الأربعاء، 1 يناير 2020

الشاعر غسان ابو شقير : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2020




نصوص شعرية



عطور الأمس 

رسائلٌ ,,
خطتها يداي

أوراقاً بين دفاتِ دَفتر
غسلتها بماء الورد
وركنتها فوق رفوف قدريَّ المعثر
كتبٌ ,,
مكتظةٌ بالغبار
طواها النسيان على حوافِ جرحيَّ المخدر
كلماتٌ ,,
نطقتها بالأمس
منقوشة على أعتاب قلبي المُكسر
خبئتها في ذاكرتي المتعبة
ومن طول الإنتظار تَململتْ
حال الأمل تأخر
أحلامٌ ,,
تبعثرت بأدراج الريح
وعطرها تبخر
ذكرياتٌ ,,
كفنتها بين أنفاسي
حقيقتتها غارت في الصدر
وقلبي تحجر
دموع الفراق ذرفتها عيوني
على أنقاض الماضي
لازالت تتحسر.

......................................................
دروس العشق 

لم أكن بارع بما فيه الكفاية
في أكتشاف طريقه سهلة

لأعلمك بعض دروس الحب والإشتياق
تحديت نفسي ,,
مارست طقوس العشق والغرام
في الواقع وحتى في شطحات الخيال
أحببتك بطريقتي البسيطة ,,,
بكل غباء وطيبة
وبكل إدراكي..
أدركت أني معلم فاشل
لم يكن باستطاعتي تعليمك دروس الحب
والعشق بجنون
صرتي طفلةً تهربين مني كلما أقتربت منك
صرتي تلميذة خجولة
أتعبتيني كثيراً,,
سألت نفسي عن عنادك وعن أحزانك !
ولكن لم أحظى بجواب
متى تعشقين لحد الجنون أو تنقصين من العشق قليلاً ؟
أنتِ لاتجيدين لعبة الحب الخطيرة ؟
وأنا لست ماهراً بما يكفي لتعليم فنون العشق
صرت وحيداً أعيش معك
فمن سيقاسمني الهموم
اين الحب غاب ؟
أتراه أنسل من أيدينا ولم ندري !
أتراه تعثر,, تبعثر وزلت خطاه
وضللنا أثره على الطريق !
وأختفى كالأماني بأدراج الريح وفقدناه للأبد ,,
طويلاً أفتقد ك أيها الحب !!
هل بإستطاعتي أن ارد ك أيها الحب المفقود بيننا ؟
لقد نسيتِ أبجدية الحروف
وقرأتي كتابه بالمقلوب وبطريقتك الخاطئة
أتعبتني التساؤلات وأرهقتني
والحيرة تملأ نفسي
أريدك أيها الحب أن تأتي
وأريدك أيتها الأنثى أن تعشقي إلى حد الجنون
أريدكما معا. و البحث عنكما مازال جاري

.........................................................................
كل عام وأنا بخير

من جديد..
ها أنذا أنطوي على خاصرة الأيام

محتضناً أشلائي
وذكرياتي
وبعض الأحلام
كنت أحلم بأن تتحقق ذات يوم
ها أنذا من جديد..
أشد أمتعتي وأحزم حقائبي
وأسرج خيول الأيام
منتظراً تأشيرة عبوري لحقبة جديدة
وللضفة الأخرى
لحلم يشاطرني هواجسي
ربما يبزغ فجرجديد 
ويعلن ولادتي
وقيامتي من جديد

.....................................................
أوصد باباً للريح 

أوصد باباً للريح ,,,
وعانق الأحلام

ود ثر بالمخدع المريح ,,,
عتيق الأيام
وأخلع عن كاهلك عباءة السراب,,,
وقميص حاكته الأوهام
وأرمي من حجرتك ,,,
كل المرايا والشظايا والركام
وأنثر ما تشتهي النفس ,,,
من شذى العطر ورقة الأ نغام
وحلق فوق البحور,,,
نورساً وشراعاً ونشيداً للسلام
وأنسج في خيالك عشاً ,,
من هديل الحمام
أهتف بوجه الريح واصرخ,,,
فمثلك لن يلام
قف وتحدى,,,
ورصف الأماني من عطر الكلام
وأستريح كالغمام
واملأ الأفاق أغاني,,,
وأهازيج شعر للأنام
يرحل الحلم بعيداً ,,,
ويطوف في الزحام
وأ لفي مع جرحي وحيداً ,,,
مكبلاً بالآلام

..................................................
سيكتبُ الرَّاوي 


في كلِ حقلٍ بكتْ قُبرة,,,


وفي جيدِ كلِّ زهرةٍ

قِلادة ً و مشنقة,,,

وبين مِزْلاجي كل بابٍ مَقصلة ,,,,

وفي حقول الجزر

أرتكبتْ الأرانبُ أشنع مجزرة ,,,,

على باب المدينة

كتبَ الرّاوي فصولَ المهزلة

تهرعُ أسراب العصافير

من شقوق الجدران مهرولة ,,,,

بوجعي أحتسيكَ ياوطني وبأضلعٍ مكسرة

خنتَ قمحي,, وصادرتَ أرضي

و حقولُ بلادي مُقفِرة ,,,

بيوتُ المدينة شواهدَ قبورٍ

وأهلها رياحينَ المقبرة ,,,

لو مرَّ الربيع على باب المدينة

سيكتبُ الرّاوي بداية المرحلة

.........................................................
زمان العميان والطرشان 


يعرج القلم بقدمٍ مكسورةٍ على هوامش السطور


يتلكأ ؛ يتعتع الحروف ؛ يعن ؛ يئن ؛ ضرير قد أ بصر النور

يجتاز الدروب يتهجأ الأبجدية

يرتاب ؛ يعجز في نطق الحروف ؛ يتلعثم.بالنطق حروفه بلكنة غربية ..

يخربش على صفحات الورق ,,

صريره يخدش الآذان ,, ضجيجه يهز الأسماع...

يقرع غشاء الطبل ومن ضوضائه تتجلّي الأمور

يرعد,, يبرق,, يزفر ,,

فرتْ الرؤى وتبعثرتْ الحكايات وانتحرتْ العباراتْ

في أروقة الذاكرة المتخمة بالآوجاع تعرتْ القصيدة من جلجلة المعاني

قلمٌ أصابه الزكام يعطس الحروف من منخريه يفرك الاحمرارالذي اعتراه

أدميَّ من التريث و من كثر العركِ

الأناملُ مشلولة ترتعش,, تتوخى الير اع

والكلماتُ مجزوزةُ الأعناق مبتورة الحواس

من شقوق قاموس اللغة تسربتْ الحروف

ذاكرةٌ مثقوبةٌ كالغربال وأبوابٌ موصودة بأقفالِ الحديدِ

ونوافذٌ مخلوعةٌ تتسلل منها فراشات الحقول

أزهار الربيع مشلوعة الأفكار

صدأتْ الحروف في جوقة الطيور

شاحَ القلم بوجهه وشاخْ ,, فالزمان المعطوب لا يصلح للشعراء

تصطلي القصيدة في زوابع النيران وفي مواقد الوجع يتسول الشعراء

من الصراخ يخلقون أغنية ,,ومن الدمار يصنعون حرية للعصافير

ومن الظلم يرسمون فرحةً للأطفال وعروساً توزع الزنابق البيضاء على المدعوين

رائحة الشواء بارودٌ ودخان وشتاء القصيدة ممطرٌ وملبدٌ بالغيوم

يُعتصر القلم والقصيدة حُبلى والمخاض عسير

في معبد الكهان وفي ثوب القداسة جلجامش يبري القلم ويصنع منه نصلاً

و من دم الغزالة يشرب حرية البراري الوحشية

فض بكارة اللغة العذراء وانتحل شخصية القديس

عشتار كسرتْ المرايا وفردت ضفيرتها على درجات الهيكل,, وتنتظر العشاق

حروف قصيدتي عقيمة تخلتْ عن جاذبيتها وعن جديلتها

غسلتْ أحداق الكرى غشيها الموج والهيجان

في مخدع العروس تتلوى

أميرة فوق الديباج والحلل

فُرشِ القصيدة مطرزة بالحرير والريحان

والقابله العجوز دائماً متأخرة ,, تجهض القصيدة

ينكفئ القلم على الأوراق ,, يعلن الحداد الرسمي ,, يتحصن في مشيمة الصمت

يلجأ إلى زنزانة العزلة ويكتب حروفه المصلوبة بحركات الإيماء

أيقن القلم أنه من العار.تدوين الحروف في صفحات العميان

وأنه من الحماقة أن يقرأ الشاعر قصيدته بين الطرشان

فالحثيث والهمس لن يدركه المجانين والجهال

فقول الحقيقة لايجدي في زمان الإنس والجن

هذا الزمان زمان العميان والطرشان.

الشاعر غسان أبو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق