الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

جفون الليل"1":الاديبة الشاعرة نسرين ولها: مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود 2017:@حقوق النشر والتوثيق محفوظة /2017



جفون الليل ( 1 )




أيّها اللّيل العميق ! 

فيما أنت ماضٍ في ظلامك الدّامس ،

 ليتك ترأف بأصحاب الجفون السّاهرة !

ليتك تجرّ معك صدى أوجاعهم ، أحلامهم العقيمة ، 

آهاتهم ،أوهامهم ، و همومهم . 

لا جرم أنّ كلّ باب من أبواب السّماوات إلاّ و له حضرة و حُرّاس

يقفون كتماثيل شديدة البأس على عتبته ،

و وحدهم الشّجعان من يطرقون تلك الأبواب دون خوفٍ أو تردّد

حتّى تُفتح لهم على مصراعيها. طارق يا ابن الأرض ! 

اِحمل معك أوزارك و ضَعْهَا جانبًا و قف مرفوع الرّأس ، 

و اطرق أنّى شئت من أبواب الخير بمنتهى اليقين، 

فأنت بين يدي إله رحمان رحيم ! "

رحم الله جدّي ، لقد حفظت كلماته تلك عن ظهر قلب .

أفشى طارق كلّ ما في صدره من روحانيات لها ،

ثم راح يتمشّى بين الشّجيرات 

و يمرّر يده على أوراقها الكثيفة حينًا،

و يقطف بعض ثمرات التّوت و يلتهمها مثلما يلتهم البائس أوّل 

قطعة من رغيف خبز حينًا آخر.

و كانت زوجته زينب تجلس القرفصاء تحت ضوء القمر ،

تشربُ الشّاي المُحلّى بنكهة نبات النّعناع وتُصغي إلى دُررِ 

زوجها اِصغاءً جميلاً.

و حين أمست النّجوم مُجرّد حبّات لؤلؤ تُزّين ثوب السّماء ، 

و أطلق الدّيك صياحه المُبشّر بحلول يومٍ حديثٍ 

من أيّام الحياة الدّنيا ، 

أقبل العُمّال من كلّ حدبٍ و صوبٍ حاملين معهم سواعدهم 

الصّامدة ، و ابتساماتهم الصّباحيّة المُشرقة .


نسرين ولها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق