بين و ترين من نور
زكى بيوم غدير الماء ألماسه
و بارك الله باﻷحباب أخماسه
و راح من عبق الكلمات تنشره
فوق التراب ربى و الصبح أنفاسه
و عممت غيمة الزرقاء بهجته
و كللت بسمة الخضراء أعراسه
تشرب الحب باﻷسماء سنبله
و ذهب الطرف باﻵصال أغراسه
يواكب الليل أمواجا مهدهدة
و يغزل اﻹصبع المسكون أهواسه
فلليالي قناديل تسامره
إن أيقظ الشوق تحت الجفن جﻻسه
و اﻷبجديات نبع كيف أغسلها ؟!
و الروح نافورة للفجر مياسه
يلقي الشباك على اﻷفكار شاردة
و سندس الخيط من يجتاز إحساسه
نهج البﻻغة باﻷسماع رنته
و الشعر يطرب باﻷوزان نحاسه
من أين آتي لباب البحر أمخره ؟!
و الدر أنهك باﻷعماق غطاسه
علي اللؤلؤ العزت فرائده
و بارك الله من ذا العقد أجناسه
يا باب *حطة و الشريان مدخله
و العشق يقرع تحت الضلع نواسه
أكلما أخفيت بالصدر شائقة
أفلت من عروة اﻷزرار نوراسه ؟!
رفقا بلوحة رسام ، يعذبه
لون ، يروض بالفرشاة شماسه
يا مرهف السيف يكسو الريح أشرعة
حمراء ، يروي الردى من ساقه آسه
من علم السيف بالمطلول أحرفه
فاقرأ إذا شئت باﻷعناق كراسه
تقلد الموت تحت الرمح منزلة
فما كبا أو ونى أو عاد أنكاسه
يهل في *نبأ ، والنور توءمه
مذ كان يحسو ظﻻم الكون ديماسه
فراشة الدم حول الجرح حائمة
أمن حجى أم هوى قبلت أقباسه ؟!
وهبت بالجرح صدر الخلد أوسمة
و الحر يرضع من ألبانه باسه
أين الثرى من ثريا ؟! و المدى بصر ...
من بل إصبعه في نجمة قاسه
يا مولد الكعبة المقصود غايتها
و قصرت فهمه من هز أجراسه !!
يا خيبة المرء إن غامت بصائره
وأتمت الرمد دون الشمس كﻻسه
فيسحق الزهر باﻷشواك إن باسه
و يكرم الشوك باﻷزهار إن داسه
تطاول الوهم بالمشكاة عن لهب
حتى أضاع غبار الحدس مقياسه
و ربما وشت اﻷقوال باسمها
و خلع البغض تحت الصوت أضراسه
هذي خطاك هدى و الدرب طالبها
فشق خلفك من نعليك قرطاسه
سبيكة العلم ما شعت نظائرها
إﻻ و أقصى نضار الصفو وسواسه
تخير الله في اﻷرحام معدنهم
كما توقى شفيف العرق دساسه
أصائل الذر * إبراهيم عاهدها
سلو هناك بحجر الطهر من ساسه
ماذا أقول بآل البيت يحرسهم
*جبريل ؟! أكرم ببيت الله حراسه
*لخاتم الركعة الغراء ساجيتي
و الذكر ينزل في جنحيك أقداسه
* أم الكتاب و ما ضمت ذخائره
و التبر يقتل باﻹشعاع أخياسه
و عرش بلقيس أدنى منك جالبه
و البرق يسبق باللمحات أقواسه
شاعت فضائل ﻻ يخفى لها قمر
ما زلت أبدأ بالعرجون قسطاسه
ﻻ يفصح الديك إﻻ فوق منبره
و الحبر أعلى بدمع العين أطراسه
نضوت عن ثوب جوع القوم ذلتهم
فقاتلوك ، و هم للقدر لحاسه
سود الجباه ، و ما بالقغل واعية
و العقل يبني على اﻵذان آساسه
يا بيد يا شهقة النيران ﻻهثة
بأي ذنب تريد الكثب إرماسه ؟!
يطول ريش أناة الصفح مغفرة
و الحلم أورى بثلج الصبر نبراسه
قرآن وجهك باﻷيات منبسط
و النهر يلمس باﻷنسام إيناسه
في كل دمعة طفل نام حارسها
و زأرة في الوغى غضبى أرى ناسه
و بضعة الكفء للزهراء من دمها
و يفرش الليلك الوردي أكداسه
لطائف الله أنى شاء وزعها
و مثلما شاء صر الله أكياسه
منارة الدم ما أعلى مراتبها
و كم يناجي ذبيح الطف عباسه
عرفت زينب جرحا لست أبلغه
فيا هوى قسط اﻷشواق أكواسه
ناجيت ربي و ماء البدر يغسلني
وعفت أعلى ليالي المرتجى طاسه
و ما نصبت بطين الوهم منزلقا
و ﻻ رفعت مرايا الشمس تراسه
و ﻻ لبست على المكتوب أقنعة
و ﻻ الذي يصطفي من فقهه فاسه
اﻵن أشرعت للربان ساريتي
وأطلق الصب للمضمار أفراسه
تلوح عند بديع الأفق خافقتي
يذيل الرمش باﻷحﻻم *فرناسه
يا رب فارحم بزاد الشعر ناصيتي
إن اشهر العبد يوم الحشر إفﻻسه .
محمد علي الشعار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق