رَحَلَ النَّهارُ
رَحَلَ النَّهارُ
وَظَلَّتْ مَلامِحُهُ وَحْدَها مُلْقاةً
عَلَى هَذا الوَجْهِ الشَّارِدِ
فِي مَجازاتِ الخَيالِ..
لَمْ يَعُدِ اللَّيْلُ سِوَى وَمِيضِ فِتْقٍ
مُعَلَّقٍ فِي سَماءِ شُرْفَةٍ مُغْلَقَةٍ
يُضْفِي عَلَى أُفُقِ الحُلُمِ
صَرَخاتِ زُرْقَةٍ كاذِبَةٍ
حَتَّى الظُّلْمَة،
تِلْكَ الشَّهْوَةُ الجارِفَةُ
الَّتِي كانَتْ تُغازِلُ النُّجُومَ النَّاعِسَةَ
فِي تُخُومِ سِحْرِها
وَتَقُودُها إِلَى نشْوَةِ الفَرَحِ
انْتَحَلَتْ صِفَةَ الخائِنِ
وَطَوَتْ وَهْجَ الأُمْنِياتِ
فِي جُرْعَةِ مَساءاتِها البارِدَةِ..
الصَّوْتُ،
المَدَى،
وَكُلُّ ما كانَ يَنُوءُ بِنَزَواتِ الصَّدَى
هَوَتْ أَوْهاجُهُ
خَبَتْ أَنْفاسُهُ
لا شَيْءَ بَقِيَ كَمَا كانَ
لأَنَّ السَّماءَ ما عادَتْ تَحْتَمِلُ نَزْرَ أَرْضِهَا
وَلا أَحْلاماً تَصْبُو إِلَى شِعابِ الأَوْهَامْ.
كريمة مبسوط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق