جريمة قلم
وهكذا صارت مُجرِمَةً دون أن تَقصِد
من غير تواطؤٍ ولا سابق إصرارٍ ولا تَرصُّد
كَتَبَتْ حَرفَاً كَسَاهُ الشَوقُ وعَطَّرَه الحنين
لم تَظُن يوماً أنَّ له نصلاً حاداً كالسكين
وأَنَّه في خيالاتهم سَيُسافِرُ لآفاقٍ أَبعَد
وأنَّه سيُدَغدِغ أرواحاً تَهيم به وتسعَد
وتُدمِن سَكَرَاته تُخَدِّرأَحزانَها كما المورفين
وتُراقِصُ ألحَانَه فَتُفَجِّر خُطَاها للعشق براكين
كاتِبَةٌ تَلعَنُ خَاطِرَها الذي أَشْقَي وأَسهَد
حائرةٌ,أَتَدفِنُه بداخلها وتَهرُب للأبد وتَبعُد؟
فتَشقَي هِي بِجَمَالٍ وُلِدَ ليَحيا دَفين
تُهمَتُه الوحيدة أنْ رَاقَ للقَارئين
أم تَعتَادُ إجرامَ حرفِها وتُعَربِد
وليبتعد أصحابُ القلوب الضعيفة عن المشهد
هاهو حرفي يخُطُ ميثاقاً مع المُريدين
أنه غير مسئول عما يُحرِك لديهم من مضامين
هذا قولُه الأخير وإن ُقلتُم مَارِقٌ يتَمرَّد
فمن شاء تَعبَّد في محرابه ومن شاء فليَزهَد
نيفين إسماعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق