الأحد، 27 مايو 2018

قراءة لنصوص الاديب الشاعر باسم الفضلي :بقلم الاديبة الشاعرة ميلو عبيد : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود 2018:@حقوق النشر والتوثيق محفوظة /2018



باسم عبد الكريم الفضلي والنصوص التشكيلية في سبيل ولادة فكرية متجددة 





للكلمة عند الفضلي اعتبارات أخرى غير تلك الظاهرة و المستخدمة للتعبير الإنشائي عن 

فكرة أو موضوع ما ،للكلمة عنده كيان زماني ومكاني وعلى هاتين الركيزتين استند فكره

في بناء النص الأدبي ، ومما يراه أنه يمكن تجسيد النص بعصر ثقافي معين لكن التعبير
عنه لا يكون من خلال مكونات تتماشى و تتناسب وثقافة العصر القائمة وحسب ، بل من
خلال تحويل النص ذاته إلى (مبدأ للوحي) ودليل حي للحظة يقين تكاد تتحجر ، مبدأ يفكك 
ويفجر الكلمة ويبدل تركيبها ، يعيد لنا خلق هذه الثقافة وهذه اللحظة بحلة جديدة فنحصل
على تثاقف يكون أساسا لولادة (وعيفكرية) متجددة .
أدرك الفضلي أن مقتضيات هذا التثاقف لا بد لها من حامل يجابه به عصمة التخلف والركود
الفكري فأخذ يعمل على نوع جديد محدث من النصوص مع بعض الأفرقاء وتطويرها ،لكن
ولتمكن التخلف وتمدده على الوعي الجمعي غدتْ المهمة صعبة جدا .تراجع البعض واستسلمَ
البعض الآخر من الأدباء بينما بقي الفضلي مع قلة قليلة، مصرا على إمكانية النهوض والبدء .
- وعى حقيقةً أن الوعي العربي المعاصر ، وعيٌ ماقبلي انغلاقي ،يتسم بالتعصب ،التعنت ،ألاصولية
الانفعالية والعاطفية في اتخاذ احكامه ومواقفة حيال ما تفرزه حركة التطور الحياتية الحتمية من تحديات
تلقي بظلالها على بنية المجتمع في جميع مركباتها الثقافية / الأدبية ، الفنية .العلمية. الدينية.
السياسية والذاكرة التاريخية ....الخ / فتأتي تصوراته واحكامه خارج السياقات الواقعية ،
غير منسجمة مع روح العصر ومنطق التطور الحضاري ، وهذا يدل بوضوح على ان هناك
مأزق بل أزمة فكرية حقيقية ، تستوطن
العقل العربي ،جعلته حذراً متردداً من التعامل مع العقل المتنور، فاقد الثقة به ، عازفاً عن
الانفتاح عليه لقناعته بقصوره وتخلفه عنه بمراحل ( عقدة الشعور بالنقص ) ولقناعته 
ان ذلك الفكر المتقاطع معه يمتلك امضى اسلحة ايقاظ العقول من خلال قدرته على دفعها 
( للشك )/ المولد الحقيقي لليقين / وقوته وقدرته
الناكشة الناقدة للقناعات المتوارثة جيلاً عن جيل ، وأمام هذا الواقع ظهر موقفان متضادان
عاشهما ويعيشهما فكرنا العربي حتى اليوم هما : 
الاول - عدم الاعتراف بهذا النقص ( الذي تحول الى عقدة مركبة متجذرة فيه )، مما اوقعه 
في ( وهم التعالي ) للتغطية نفسياً عليه ، فراحوا يتبحون مدعين أن الفكر العربي هو ركيزة
العقل الانساني الاولى ، والاب الحقيقي للفلسفة وعراب المعارف التي عرفها العالم بشتى
انواعها ، وان كل هذا تم واكتمل في / الماضي / المجيد وأن كل ماهو جديد منها .انما هو
مستمد و منقول عن ذلك المنجز العربي الخالد ،لكن بوجوه معاصرة
2- موقف خاضع خضوعا سلبياً استسلامياً للعقل الاخر المذكور اما خوف أو كسل .
وتجاه هذين المهربين من عين الصواب والحقيقة رأى الفضلي أنه على الأديب العربي /المتزمت/
أن يتعظ من تجارب الغير في استخدام العقل ويرى كيف أن العالم تجاوزنا بأشوااااط حتى 
بتنا في آخر ركب الامم المتحضرة .
فتح باب الحداثة النصية على مصراعيه حتى أنه اتهم بالجنوح والتطرف الحداثوي في لغتة النصية
، فاللغة بالنسبة له هي آلية ووسيلة التفكير ، وأصل استجابته للمؤثر الخارجي ، وتحديد رد فعله
المناسب نحوه
وهنا أود الإقتباس منه :
"{باللغة يستطيع عقلي مثلاً ان يفرق بين الافعى والحبل .( اللغة لاتعني الكلمات فقط فهناك
لغة ضوئية / اشارات المرور الضوئية ، وصوتية ،وصورية ) وان تطوير الشعر يعني في
جوهره تطوير اللغة التي تشكله وتحدد معانيه وترسم صوره ، ولما كان تطور اللغة يعني
تطور الوعي ( علاقة الوعي / العقل ، باللغة علاقة طردية علميا) والوعي المتطور المتفتح
انسانيا هو اخطر ما يهدد عصمة التخلف المهيمنة على الفكر والقامعة لتحرره ،لذا جاء قرارها
بإحكام القطيعة بين الوعي الجمعي وكل مؤثر خارجي ( خارج حدود سلطتها ) ومن هذه
المؤثرات ، الحداثوية الادبية }" ....انتهى الإقتباس .
إذا هو مدرك للداء وبالتالي أدرك الدواء وأيقن انه يكمن في إنهاء تلك القطيعة وفتح المجال
لعلاقة تفاعلية بين اللغة والوعي الجمعي من جهة وبين المؤثرات الخارجية وأقصد بها المؤثر
الحداثوي الادبي، من جهة أخرى . و وحده القاريء الفضولي الطارح للأسئلة من سيخلخل 
جمودية وعي القارئ المقابل المستهلك للنصوص الأدبية دافعا'' إياه للإنفعال بما يقرأ ، واثارة
رغية البحث فيه  عن تفسير لتلك الاشارات الغرائبية او الصورالمتبكرة ، التي تزخر بها نصوصه 
في اعماق وعيه ، من مخبوء دفين يكسر به حاجز الصمت الذي 
فرض عليه سلطويا كما على عموم ابناء جيله 
طيلة سنوات عديدة ، ليغدو قارئا'' متفاعلا مع المنتج الادبي أيا كان ، مشاركا بإعداده بحسب 
 مستوى ثقافته ومنسوبه المعلوماتي .لذا كان لا بد من وسيلة لاثارة هذا القاريء المرتجى ، وابتدأت ثورته التشكيلية ، لاقت رفضا شديدا في واقعنا العربي وصعوبات في فهم الغاية الحقيقية منها واعتبرها البعض خروجا سافرا من تحت عباءة القميص الفراهيدي ،وكسرا لقواعد اللغة والآداب ، غاضون الطرف أو متغاضون /كله سواء ، عن حقبة زمنية تفاعلت فيها البيئات كافة /طبيعية . بشرية ../ بعضها البعض مع الحياة ورغم ذلك بقي هذا التفاعل سلبيا دون أن ينتج عنه اي جديد من المفردات والمصطلحات والمفاهيم اللغوية والمنتجات الأدبية والتي من شأنها تأمين الإستمرارية .
تفرد بأسلوبه الخاص تفرده بفكره الثاقب المدعم بمخزون ثقافي معلوماتي هائل .لم يتبع احدا
ولم يتأثر باية مدرسة شرقية كانت أو غربية، ولم يتقولب أسلوبياً ، أو يخضع لمسميات الأجناس
الشعرية او الادبية عموما يعطي نصه عنوانا'' من نحته ، فللعنوان اهمية عنده كونه يدخل كمكون
رئيس للعتبة النصية ، وبنية نصوصه المفتوحة خاصةَ تعتمد تعددية الاصوات والتناص 
مع الاخر الانساني ( الميثولوجي . الفلسفي . العقلاني . المعرفي.. الخ ) ، ولم يحفل 
لتلك الاساليب والاشكال مما ذهب إليه الكتاب والأدباء ، لا من قبله ولا من بعده ، وانما عاش 
اسمى معاني حريته وهو يمارس فعل الكتابة لامرجعية له الاه، ولم يصدر إلا عن سحيق اعماق
وعيه، ساعيا لكسر النمطية الإسلوبية والخلاص من مألوفية ورتابة المعالجات الشعرية ،
وفكرته المنفعلة هي وحدها من تختار سيميائيتها اللغوية ، وشكلها الكتابي ، فكانت له مدرسته 
الخاصة مدرسة ادركت أنه لاحدود تفصل بين انواع المنجز المعرفي ،فإن الزمن الحالي ،
زمن التكامل العلمي / الفن ادبي ، فرض نفسه كمكافيء للتكامل الفكري / الشعوري ) ، وأن 
العلوم الرياضياتية اساس كل منجز ابداعي (ادبي/ فني كون البعض عاب وعارض أسلوبه
التشكيلي في اتخاذ بعضا'' من الأشكال الهندسية والعلامات الرياضياتية متذرعين بأن هذا
التشكيل الشعري في ادبنا العربي يقرب لغة الشعر والأدب من لغة الرياضيات العلمية ويجد
القاريء صعوبة في الفهم كما وانه يمنع الشاعر من التحليق في الخيال فارضا'' عليه التكلف
مبعدا''إياه عن الطبع والسجية ، وجاء رده في أكثر من مناسبة ،وهنا أقتبس منه
"{أوليست أوزان الشعر بكل ما فيها من تنغيمات عروضية وإيقاعات بمختلف معانيها تعتمد
بالنسبة للموسيقى ،ومزج الالوان ببعضها لأنتاج لون اخر.. .. الخ كل هذا أوليست حسابات 
رياضياتية !!!؟}" .....انتهى الإقتباس 
لم يتهاون في موقفه ورفض الإنضمام الى جوقة الشعراء الذين يقودون الشعب ليبصروه لما
في واقعه من ضيم وظلم و متغيرات و... الخ فالشعب برأيه هو أعظم شاعر في شرح ونظم
هذا الواقع ،وابتعد عن شعاراتهم إذ رأى فيها تزييفا'' للواقع وخداعا'' للناس ،
وهذا ما جعله خصما" شرعيا" للكثيرين وعلى اكثر من جبهة .
- ركز على الوعي الإبداعي فتنوعت كتاباته فشملت الشعر بأنواعه ، السرد الشعري او
التعبيري / القصة ، الرواية ،المسرح ،المقالة ، النقد والدراسات والبحوث فهو لم يدع سبيلا''
من شأنه أن يدعم القاريء ويخرجه من قوقعته إلا وسلكه ، وباساليبه الخاصة في انتاج في كل
ذكرته من ابداعات ، اشتغل جاهدا'' لتأكيد هدفه من رسالته الفكرية الادبية /تحديدا" ، وهي
تجديد وتطوير الوعي، عن طريق تطوير الوعي القرائي ، آمن برسالته وخطط لأعماله
الأدبية خاصة الدراسات التحليلية، وصمم على المضي بها واضعا'' نفسه موضع التلميذ / القاريء
، المتلقي/ تارة ، وتارة أخرى موضع المعلم / الأديب .الناقد/إذ أن صراعه لنقل الأدبي كان
على جبهتين ،الأولى مواجهة مع أمثاله من الأدباء الذين رفضوا الحداثة وما بعدها كما فهمهما 
هو ، والثانية مع القاريء المتقوقع .
- انطلق من مبدأ أن قواعد اللغة شيء وأداء اللغة شيء آخر فحاول كسر هذا القيد الذي كبل 
اللغة وقعدها ضمن منطقة حدودية / قواعدية / مانعا إياها من التفاعل والإنفتاح على اللغات 
الأخرى حرفية /هجائية/ أو تعبيرية / صوتية ،ضوئية ،لونية ، إيحائية سيميائية ...الخ / 
ومنتجاتها الأدبية والتلاقح معها بشرع العقل والتطور ، وهذا ما رفضه العقل العربي ،وإلا 
كيف نفسر قلة الملاحم الشعرية في ادبنا العربي والتي تكاد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
أسباب كثيرة لا شك أهمها نفوذ السلطة القواعدية ناهيك عن أن الدين عندنا ( رقيق) ومن 
أجل هذا كله وهنا أقتبس والكلام للأديب الفضلي "{ ..لذا بقت معادلة الابداع العربي
في مجمل ميادينه مختلة النتائج كونها غير سليمة الاركان فالمعادلة الصحيحة :
[ مبدع لمنجز معرفي نوعي + متلقٍ متفاعل ومشارك في تكوين معنى ذاك المنجز = عملاً ابداعياً نوعياً ]
، اما تلك المعادلة العربية [مبدع + قارئ استهلاكي غير متفاعل = منجز يتيم ناقص المعنى]،
فالنص يتكامل معناه في وعي الكاتب والقارئ معا ....إنتهى الإقتباس }" ، ولأجل هذه النتيجة
التي خلص إليها راح يعمل على إعداد قارئا'' نوعياً.
سعى لانتشال القاريء من بؤرة الإستهلاك واللذة العمياء لقعقعة الكلام الظاهري / إنتشاء
سمعي / ضبابي غير مفهوم لأن العقل تحت سلطوية الجاهز المقدم الحاررر ،ووضعه أمام 
متعة الإدراك المفتوح الأفق في البحث والتنقيب . وللحصول على هذا القاريء الواعي أدرك 
أن الديمقراطية الفكرية هي كل ما يحتاجه القاريء لذا حاول تحريره من التصورات الماقبلية
.أعد نصوصا مهمتها الإعداد والتحفيز الفكري والتنشيط البحثي لدى القاريء ،قدم له
النصوص التشكيلية /المفتوحة . المغلقة ...، والتي تعتمد في جوهرها على لغة الإشارات 
بأنواعها / المساحات البيضاء، ايقاعات صوتية ، بصرية ، ايقونات ، خطوط ،نقاط ...الخ /
وكيفية تموضعها والدلالات ،والسرديات / الشعرية . النثروشعرية ، المكثفة المعاني 
وانزياحاتها والتي تتماهى جميعها مع أرض الواقع المعاش / بما معناه حدد الموقع وترك
للقاريء تحديد زاوية الرؤيا وبالتالي ذاتويته (القاريء) ، لم يتركه وحيدا في مهب هذه
الثورة الحدثاوية ، اعتمد الدروس التطبيقية العملية ؟؟ أعد الدراسات والقراءات
التحليلية جرد نفسه اثناء دراستها وتاويلها ، من اي معطيات/ ترسبات ماقبليه او اسقاطية
، لم يأت من عندياته بشيء ،أبحر في النصوص واستكشف متونها معطيا'' تمثيلا حقيقيا
ودرسا عملاتيا'' بكيفية المعالجة النصية .
 ......وبدأ خط إنتاج الوعي بلإنتاج .....
- أدواته و إسلوبية / شكلانية نصوص الفضلي 
اعتمد في هندسته البنائية على كل ما من شأنه أن يعبر عن حاجته الفكر/ شعورية والتي
هي أيضا'' حاجة القاريء ، بقصد رسم يوتوبيا عقلية نفسية/ وجودية ، تشكل عالما''
مكازمانياً ( ذاتويا داخليا) بديلاً عن الواقع الآني المعاش ، إن كان للكاتب اثناء فعل الكتابة
أو للمتلقي اثناء فعل القراءة ،ما بين العميقة في السريالية والدادائية والفوارز النقطية
والتشطيرات والتقطيعات الحرفية والسكتات المائلة والأقواس بكافة أنواعها ، إضافة 
للإشارات والرموز رياضياتية /فيزيائية ظاهرة كانت أو دلالية و ترك المسافات بين 
السطور و مد الحروف ، وتقطيعه وبعثرته....الخ من أدوات شهدناه في نصوصه ،راح 
يبدع في تصاميم عمارته البنائية مراعيا الإيقاعات :
1 - الخارجية / متحرك أو ساكن وما تفرضه أدواته من أصوات نغمية جرسية أثناء المد
أو التضعيف أو لفظات التهكم والتقليل وووو 
2 - الداخلية / وتعتمد على تكثيف و تدفق الصور . وبقي حريصا'' وشديد الإنتباه لمفهوم 
العلاقة بين قواعد اللغة و اللغة في الأداء مبقيا'' على منطقة بين الحضور والغياب فللصمت 
في منظوره ثقل الكلام . هذا المابين في نصوص الفضلي كان فراغا حيا أو لنقل صمتا بليغا
مسكونا'' بالمعنى ولا معنى .مسكونا'' بالصوت ولا صوت ، منطق اللامنطق ،حرر المطلق
من المألوف العاجز ،كان نمطا'' كتابيا'' تحرريا'' حسيا'' ، له أسس دلالية كامنة في النسق
الجمالي الصوتي للعلامات غير اللغوية ،متعدد
المرسلات /لغوية أدبية ، فكرية مجتمعية/ مشعا'' في كل اتجاه .........
........


البعد الزمني او القياس المكاني ؟!! مثلاً طول الشطر او العبارة كايقاع بصري، وكذلك الأمر
- /النصوص التشكيلية و الديمقراطية الفكرية لدى الفضلي /
ميلو عبيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق