منذ الصرخة اﻷولى
أنا يا سادتي
قن من اﻷقنان
مثلي مثل أقراني
ﻻ أحكي سوى للعشب أﻻمي
وأروي للصخور الصم أحﻻمي
ولﻷشجار أسر بعض أسراري
وصوتي خافت جدا
وبعد مذلة اﻹنسان واﻷوطان
هل أبقى على صمتي
أم أصرخ
أعزائي
في ليل بهيم الوقع
سمعت صراخ أطفال
ومن خوفي رجفت
أضحى لساني مربوطا
من الشفتين للمعﻻق
خرجت بشارع امشي
تكلمت إلى ذاتي
وفي سري توجست
تذكرت أحاديثا لجدي
وهو مقموع من اﻷتراك واﻷعراب
تذكرت مواعيظا من السلطان
في اصطنبول أو نجران
يرددها رجال
كآيات من القرأن
في أسوان أو عمان
وسلطان السﻻطين
بتلك القبة البيضاء
من خلف المحيطات
يناديهم
يعلمهم
ويرسم دربهم بالسر و اﻹعﻻن
بغيبوبة
وجدت النفس
رمال تقرع الخلجان
وأمواج تصارع بعض أمواج
في اﻷعماق والشطآن
صحوت
و صوت أنين أسمعه
من زنزانة سوداء
بﻻ أضواء
وأشخاص بأيديهم سكاكين وباروده
وفي الزنار ساطوره
ومن ثقب جوار الباب
رأيت خياله يشكي
وكاﻷشباح
تعارفنا
وإذ بخيال اوطاني
مصلوبا على الجدران
ملفوف برايات ملونة
تعلوها عفونات من اﻷزمان
وتصدح بعض أصوات
نعيق صاغه الغربان
فيا سادتي قالوا
باسم كرامة اﻹنسان
حكمناه في تقطيع اوصاله
أشﻻء على ألوان
انصرخ يا أعزائي
ام نبقى على صمت
مقموعين كالجرذان
محمد حويجة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق