الأحد، 15 أكتوبر 2017

رنين دهاليز الصحراء:الاديب الشاعر طاهر مصطفى محمد: مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود 2017:@حقوق النشر والتوثيق محفوظة /2017


رنين دهاليز الصحراء




تنساب خطوط النهار

فوق غسق

يعشق خطوط الشمس

أغصانه خضراء

فاتحة أذرعتها

عبر نافذة شفافة 

وهناك عصفور

يجلس بعشه الفارغ 

بين قشات البذور

يفتش عن ملامح حلم

قتله الوجع

ففتح جناحيه وحلق

فوق ذرات الدموع

وأزال قطرات الندى

العالقة في العيون

عزفت موسيقى

أوتارها روضت فراغاً

تاركاً موانئ غارقة 

في جنون العقل

هي أفكار نائمة

لدروب بسطت نورها

لملائكة الصغار

وجوههم حالكة الأفق

أحلامهم يابسة المدى

يختبئون خلف عشب

سكن شقوق الجدران

عيونهم تراقب طائراً

حمل على جناحيه

عتبات أبواب الظلام

هنا همس البحر 

لأرض أضوائها 

قتلت مفاتن الأجساد

عند زوال الأمطار

تبرعمت عظامها

تحت الأوحال

وما زال ظلال الليل

نائم على التراب

معطفه أوراق شجرة 

اصفرت من ملح

لامسه إعصار أعمى

تركه على جرف بحر 

سكن أرصفة شوارع 

تحولت ألوانها

سوداء كالغراب

ورمادية كخفافيش

هجينة بألوان غريبة

تجمعت بسنين العجاف

غلفت عقلها أفكارا

كالسم الزؤام

هي خلاعة من فضلات

ماضيها عفن

في حضارة النحيب

زرعت في القلب

سقم الليل

غرق نجمه بالأفق 

وغيمة على ظهر ريح

عانقت مدينة ثكلى

رمالها لونت

أغصان سنين العجاف

لم تزيحها زيف الأحجار

في انصهارِ زمن

احتمى بنقطة سوداء

لعيون أكلها الرعب

من سرايا الماضي القريب

غلفها فساد مطاطي الحركة

لجلد أفعى نحيلة

التفت حول أشجار 

تعاني من خريف كسول

وغبار مقابره

تطاير بطواحين الهواء

صداه رن

في دهاليز الصحراء

والليل بزواياه العقيمة

سكن هياكل الفصول

صداه قديم

خنق محاور الصمت 

في سنين لونها الداكن

غفت كلمة صدقها

فوق ضجيج الوجوه القديمة


طاهر مصطفى محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق