"كُلّما
كُلّما جاءت
تمطرني بضحكتها
تتبلّل ذاكرتي بعطرها
وأنا أرقص كالحلم
من شدّة العشق"
غلب طابع الرومانسية الشاعرية للطبيعة والوصف أغلب تفاصيل حياة الريف البسيطة والجميلة ، حين تلعب المرأة الدور الأساس وتكون الطبيعة غنائيا لنشيد الحب، الذي تجلى منذ القدم في جسدها وروحها. فيها لا نجد صورة حقيقية للمرأة بل صورة للبراري وللامتداد المدهش الذي ميز الجزيرة السورية موطن الشاعر. ما ينقلنا من دون وعي إلى النص الأسطوري القديم الذي يغيب عنه التحديد وينتفي عنه الزمن.
وكل من قرأ للشاعر يونان هومه يستشفي من خلالها مدى عمق ارتباطه بالوطن و عظيم محبته لأمـّتـه و أبناء شعبه و أدبه الذي جـٍّسد حقاً مفهوم الأدب الآشوري الملتزم المؤمن بعدالة القضية الآشورية و عظمتها و خلودها. 

بقلم/ تماضر وداعة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق