الأربعاء، 27 يوليو 2016

الشَّريدة: الأديب الشاعر حكمت نايف خولي:منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود:وصفحة


الشَّريدة

شاهَدْتُها والبَدْرُ يَحلُـمُ ساهياً بينَ الظَّـلامْ
ويَفُرُّ مَذْعوراً طَـريداً طَوَّقتْهُ يَدُ الغَمـامْ
شاهَدْتها تَطأُ الثَّرى مَرعوبَةً تَخْشى الرَّغامْ 
تَمْشي تَئنُّ كَليلَةً عَصَفَتْ بها حُمَّى السَّقامْ 
فظَنَنْتُها حوريَّةً وحَسَبْتُ نفسي في المَنامْ 
وسَريتُ أرْقُبُها كصَبٍّ تاهَ في لُجَجِ الغَرامْ 
عَيناهُ شارِدتانِ تَلتَهِمُ المُنى تَبغي المَـرامْ 
فإذا الشَّريدَةُ في رِداءِ البُؤْسِ في لَهَبٍ ضِرامْ 
تَبكي وتَندُبُ ما بها كم من جِراحٍ لا تَنـامْ 
في الأمسِ كانتْ طِفْلَةً تَلهو وتَحْلُمُ بالهُيامْ 
تَشْدو معَ الأطْيارِ تَسْبَحُ بينَ أمواجِ السَّلامْ 
واليومَ أمستْ من ضَحايا الحُبِّ من قَتْلى الغَرامْ 
تَبكي جَفاءَ حَبيبها الباغي وتَشْكـو للظَّـلامْ 
جَورَ الرِّجالِ الأدْنياءِ وظُلْمَ أبنـاءِ الطُّغـامْ 
فغَدتْ مُشَرَّدةً يُمَزِّقُ طُهْرَهـا غَدرُ اللِّئـامْ 
جَرباءُ تَلْفُظُـها الحَيـاةُ كأنَّها الدَّاءُ العُقـامْ 
ذَبُلتْ فأضْحتْ بينَ أنيابِ الأسى تَصْحو تَنامْ 
كم من جَمـالٍ رائعٍ قد هَشَّمَتْهُ يدُ الأنــامْ 
من ديوان للروح ازاهير وثمار
حكمت نايف خولي

هناك تعليق واحد:

  1. اكثر من رائع انت ايها الاديب الشاعر الاستاذ خولي
    احترامي

    ردحذف