الثلاثاء، 16 يناير 2018

نرجستي الغالية :الاديب الشاعر حكمت نايف خولي : مجلة اقلام بلا حدود: منتدى اصدقاء اقلام بلا حدود : :وصفحة مجلة اقلام بلا حدود 2018:@حقوق النشر والتوثيق محفوظة /2018




نرجستي الغالية 




في أعلى قِممِ الجبال ....
في مزرعةٍ يسوِّرُها النُّورُ ...
يزنِّرها سحابُ العذوبة ....
يرطِّبُ ثراها ندى الجَّنةِ ...
بين الصخور المتمرِّدةِ نمتْ
وترعرعتْ زهرتي الغالية ...
ليتكَ تعرف يا رفيقي
ما هي زهرةُ النَّرجِسِ ... 
هي أعطرُ الزُّهورِ أرقُّها 
أعذبُها وأطهرُها .... 
فاحتْ رائِحتُها وتضوَّعَ عطرُها 
من الأعالي وراحتْ أمواجُ أريجِها 
تتدفَّقُ بموجٍ هادرٍ ساحرٍ ...
ملأتْ أمواجَ الوديان وغمرتْ تلالَ الفوار ....
شعشعَ نورُها وأضاءَ دهاليزَ وأغوارَ روحي ....
عطَّرَ شذاها ترابَ مهجتي فعشقتُها 
حتى الثَّمالةِ وجرعتُ من دنانِ
نبيذِها حتى السَّكرِ والجنون ....
مهَّدتُ لها تربةً في قلبي 
سمَّدتها بخلايا دمي ....
سقيتُها بدموعِ روحي حتى ملأتْ كلَّ عوالمي ....
وطغتْ على حديقةِ كوخي حتى 
غدتْ تتلألأُ فيها أزهارُ النرجسِ من شتَّى الألوان ....
وراحتْ تكبرُ زهرتي الغالية 
فعلتْ وشمختْ فوق كلِّ الأزهارِ والأشجار ...
وأصبحتْ سامقةً وتعالتْ فوق أشجار الأرزِ 
قويتْ جذورُها وتشعَّبتْ في حقولِ نفسي ....
صرتُ أتنفسُ أريجَها ...أشتمُّ عطرَها 
أتندَّى بدموعِ شفاهِها ... أترطَّبُ بنسيماتِ أغصانها ...
أتفيَّأُ بظلالِها ....باتتْ حياتي كلَّ عالمي ووجودي ...
فتمازجنا وغدونا واحداً .... 
هي أنا وأنا هي أتصدقْ يا رفيقي ؟؟؟ 
رحيقُ عطرِها فجَّرَ ينابيعَ مشاعري 
فتدفَّقَ الشعرُ جداولاً وتمدَّدَ طوفاناً هادراً ....
سيغمرُ الكونَ سحراً وجمالاً ....
آهِ نرجستي الفاتنةِ الغالية كم أحنُّ وأشتاقُ إليكِ ....
أنا هنا مطمورٌ بركامِ الثلوجِ ... الصقيعُ ينهشُ قلبي 
والغربةُ تمزِّقُ روحي ... 
أشتاقُ إلى حديقتي إلى مزرعتِك ...
إلى حقولِ النرجسِ والمضعفِ ... 
رائحةُ النرجسِ تنعشُ قلبي المتيبِّسِ ...
تُحيي روحي المتهالكةِ ....
أمسِ حلمتُ حلماً جميلاً 
أنني بنيتُ معبداً للنرجسِ
ووضعتكِ يا ربَّةَ النرجسِ
تاجاً فوق هامِ الجمال ....
ورحتُ أتعبَّدُ في محرابك خاشعاً ... 
فتراكضتْ أزهارُ النرجسِ وأرتالُ المضعفِ إليَّ
ورحنا جميعُنا ننشدُ التراتيل ونوقعُ الألحان 
لربَّةِ الحسنِ وسيدةِ العذوبة والطهارةِ ...
من أجلك أنت احتضنتُ 
كلَّ أزهار النرجسِ التي تحبين
وسقيتها كلُّها من دموعِ عيوني
التي تعشقكِ إلى الأبد .... 

 حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق