الجمعة، 17 فبراير 2017

فالنتاين: الاديب الشاعر عبد الجبار الفياض : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : وصفحة مجلة اقلام بلا حدود




فالنتاين




كلوديوس 

مازلتَ حاضراً بيننا

لأنّنا في عصرِكَ الوثنيّ الحديث . . . 

صليباً صَلَبتْ 

هلالَاً شنقتْ 

خليطَ أجناسٍ مرمى قوس . . . 

الصورةُ بأبعادِها الأولى 

اغمضوا عيوناً 

أيُّها الأشتات

أنتم مَنْ تخلقون أرحامَ الخوْف . . . 

لا تروْنَ ما تروْنَ إلاّ بعيْني . . .

بيني وبينَكم قلمٌ وسيف 

وكلاهُما لي . . . 

فهلْ لكم من بعدِ ذلكَ دلوٌ لبئر ؟ 

. . . . . 

سيرتُك الذهبيّة ! 

يخرُّ لها بائعُ الأيامَ والأيتامَ والتُرابَ ساجداً . . .

حُبلى جيوبُهُ بما لبيوتِ الطّين . . .

دائرةُ الظّلامِ 

تتسعُ بعيونِ لصّ . . .

عقوقُ الأرضِ لا غُفرانَ له !

. . . . . 

حَضرْتَ 

بياقةٍ بيضاء 

بعمّةٍ

بقبّعةٍ

بسيكارٍ كوبي

بزجاجةِ خمرٍ اسكتلندي . . .

تعبّئُ داءً بدواء . . .

تَهَبُ الأطفالَ موتاً تحتَ خيامٍ من دُخان

لا سؤالَ عن قبورِ الماءِ والجليد . . .

. . . . .

دَنَساً 

كانَ العشقُ لديْك 

تطهّرُهُ بقعةُ دم . . .


لكنَّكَ تجذُّ الآنَ الذّكورةَ 

حتى لا تكونَ هناك فسحةٌ لحياة !

الأشجار 

المياه 

الصخور 

يلوّنُها طيفُ حُبّ . . .

يغرقُ قيسٌ ببيتِ غَزل

تمدُّ ليلى إليهِ يداً !

. . . . .

ضاجعْتَ ليالينا

فأنجبتْ غداً مشوّهاً

لا يُشبُهُ أيَّاً من أيّامٍ تداولْناها بينَ النّاس . . . 

تشظّى خوفاً 

لهُ ما لجهنمَ بابٌ لا يُغلق . . . 

. . . . .

أي كلوديوس !

ما زلتَ تشربُ قهوةَ الصّباح 

مستلذّاً بأخبارِ بُقعٍ داكنة 

ديارٍ مُستباحة

حشرجاتٍ . 

بحرقةٍ في جوفكِ 

يُطفؤها حريقٌ ظامئ . . .

. . . . .

ليلُكَ السّاخنُ

ملهاةٌ 

يندلقُ منها مُجنٌ

في خيالِ مُخرجٍ نَزق . . .

غوانٍ 

بغابةِ سيقانٍ بضّةٍ 

في لجةِ شهواتٍ مُنفلتة

يوزّعْنَ اللّذةَ بسخاء !

. . . . . 

فالنتاين 

أيُّها القدّيس 

وهبتَ أحمرَكَ

لا ليكونَ عيداً أحمرَ 

على شفاهٍ حُمر 

تَرسمُ القُبلاتِ قبلَ أنْ تكون . . . !

ما ذهبتْ صرختُك 

في وادٍ سحيق . . .

صفعةً كانت

رُبَما 

قبراً بلا شاهدة

في مدافنِ اليوم . . . 

وجوهُ الظّلامِ تستحقُ الأكثر !!


عبد الجبار الفياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق