تَزْوَرُّ عني
تَزْوَرُّ عني أم تروغَ فتزعُــــــــــــمُ **** أنِّي عصيٌّ لن أُطاقَ فتســـــــأمُ
فاستوقفتني منك بعضُ مناقِــــــــبٍ **** حاشاك أن أقسو عليك وأحْكـــمُ
ما كنتُ أخشى منكَ قطُّ ضَغينَــــــةً **** هل أنت حقا بالضَّغينَة مُغْــــرَمُ
عجبا تلازمني وقلبُكَ غــــــــــــادرٌ **** ظلما وفعلك يا صديقي أظلـــــمُ
يا سُوءَ حظِّكَ حين تبدو حاقــــــــدا **** بالصَّحبِ أم أغناك عنهم مَغنــمُ
منذ التقيتُكَ ما عرفْت سوى الأسـى **** أبدا وعفوي عنك يبدو الأسلـــمُ
إني عرفتُكَ منذُ أحلامِ الصِّبـــــــــا **** في كلِّ حينٍ قد تَجودُ فتعظُـــــمُ
فجعلتُ قدرَكَ كالسَّحابِ ترَفُّعَـــــــا **** وجُعِلْتَ ما بين الكرامِ الأكـــرمُ
تُقصِيكَ عن سَفهِ اللئام مكانَـــــــــةٌ **** والنارُ من وَهجِ الكراهَةِ تُضْرَمُ
بالعلمِ نعلو لن يُجابهنا الـــــــــرَّدى **** أبدا ولكن بالجَهالةِ نَنْــــــــــــدمُ
تَنهانا عن فعل اللئامِ مَكـــــــــــارمٌ *** وأخو اللئامةِ بالشَّقاوةِ يَنْعُــــــــمُ
نصبرْ لعلَّ الله يَجزي صبرَنــــــــا **** صفحا عن الزلاتِ فهو المُكْـرِمُ
يا ربِّ إن عظُمَتْ ذنوبي كلُّهـــــــا **** أدري وأعلم أنَّ عفوَكَ أعظَــــمُ
محمد القصاص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق