السبت، 27 أكتوبر 2018

عودة الروح: الاديب الشاعر غسان ابو شقير : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : وصفحة مجلة اقلام بلا حدود: © 2018: حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2018




عودة الروح 



على شَواطيءِ الأحلامِ المنكسرةِ سائٍر ببطءٍ شديدٍ كطائِر بطريقٍ أبيضٍ
وأثارَ أقداميَّ تَرسُمُ على الِّرمالِ شَكلاً للفِراق
والبحُر مالحٌ وَدَمعيّْ وكلانا أَتعبهُ الفراق , نَموجُ , نتخبطُ , نَهيمُ في الأشواق
من ينقذنا من الغرق , من ينجينا , من يحتضننا .. ويشهدُ على جور الزمان
لفَحني الغروبُ بنسمةٍ باردةٍ , رَاحَتْ تُداعبُ خُدودَ المساء
ساحرةً , دافئةً , ساخِّرةً, تُدغدغُ مََشاعر الجَّمال
هِمّتُ بالشّمس الراحلة , وبالشَّفقِ الوردِّي وهو يتلاشى رويداً ُ ويَغوصُ خَلفَ البٍّحار
أَنعيّْ وَفاةَ المساءِ بكُلِ أحزاني , بكُلِ هزائمي
وأرمي وجهي بين كفي النَّحيب ,وأرثي لحظاتَ الغيابِ
 كم مِن صُورةٍ حَضَرتْ في باليّْ ََوخطَرتْ,وكم من ذكرياتٍ جميلةٍ إستحضرتها ذاكرتي ,أنا على شواطيء الإنتظارِ أَحتضرُ
يَتراءىَّ لي شَبحٌ مُتسربلُ بقميصِ العتمَةِ , يرتدي عَباءةَ الصَّمتِ ,هو ذا أنا
 حَيثُ غادرتني أَحلامي , وتكسَّرت مَراكبَ الأشواقِ , استجّْمعتُ كل ظِلالي , ونثرتُ فوق الرِّمالِ أَسراري قهقه البحرُ ضاحكاً وقال لن أُخبركَ عن أسراري
تَبسمتِّ الرّْيحُ سَاخرةً من قوله, وقالت أَبحرْ في عينيها , ويمن مركبك نحو الجّْنوب
 واجُذف نحو الجزرِ المنسيَّة, قالت الريح هُنالكَ نَورسةً بيضاء, ساحرةً تُعاندُ الأقدار,تَشقُ َصدرها كبَجعةٍ وتَذرفُ الدِّماء
نَاديتُها بحقِ السَّماء أَمازالت تنتظِرُني ,لَوَحَتْ لي ببسمةٍ وراحت تُراقصُ المَاء
لملَّمتُ أشلائي من مَرافىءَ عُمري , وَسِرتُ على الِّرمال أُلَُملمُ أصّدافَ السِّحرِ
لأَصنعَ قِلادةٍ أُزينُ جِيّْدِ الحَبيبة
كَمِرودٍ في مَكحلةِ اللِّيل تَندثرُ الأَحلام ,وَيبقى شُعاعُ الأَملِ ينتفُض بين جَنبيِّ المسَاء
كانِتِ اللحظاتُ مِّجذافيّْ رِحلتي ,وكانتْ يَدَّاها تَعبُرانِ نَحويّْ َوتَضُمنيّْ
إِمتشقتُ ظَهرَ غَيمةٍ , أَسَّرجتُها كحصانٍ ذو جَناحين ,وَطِرتُ نحو الجزرِ المَنِّسيةِ
لم يكن هُناكَ مَحطاتٌ ولا مدنٌ ولا مَقاعدٌ للزائرين
هُناكََ أريكةٌ لعاشِقانِ, يَلثُمانِ ثَغَرَ الوَردِ الأَحمرِ, وَمن عَبيرِ القُبلِ يترنَحانِ
لم تنتظرني الأَحلام ساعة , إعتادتْ أَن تَرحَلَ بِحذاقةٍ
وتَتركنيّْ في الهَِّجير أَجُر ذُيولِ الخَيبةِ والخُذلانِ , وأُداعبُ خِّْصلاِت الغِّيابِ
كم هي قَاسيةٍ ومُخزيةٍ هذه الأَيام
سَأَجُرُ حِبالِ الوِصَالِ إلى سَريريَّ , وأُهَدهِدُ لها , كَطفلِ ,أُنَاغُِيها , أغَنيها كَيّْ تَنام
وأَطلُقُ العَنانَ لأُمنيتيّْ ومَاادّخَرتهُ مِن سِنيِن العُمرِ لِحُلمَّي الاَخيِر
لن أكونَ مَكتوفَّ الأَيديّ مُستسلمٌ , بلا متاعٍ..وبلا أحلامٍ
 سأَرجِعُ وأَخلَق من دمِ الوردِ عِطْراً, وأَجتزُ من السَّرابِ غداً ومَصيراً, ,مُتوجاً بالإزدهار , وتكونُ الشّْمسُ مَنزِلاً بأَربعِ نَوافذٍ , مُشرعة ًبوجهِ الغياِب
سأتقيءُ مِلحَ الأَحزانِ عن شِفاهيَّ الذَّابلةَ وأَغسل َوجهُ روحيَّ بماءِ الكَوثِر
وسَيَُكون طَريقي أَبجديةُ نجُومٍ تتناثرُ ألوانها على قوسِ قُزحٍ
سَألوحُ بمنديلِ الغيابِِ للأيام المَاضِية وأُودعُ َشبح ُ الرَّحِيلِ
أنا على أَهَّبةِ الإِستِّعداِد كي أَبدأَ من جَديد , هذا خَياريَّ الأخير وَوَعديَّ الأّكيدِ
سَأَمضيِّ في طَريقيِّ مهما كان الجُرحُ عَميقْاً.

 الشاعر غسان أبو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق