كما أنا
حدثتني سفوحُ المرايا
التي لا تمحو التجاعيد
عندما أمطت اللثامَ
عن وجهِ السنين
قالت ما بالكَ
لو تقف في مكاني
للحظةِ حنين
-على الفور-
بادرَ في ذهني
ضبابٌ من سؤالٍ ثابتٌ على زجاجِ الرؤى
يشبهُ الإجابةَ
يا ترى
هل للأيامِ مقاس ؟
إن كانَ الطولُ بالأنين
والحجمُ فراسخ من إحساس
متى ما يغور
في أطرِ الذكرى
ويقتلع الأذى من الجذور ،
تبدو أضلعُ الجوعِ
أقواسَ نصرٍ منتشرةً
في شوارعِ مدينةِ الذهب .
الشيبُ على قمةِ الرأس
كالرمادِ الأبيض الذي غطى جمرةً بلا لهيب
طلعٌ نضيدٌ يتوارى
من حجارةِ العيون
حينما ترميهُ الأمنياتُ
كالطفلِ المهوّس
بالنيلِ من ما هو معلقٌ في الأغصان
قد يسلخُ شوقٌ وجهَ الملامح
الذي أقتاتَ على ظلِّكَ الثابتِ في العمرِ
وأكونُ كما أنا .
عبدالزهرة خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق