السبت، 8 سبتمبر 2018

أديب في أسطر :بقلم الاديبة تماضر وداعة : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود 2018:@حقوق النشر والتوثيق محفوظة /2018


أديب في أسطر 



الاستاذ الشاعر د. محمد حسين آل ياسين
 (شاعر الامة )

شاعر الامة بلا منازع هو استحقاق لأديب ذا رفعة ومكانة في قلوب الجميع، الاستاذ د. محمد حسين آل ياسين الذي نجد متعة وسحر وبلاغة ،يختار مفردات حسية شعرية تنسجم وسياقها الفني في القصيدة , وهذا يعطي لقصائده سحر خلاب يختلف تأثيره ومن حس شعري إلى آخر , حيث نكون مع الوله والعاطفة , والعشق , والحب الروحي بتداعيات ذاتية ومفردات منتقاة , وصورة شعرية صاغتها مخيلة تفوق الخيال , في جميع دواوينه ومؤلفاته وقع وتأثير في وجدان الشاعر كونها تجارب ذاتية عميقة عاشها وخاض غمارها في مرحلة الشباب والمراحل اللاحقة من عمره. جبل من جبال بلادي الشاهقة ، الاستاذ الشاعر د. محمد حسين آل ياسين شاعر كبير يعد شيخ الشعراء في الوطن العربي. 

 من قصيدة (قد نلتقي ) فأنها تطرح لنا تلك العلاقة الإنسانية الأزلية , ولحظة الوداع .
حبيبتي الصغيرة
حبيبتي الصغيرة
غداً إذا ما أزف الوداع
وحل من شدته الذراع بالذراع
وتمتمت شفاهنا بالكلمة الأخيرة
وانطلقت من الصدور الآهة الأسيرة
وانسكبت على الخدود الدمعة الكبيرة
ولوحت اكفنا تؤذن بالرحيل والفراق
حينئذ ستعرفين روعة التلاقي
الدكتور محمد حسين آل ياسين سيرة عطرة بالعطاء زاخزة الانتاج الادبي اوجزنا منها قدرا كبيرا للختصار.
* ولدالشاعر الكبير د. محمد حسين ال ياسين عام 1948 في مدينة بغداد.
* نال بكالوريوس الآداب 1969, وماجستير فقه اللغة بتقدير ممتاز 1973, ودكتوراه فقه اللغة بتقدير ممتاز 1978.
* تدرج في وظائف هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بجامعة بغداد منذ 1973 حتى وصل إلى الأستاذية.
*شارك في العديد من المؤتمرات واللقاءات والمهرجانات الأدبية والشعرية على المستوى المحلي والعربي والدولي.
 نشر الكثير من شعره وأبحاثه اللغوية والأدبية في عشرات الصحف والمجلات العراقية والعربية.

دواوينه الشعرية: 
نبضات قلب 1966 - الأمل الظمآن 1968 - قنديل في العاصفة 1975 - مملكة الحرف 19799 - الصبا والجمال 1980 - سفر النخيل 1980 - الأعمال الشعرية الكاملة 1980 - أناشيد أرض السواد 1981 - ألواح الكليم 1982 - ديوان آل ياسين 1984 - صوت العراق 1988 - المزامير 1991 - الصحف الأولى 1995 - أساطير الأولين 1999.

* مؤلفاته منها : مقدمة في الأصول اللغوية المشتركة بين العربية والعبرية - الأضداد في اللغة- العربية وبعض ظواهرها القديمة - الدراسات اللغوية عند العرب.
* حصل على جوائز شعرية, من جامعة بغداد, وجمعية المؤلفين والكتاب, والمجمع العلمي, واتحاد الأدباء وغيرها.
 ممن كتبوا عنه: داود سلوم, وأحمد الربيعي, وعناد غزوان, وعبدالعزيز المقالح, وأنور الجندي, وثامر عطا إبراهيم.

اميرالبيان العربي
 د فالح نصيف الكيلاني كتب قائلا :

"تتسم قصائد الشاعر محمد حسين ال ياسين بانها تعطي صورة شمولية عن تجربته الشعرية. وقصائده خالية من التعقيد والصعوبة، ، وتتسم بالنضوج الفكري، وامتلاكه لناصية الشعر، الخصبة النابضة بالأحاسيس الوهاجة، واعتلاءه لصهوة الشعر بكل تمكن ، وهو الذي جعل الشعر زاده وحياته شعراً منذ صباه، وعالمه شعراً ، حتى أنه بات يلتقط من صميم الحياة لحظات متوهجة لينقلها إلى مخيلته الشعرية، فيحيلها إلى قصيدة تنبض بروح الحدث المقتطع، وكأنه الوسيط بين الحياة وعالم الشعر، فينهل من واقع الحياة هذا النبع المتدفق الوهاج، الذي جعلها شاعرنا، نقية، صافية، رقراقة، ويعيش تجربتها ليحيلها إلى مفردات شعرية تنبض بالحياة ،حيث انه اختار أن يكون الشعر كل حياته، و يعيش ليكون شاعراً، وقد هيأ روحه وكيانه وأحاسيسه لذلك، حتى أن مجاله العملي صلة بتطوير هاجس الشعر لديه، أما مفرداته الشعرية فهي تمثل جزء ا من بنية القصيدة فهو يكتب القصيدة العمودية، ولا يحيد على تغيرها ، ويعتقد ً أن الانتقالات الحداثوية في مسيرة الحركة الإبداعية الشعرية، لا يعني التحول من العمود إلى التفعيلة في الشعرالحر ولا الى قصيدة النثر، بل ان الحداثة امكانية الشاعر في نقل القصيدة العمودية إلى عالم الحداثة،"
ومن قصيدته الحمى وهي رائعة من روائعه وتذكرني بقصيدة ( الحمى ) لشاعرالعربية الاول (المتنبي ) يقول فيها:
لي دون جمرك يا حمّاي ساعرة 
ناران من وجديَ الضاري ومن قَلقي 
هل عز مبترد التوحيد مغتسلاً 
حتى أعمَّد بالثالوث من حُرَقي 
حللْتِ ضيفاً فما ضاقت به مقل 
فليس ذلك من طبعي ولا خلقي 
لكن بليت بخلف منك عذبني 
فلست أدري بصبح جئت أم غسق 
إني لأكرمها لكن نازلتي 
لم يُغْرِها من ندى عيني سوى الأرق 
أنتِ اللعوب التي لو شاقها نزق 
سقيتها بكؤوس الشوق من نزقي 
وترقبين أصيل الشمس حائلة 
 لوناً لتلقيه في خدي وفي حدقي

هانت على الناس قبل اليوم موهبتي 
أأنت والناس يا حمى على ألقي 
لم يُبْقِ لي الدهر في عمري سوى رمق 
ولم أزل رغم دهري صامد الرمق 
بعد الثلاثين سبعاً عشت أُسْمنُها 
من الهموم وأسقيها من الرهق 
فهل ترى تهنأ الأشجار شاتية 
بما تناثر فوق الأرض من ورق 
وهل إذا خان مضمار بفارسه 
يحلو السرى ولياليه لمنطلق 
ركبت حُلْمي ولم أعثر به فإذا
بالحلم يهزأ من تيهي ومن طرقي 
فيا صويحبتي زيدي العروق لظى
وعَتِّمي بسواد المشتكي شفقي 
حسبي يد لم تفارق رغم رعشتها 
يراعتي وفم أرويه من عرقي 
ودون حكمك من خيلي العتاق هنا 
قصيدة فعلى القرطاس مستبقي 
وناشر من دثاري كل أشرعتي 
 حتى أرى بين جفني والرؤى أفقي

الاستاذ د. محمد حسين آل ياسين قصائده واحة من الشعر النقي الأصيل ًفهو قامة ادبية تحط ّعلى شغاف قلبك من ود وعطر وتهان ربما لاتكفي كلمات الامتنان لوفاء فيض من لانجازات الفكرية والادبية لتكون شاهد على حقب الزمان ،
ومفردات تمطر لحن ناعم الوسن والهدوء أن سطوة القصيدة , وبنيتها النصية  , وبناءها المتماسك الرصين , ومفرداتها الشعرية المنسجمة مع وحدة الموضوع , تلزم المتلقي أن يعيش هذه الحالة ويتفاعل معها لجمال صورها.

بهذه الاسطر القليلة اغلق نافذة رائعة من نوافذ الشعر والادب المعاصر الجميل الا وهو الاستاذ الكبير وشاعر الامة د. محمد حسين آل ياسين. راجين له دوام الايداع والالق.

بقلم تماضر وداعه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق