الخميس، 12 يناير 2017

يستصرٍخُكَ اضطراب الضوءِ : الاديب الشاعر يعقوب زامل راضي : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : وصفحة مجلة اقلام بلا حدود




يستصرٍخُكَ اضطراب الضوءِ



أطرقُ بابُكَ اللحظة

أقصدُ نبوءتك القاحلة،

أقصد ميعادك الموحِل بنسيئة العتمة

غريبٍ يتوجسُ 

مغارتكَ بلا اتجاه.

جئتك يا هيّ..

أي الاتجاهات أنتَ؟

هل جاوزتك المحطات..

أم أنت سماء حين تغور 

ولماذا أنت مثل قاطرة بلا فرامل؟!

لا تضحكُ في سِرُكَ مني

أنا أعرفكَ أكثر من خوفي

وأكثر من كاتم كيف يضيّعُ وهجّ اللحظة

يا أنت.. يا هيّ،

وكيف يغيّبُ الإنسان

وتبقى العيون.

يا هيّ..

.. ولماذا أنت مثل نيزك لا تدوم

وشهقة لا تدركها موسيقى الضنك 

هل غيرتّكَ مسارات النوتة مثل غبار؟!

يا هيّ:

وكم تغريك الطعنات كأنك شجر لا يموت

وحين يستصرخك في الليل اضطراب الضوء، 

أو لستَ المبضع حين يجوع.

هَوّن بالله عليك

كل البحار كاذبة الشطآن 

إلا أنت، 

تتسرّطن باللذات الدموية ولا تنزع مِلحُكَ

لا أعرف ما أجهله عنك

لا معنى لِلغةٍ لا تعرفك

أنت لستَ الماء

ولا شقوق تأخذك لأرض أخرى .

حزن الليمون أنت، ووجع الصفصاف أنت

وغريب كاللوز بريق امرأة تجهل أنك أنت 

أنتَ لستَ سوى أنتَ

أعرِفُكَ..

أعرفُ صوتك حين يرّكس عثوق القلب على العينين

ويتشهاكَ عسل الجمارِ.

أعرفُ كم يخبّلكَ ناقوطَ النهدِ

وأنت في سفرِ الرؤيا بلا جدران.

وأعرفكَ، كما المبهم في الشك، 

كأنك كل الأوثان.



يا هيّ

رتق ما فيك..

رتق ثوب الخِبّرة فيكَ،

لحاء العمر عتيق

وليل الصمغ طويل

لا تنأى بعيدا عنك.

لا تنتظر أحدا لا يشبه أرضك

كن أنت، كما اللذة، شهيق

وكن شقوقك..

ووحدانيَتُكَ وحدك،

كي يأتيك الماء على صدغيه،

فسبحان من لا يأتيه الماء

وهو غريق.

يعقوب زامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق