الجمعة، 12 يناير 2018

الـفـتـى الـعَـرَّاب:الاديب الشاعر عبد اللطيف محمد جرجنازي: مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود 2018:@حقوق النشر والتوثيق محفوظة /2018



الـفـتـى الـعَـرَّاب



زمَـنٌ يَــدورُ كـأَنَّـــهُ دولابُ
 ولَـكَـم ْيَـغـيـبُ عَـنِ الـدُّنـا الأحْبـابُ


عِـنْـدَ الـوِلادَةِ كَـمْ تَـسُـرُّ وجوهُـهُـم
ولَـهُـم ْمِـنَ القلْـبِ الخفـوقِ شـرابُ

ولَـكَـمْ نُـسَـرُّ بخطْـوِهم ْفي مِـشْـيَةٍ
 فُـتِـحَـتْ لهمْ في مُـهْـجـتي الأبْـواب

وإلى المَـعـاهِـدِ فَـرْحَـةٌ مرْسـومَـةٌ
أبْـنـاءُ قَـلْـبـي لـلـعُــلا  طُـلاَّبُ

صاروا شَـبـابـا ًكالـنُّـجـومِ بِـحـَيِّـنـا
 يـامـا أحَـيْـلـى فـي الـحَـياةِ شَـبابُ

وأتَـتْ رِيـاحُ الخـافِـقَـيْـنِ بعَـصْـفَـةٍ
 فتقَـطَّـعَـتْ مِـنْ عُـزْوَتـي الأصْـلاب

مـا بَـيْـنَ مَـيْـت ٍأو ْيُـهـاجِـرُ عُـنْـوَةً
 و لَـقَـدْ تَـعـامـى عَـنْـهُـمُ الأعْـرابُ

كُـنَّـا شُـمـوخـا ًفـوْقَ هاماتِ الـرُّبـا
و لَـنـا سَــفـيـنٌ مـاخِـرٌ  وعُـبـابُ

دارَ الـزَّمـانُ على الشُّـمـوخِ بِـغـَدْرَةٍ
خَـطْـبٌ طَـمـى  وتَـهـافَـتَ الأغْـرابُ

نـاعـورةٌ راحَـتْ تَـدورُ بـِحَـيْــرَةٍ
 هـذا سُــرورُ الـقَـلْـبِ ذاكَ مُـصـابُ

نـاعـورتـي فــي كُـلِّ دَوْرٍ غُـصَّـةٌ
و لَـهــا أنـيـنٌ دائِــمٌ  و عِـتــابُ

فَـكَـأَنَّـنـي أمْـسَكْـتُ فيها مُـغْـرمـاً
طَـوْراً أطـيـرُ و بَـعْـدَ ذاكَ  إيـابُ

وكـأَنَّـنـي فــي قَـعْـرِ نَـهْـرٍ غـارِقٌ
و كأنَّـمـا سـَـيْـلُ الـمِـيـاه ِعَـذابُ

نـاعـورةُ العـاصـي لـهـا عُـشَّاقُـهـا
 وأنـا الـعَـشـيـقُ وقَـلْـبِـيََ الـوثَّـابُ

أنـا إنْ سَـبَـحْـتُ بنهْرِها فعَشـيقـَتي
مـا كُـنْـتُ فـي حُـبِّـي لـهـا  أرْتـابُ

فلَـكَـمْ وقعْـتُ وكمْ كُـسِـرْتُ بضمِّـها
 وتكـسَّرتْ مِـنْ صَـبْـوتـي الأخْشـابُ

أخْـشـابُـهـا كانَـتْ مَـلاعِـبَ للـهـوى
و لَـكَـم ْتَـرَدّى تَـحْـتَـهـا الأصْـحـابُ

لَـكِـنَّـهــا تـاريـخُـنــا و تُـراثُـنــا
فـي لَـيْـلِـنـا تَـحْـنـانُـهـا الأَوّابُ

أوَّاه ُلَـوْ عـادَ الـرَّبـيـعُ لِـعُـمْـرِنـا
 لَـعَـلَـوْتُـهـا وأنـا الـفـتـى الـعَـرَّابُ


عبد اللطيف جرجنازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق