الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

الشاعرة فاديه عريج : مجلة اقلام بلا حدود : منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود © ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2019




نصوص شعرية



لكلِّ الحالمينَ بالسّلام والموعودين بالفرح.. أكتب
أيها.. المتدثرُ بدهاليز العُتمةِ 

أيها.. المُنزوي في أقبيةِ الوقت المُلتحي بالدّهاء
تعال واخلع عنك مُلاءات الضّباب.. هذه أرواحنا على موائد اللهفة تنتظرُ
ضع كفيك على أكتافنا وخذ بأيادي الضّعفاء والأبرياء وانثرْ ثلوجَ السخاء
كن وفيا للأنقياء النبلاء.. 
أيها الفرح أيها الشّقيُّ في هجرِك والغياب:
عُد إلينا على جناحي السلام.. نحن هنا 
أوطاننا تنتظرُ قصائد الحنطة والمطر والغمام

لكلِّ الحالمين بالسّلام ِوالموعودين بالفرحِ:
 املؤوا العامَ الجديدَ بالأمنياتِ لا تُطفِئوا ثورةَ الأملِ،
كونوا لأحلامِكم لأرواحكم أوفياء، سيروا مع فرحِ الفصولِ وألوان العيد..

 افتحوا دفاترا جديدةً ودونوا في رأسِ الصّفحةِ حكمةَ اليوم المولود من فمِ الصّباح كل يوم .
أشعِلوا قناديلَ الأملِ في دهاليز الأيام،
غنّوا كي يستيقظَ ويهدلَ على أسوارِكم الحمام؛ كي يزهرَ الياسمينُ في أرضِ السلام.. 

اهتفوا لفرح تشتاقونه هناك..
لظلِ سنديانةٍ تحرسُ الجبلَ والوادي وتُبشرُ حقولَ الحنطةِ بالغمام، لياسمينٍ ينذرُ نفسه سياجاً لمدنِ السلام؛
 لزهرٍ يتلو تسابيحَ الفجرِ على الإنسانيةِ والإنسان...
لأكاليلَ الغارِ تتلو سورةَ المجدِ على أرواحِ الشهداء..

غنّوا لوطنٍ يصنعُ الانتصار على مّر العصورِ والأيام..
غنوا للمحبة للطفولةِ البريئة، للفقراءِ والأيتام..
كونوا أوفياءَ لأرواحكم واستبشروا للقادم من الأيام،
 لا تنبشوا أحزانكم، كونوا أوفياءَ لماضيكم.. لكن لا تعودوا للوراء..
لا تنبشوا ما ردمته الأيام فرب صدأ منها يعكر نوافذ الذكريات..

 غنّوا للطيبين.. لقلوب الأمهات الثكالى والآباء،
لأبرياء ظلوا يقاومون حتى الرمق الأخير تحت الركام...تحت حقد الإرهاب والظلام.

كونوا كغابات المطر كالشمس تعطي ولا تنتظر ردّ العطاء..
كونوا كالقمر يحنو على البشر في الليلة الظلماء..
كونوا صامدين بوجه العواصف الهوجاء.. 
غدا ستشرق الشمس.. يصنعنا المجد ونصنعه،
ونرسم خطواتنا على طريق الأنبياء.

...........................................................................
وطني

وطني..
يا طعْمَ السّواقي الحزينةِ
وغُربةِ الأيامِ
كَمْ عَذَّبَتْ شُجُونُك دَمي
ورَقَصَ فوقَ جراحِكَ الخونة واللئام
دروبُك مُقْفِرةٌ كئيبة
تموتُ فيها الأماني
وتغْرقُ الأحلامُ
تنامُ عارية إلا من حُزنِها
بيادرُك والأيتامُ!
كًمْ زفرةٍ عبرَت حناجرَنا
تصرخُ.. أنا في حُلُم
أمْ هي الأوهامُ...!!
جفّتْ قلوبُ الأمهاتِ والثكالى
من هولِ المصائبِ وحرقةِ الأيامِ
يا ويلَهم صادروا منكَ
الأمنَ والسلام!!
وطني...
يا بياراتِ الفرحِ
يا كرومَ العنبِ ونخيل دجلة
الهازىء من كل عابثٍ جبان
هل لي من نبيذِ شمسِك
رشفةٌ أصحو بها
تبددُ عتمةَ الأيامِ!
ومن ضجيج قهرِك بلسماً
يُبَرِدُ الجراحَ والآلامَ!
مالي أراك راقداً
أما كنْتَ سيداً على مرِّ الزمان!!
انهض...
انفضْ عنك غبارَ الظلمِ
إن تجرأ عليك كائنٌ مَنْ كانْ
إنّا مُتَجذرونَ في الأرضِ ..قسماً
ونحنُ أسيادُ الزمانِ والمكانِ
لله درُّكَ ... كُلنا أملٌ
سيورِقُ فيك العودُ الأخضرُ
شموخ الرّجال الرّجال
ويزهر دم الشهداء فوق هضابك
دحنوناً وأقحوان
قناديلاً تضيء الدّروب للأجيال
ويعودُ الحمامُ ليُنشِدَ أهازيجَ السلامِ

.....................................................

ألِفتُ هذا القلب

ألفتُ هذا القلبَ
مكتظاً بك
أهربُ منك إليك
لألثمَ ثغرَ اشتياقي
أوقظ أعينَ الحُلمِ
وأخطُّ فوق أشرعةِ هواك
أغنيتي وعنواني
وتحتفي باسمك
نبضاتُ القلب
كلما عَبرتَ خاطري ..
ما بيني وبينك
مبتدأ لا ينتهي
ما بيني وبينك نار النّهرِ والسّراب
وما زالت النّارُ
لا تقترفُ النّهاية
وما زال النّهرُ
لا يعرفُ حدوده بدمي..!
يا أناملك..
التي حطّتْ على دروبِ أمنياتي
يا وجعَ الحنين في شُرفتينا
وهذا النّبض فضاء
وحدي الآن.. وأنا
أشتهي الصّمتَ
ويشتهيني الغياب
يسافرُ الطّيفُ في ظلي
يسامرُ وحدتي
ونمضي.. بلا لقاء
نصارعُ رملَ الحقيقةِ
على شواطىء السّراب
والمسافاتُ حمقى
يتلاشى فوق هضابها
 لونُ النّداء..!

فاديه عريج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق