الجمعة، 12 يناير 2018

عندما وعندما و عندما:الاديبة الشاعرة جانيت لطوف : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود 2018:@حقوق النشر والتوثيق محفوظة /2018




عندما وعندما و عندما




عندما أرى كل هذه الأمواج البشرية 
تصرخ غربتها بحرقة المُعذبين في الوطن
عندما أرى الأرض تضيق
و الأحلام تشيخ
و القلوب تختمر حجارتها بالبراكين
عندما أستفيق كل صباح على وقع خيبتنا المشتركة 
و أرتشف وحدي قهوة مُرَّةً تشبهنا
عندما يُرفض السؤال و يصبح حامله جثة ثقيلة
لا تطيقها مجالات الخطاب اليومي
عندما يكون مفروضا عليك أن تعيش في هامش الهوامش
و يُصادر منك حقك في الكلام و تُتَهَمَ بالثرثرة
عندما تكون أنتَ الدرع البشري الذي يتلقى الضربات
و ممنوع عليك بالمطلق أن تصرخ و تصرخ
عندما يُشرِك بكَ الجسد / البلد و تجد نفسك 
في مَهبِّ الوهن تصارع الموت وحدك لا شريك لكَ
عندما لا تخبرك الشوارع و الأزقة 
غير ما يكبر بدواخلك من غصص
فيحترق قلبك ألف مرة بوجع إسمه الحياة
عندما لا تكون أنتَ
و يُفرضُ عليك أن تكون ضِدكَ
على درب الشموع و الدموع
عندما يغزوك المساء 
بعزلة لا تشبهك
و يَقْتُرُ حبرك منكَ
كما النزيف عند الذبحِ
عندما يبدد الوهم ما ملكت أيمانك من حلم 
و ترى عتمات البيوت تبكي أضواء المدن
عندها قل و بأعلى صوت :
الغربة هنا
الغربة وطن .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لاتسل
عندما تختنق 
كيف ضاقت الأرض وهرب سكانها 
من المسؤول عن تشابه خيباتنا
هذا البحر لي 
بلجة غرقي أخوة يوسف أغرقوني
كان الوجع مركبي
في مهب الصراخ يصادر صوتك 
عليك أن تقبل بالثرثرات اليومية
من قبل مائة أمس أعتقلوا أحلامك 
شاخت الارض 
وحدك زرع للطحن 
قبل أن تنهي فنجان قهوتك العاشر 
سيداهك المساء
يذكرك بعزلتك
يكرس قهرك 
خلف نافذة غرفتك المعتمة 
مدن نسيت الضوء
لاتحرن من تعرق قلبك 
لاتسل كيف جف حبرك
انه وجع الحياة
مجبر أن تكون ضد كل شيء وضدك 
ضد الوليمة الاخيرة والكؤوس الفارغة
حينها ستصرخ كالباعة 
المثقفين
المتجولين
أحلام للبيع 
وعلى ضوء الدموع 
 سنفتش عن قبور مطعونة من الخلف


جانيت لطوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق