الجمعة، 14 ديسمبر 2018

نصوص شعرية: الشاعرسليمان أحمد العوجي. : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود:حقوق النشر والتوثيق محفوظة © 2018 ____





نصوص شعرية




لا أملكُ ثمنَ الكذبة

في استراحةٍ بين أرقين
أفترشُ مرجاً من آهٍ ورماد
جناحي خانتهُ الريحُ
جرارُ طويتي لم تعد
ترشحُ زيتَ النوايا
كلُ المعابرِ إليكَ مقفلةٌ
ولاهدهد الوقت ِ
يأتيني بالنبأ اليقين
أعبرُ حينَ هدنةٍ
بينَ الصوتِ والصدى
في قيلولةِ الصراخِ
بينَ ( الحلاجِ) و( لوركا) 
لاتمتعض أيها الجرح
إن أدارَ التاريخُ لكَ ظهراً
أو قالوا: إنكَ بلانسب
ولاتلبس غفلةَ الشراعِ
حينَ تواتي الريح
كالميثاقِ بين الوردةِ والندى
- عهدي لقلبكَ-
نم على يدي كعصفورٍ
خلعَ قفازَ الخوفِ..
ماءُ الكذبةِ لم يعد يمرُّ
من بينِ أصابعي... 
ولاكفي عادَ مغفلاً
قل لمن مسخَ الجنانَ قفاراً
وجاءَ بالقشعريرةِ من أقاصي الصقيع:
كلبُ ( بافلوف) لم يعد
في حظيرتي مُنعَّماً
وأنت مخنثُ البختِ
تتناهبهُ فحولةُ الأقدار
فتحبلُ الرزايا بأنصافِ الرجال.. 
وذبابُ الوهمِ يحومُ على
موائدِ اليقين... 
كماءِ العجزِ تطوفُ على
الأغراسِ مقطوعَ االسان
تطاردني ب( كيفٍ) كالسيف
كمن يطلبُ من النهرِ 
تعليلَ مجراه... 
ومن القصائدِ أن تشرحَ
موتها حين تنامُ القريحة
ومن البارودِ أن يتبرأَ
من دمِ الهديل... 
حينَ يطفئُ الليلُ آخرَ
المدنِ وينام.. 
تنصبُ الأقدارُ فخَ الغياب
يحضرونَ كديدانِ المقابرِ
بعد الموت... 
اخلع خف النسيان
وامشِ حافي الذاكرة
على بطاحِ القناعةِ
جيادُ الكراماتِ ركنت صهيلها
تلهو بأعشابِ الرضا 
وتقيمُ قداديسَ القبول
لم يكترث مسيحكَ بصليبه
وهم يناكدونَ رُسُلَ السؤال
بجاحد الجواب... 
كراهبٍ بالإكراه
لاتغويهِ قيامةٌ
ولاتُرفَعُ لغدهِ الأنخاب
- لابدَ أني أعرفكَ
- قلتُ: أنا من كانَ يبيعُ
كُحلَ الكآبةِ للعذارى
- لا.. لا أعرفكَ قبلَ ذلك
- قلتُ بلى قبلَ أن تمرَ
سبابةُ الطغاةِ على شفتي الحرون... 
يومَ فتحتُ بابَ الكلامِ
واستيقظَ الحراسُ على الصرير... 
قبلَ أن يغفرَ نخلُ المعروف
تجاهلَ النهر... 
كنتُ عرافَ الجمرِ
في مواقدِ الشفاه
كل رعايا مملكتي
أقلياتٌ من ملحٍ وشمع
أقدارها نارٌ وماء
لاتقل عني ( مسيلمة) 
فأنا لاأملكُ ثمنَ الكذبة. 
سليمان أحمد العوجي
........................

صكُ إذعانٍ نثري

سيفُ الغيبِ بيدِ المشيئةِ
وعنقكَ هو المدجنُ الوحيد
حفنةُ ترابٍ أنا... 
كنتُ حِناءً لصباحِ أمي
زغردت فيهِ القابلةُ
تلت بيانَ حريتي على عجلٍ
وأبي قادمٌ يتوكأُعلى أملهِ
لا أعرفُ ياأبي أنكَ سمعتَ
صوتَ الزردِ في يدي
فَصَمَتَّ وأنتَ تتصبُ فرحاً
بقدومِ عبدٍ جديد... 
حملوني مالاأطيقُ 
وحفَّظوني عن ظهر قلبٍ
( لايكلفُ الله نفساً........)
ابتلعت الدربُ قدميَّ
وأنا أهرولُ خلفَ رغيفِ المستحيل.... 
أحرثُ حقلَ الأماني 
بسكةِ التسويف... 
وأحصدُ هلامَ الثمر.. 
في طقسِ الموبقاتِ البارد
قالوا: احتمِ من البردِ
وبقيتُ عارياً أرتجفُ حتى
ساعةٍ متأخرةٍ من العمر
لم تكن أيها البردُ 
( سبباً لكل علة) 
أدمنتُ أمي المسكينة
وهي تفرشُ لي قلبها درباً
تحرسني بنورِ العين
وتنظفُ لي كل يومٍ
فسحةَ الأمان 
لألعبَ مع أقراني 
( طميمةَ الحقيقة)
وكلما عثرتُ عليها
ذُعِرَ الجميعُ ولاذوا بِحُفَرِ
خوفهم....!!!
حَزَمت أمي ثيابَ الحقيقةِ
وبقيةَ عمرها ومضت...
أجهشَ الدربُ بالضياعِ
وتخاذلَ الحراسُ
ربحتُ خساراتي
وتأبطتُ فطامي
حفظتُ المواويلَ من ألفِ
الشوقِ إلى ياءِ البكاء
وبغريزةِ اللبلابِ
تسلقتُ سياجَ فضولي
ورحتُ أتلصصُ بعينيِّ
قناعاتي الخصيِّةِ
على مفاتنِ الحقيقةِ العارية
لم أجرؤ يوماً أن أخدشَ
زجاجَ الوصايا بأظافرِ الشك
فكنتُ إسفنجةً اسطورية
امتصُ ماتشاؤون
التقي بمبادئي سراً
كزوجةٍ غير شرعية
أمدُّ يدي إلى عشِ الخطيئة
فلايتصدعُ عمودُ السماء
ولايتجهمُ وجهُ الله
كم فتحتُ زنزانةَ صدري
ورجوتُ عصافيرَ الروح
أن تخرجَ وتتشمسَ قليلاً
أبت مخافةَ الصيدِ الجائر
لم تجرؤ واحدةٌ من بناتِ أفكاري أن تخلعَ جلباباً
أو ترفعَ برقعاً ...
فهي في سننِ اللغةِ أنثى
والأنثى كلها عورة...
أيها الخوف:
قبلَ الرجمِ بقليلٍ دعني وشأني...
لأقفَ على شرفةِ احباطي
وأرمي بصررِ البخورِ العاقر
وجثثِ الإستخاراتِ الخائبة
َاتركني أمزقُ اضبارةَ الضلال
وأتلفَ وثائقَ الحلالِ والحرام....
امهلني لأنتفَ شاربَ هذا الوثن في داخلي...
ولاتراهنوا عليَّ !!!
فأنا على قوسِ عدالتكم
قضيةٌ خاسرة.

سليمان أحمد العوجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق